أحد قادة وادي سوات يهدد الحكومة الباكستانية بتمرد إذا لم تبدأ بتطبيق الشريعة

مقتل 12 باكستانيا في قصف جوي أميركي على الحدود الأفغانية

TT

منح مولانا صوفي محمد، زعيم «حركة تطبيق الشريعة»، الحكومة الباكستانية مهلة نهائية لتطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة محاكم إسلامية في منطقة «سواتج قبل 15 من مارس (آذار) الجاري أو مواجهة حركة تمرد حاشدة في الإقليم الممزق بالفعل.

وقال صوفي محمد في المؤتمر الصحافي الذي عقده في الإقليم: «لا يمكن ضمان السلام في الوادي، ولن تكون هناك ضمانات بإحلال السلام في سوات ما لم تطبق الشريعة الإسلامية وتقام المحاكم الشرعية». وأشار إلى عدم قناعته بالخطوات التي اتخذتها الحكومة حتى الآن لتطبيق الشريعة في وادي سوات، قائلاً: «نود أن نرى خطوات عملية من الحكومة في هذا الصدد».

ويهدد مطلب صوفي محمد بتقويض السلام الهش القائم بين الميليشيات الموالية لطالبان والأجهزة الأمنية بعد أن وافقت الحكومة على طلب طالبان بإقامة محاكم شرعية في الوادي. وقال محمد في المؤتمر: «يجب أن تتوقف جميع إجراءات القضاء في المحاكم الموجودة في الوادي وأن تعلن الحكومة إقامة المحاكم الشرعية». وعبر صوفي محمد المسؤول الديني المحلي،الذي يعتبر اكثر اعتدالا من متمردي طالبان المنتشرين في وادي سوات، عن استيائه لعدم احراز اي تقدم على حد قوله منذ توقيع اتفاق مع الحكومة لتطبيق الشريعة في هذه المنطقة الواقعة شمال غربي باكستان. وقال لصحافيين في مينغورا كبرى مدن وادي سوات «لقد اعلنت الحكومة تطبيق الشريعة، لكنه لم يتم اتخاذ اي اجراء عملي حتى الان واننا غير راضين». وكان الاتفاق القاضي بتطبيق الشريعة الإسلامية في الوادي قد تم التوصل إليه بين صوفي محمد والحكومة المحلية في إقليم الحدود الغربية الشمالية. وقام صوفي، العالم الديني الكبير الذي يحظى باحترام بين طالبان، إثر ذلك بحملة لإحلال السلام في الوادي.

ودعم زعيم ميليشيا طالبان مولانا فضل الله، وصهر صوفي محمد، اتفاق تطبيق الشريعة في الوادي. وفي بيانين منفصلين أعلنت الميليشيات الموالية لطالبان والحكومة الباكستانية الموافقة على وقف إطلاق النار في الوادي ووضع نهاية للصراع الدامي الذي استمر أربعة عشر شهراً. وطالب صوفي محمد، الحكومة الباكستانية والميليشيات الموالية لطالبان، خلال المؤتمر بإطلاق سراح السجناء قبل 15 مارس، حيث يحتفظ كل من الجانبين بمئات من الأسرى منذ انطلاق المعارك قبل 14 شهرا.

وقال أحد الصحافيين في معرض تعليقه على الموقف، إن سجناء طالبان الذين اعتقلتهم قوات الأمن كانوا في سجن الوكالات الاستخباراتية الباكستانية وإن الحكومات المحلية تملك نفوذاً محدودًا لدى الوكالات الاستخباراتية التي تتبع الإشراف المباشر للحكومة الفيدرالية. وقد هدد مولانا صوفي محمد بحركة احتجاجية ضخمة في إقليم سوات ما لم تنفذ مطالبه قبل 15 مارس. وسيطر طالبان الباكستانيون في صيف 2007 على منطقة وادي سوات الواقعة في جبال الهملايا، لتي كانت في الماضي القبلة السياحية الاولى في باكستان على مسافة اقل من 120 كلم غرب العاصمة اسلام اباد.

ومن جهة اخرى، اعلن مسؤولون امنيون باكستانيون ان 12 متمرداً على الاقل قتلوا امس بقصف صاروخي اميركي على الارجح استهدف مواقع في شمال غربي باكستان على مقربة من الحدود مع افغانستان. وقال مسؤول امني لوكالة الصحافة الفرنسية: «اصاب صاروخان اطلقا من طائرة من دون طيار اميركية على الارجح مجموعة من المنازل في ساراروغا في منطقة وزيرستان الجنوبية في المناطق القبلية ما ادى الى مقتل ثمانية متمردين على الاقل» بيما اشارت مصادر اخرى إلى ان عدد القتلى وصل الى 12 قتيلاً. وهذا رابع هجوم صاروخي تنفذه طائرات اميركية مفترضة من دون طيار منذ تولي الرئيس الاميركي باراك اوباما السلطة. وباكستان حليف محوري للولايات المتحدة في «الحرب على الارهاب»، التي اطلقها الرئيس الاميركي السابق جورج بوش. غير ان الضربات الصاروخية المتكررة في الاراضي الباكستانية غذت مشاعر مناهضة للاميركيين، خصوصا في المناطق القبلية الحدودية مع افغانستان.