رئيس المعارضة البريطانية يتحدث عن وفاة ابنه: ترك فراغا في حياتنا لا يمكن وصفه

بعث بآلاف الرسائل الالكترونية للتعبير عن شكره لمن عزوا وتعاطفوا

TT

فتح رئيس المعارضة البريطانية زعيم حزب «المحافظين» ديفيد كامرون قلبه لمؤيديه ليعبر عن امتنانه لكل من تعاطف معه ومع عائلته بعد وفاة نجله إيفان وعمره 6 أعوام من مرض شلل الدماغ. وقال كامرون في رسالة الكترونية حملت عنوان «شكراً» وصلت إلى كافة مؤيديه أول من أمس، انه وزوجته سامانثا «نريد أن نقول شكراً جزيلاً، يعني لنا الكثير أن آخرين يفكرون بنا وبه». وجاءت رسالة كامرون بعد العشرات من الآلاف من الرسائل من الناخبين البريطانيين للتعبير عن تعاطفهم معه ومع عائلته.

وعانى ايفان من مرض «متلازمة اوهتاهارا»، وهي نوع من الأمراض العصبية النادرة، تعرف طبيا بأنها حالة «التهاب الدماغ في الطفولة المبكرة الذي يؤدي إلى حدوث الصرع»، منذ ولادته. وقال كامرون: «كنا دائماً نعلم بأن ايفان لم يعش للا بد، لكن لم نتوقع خسارته وهو بهذا الصغر وبهذا الشكل السريع». وأضاف كامرون بان ابنه «يترك فراغاً كبيراً في حياتنا لا يمكن وصفه، وقت النوم ووقت الغسل ووقت الطعام – لا يمكن أن تكون الأمور كما كانت عليه سابقا». وعلى عكس طيبة المحافظين المعروفين تقليدياً بالحزم وعدم التعبير عن العواطف، خاصة بقيادة المرأة الحديدية مارغريت ثاتشر، كانت مشاعر كامرون واضحة جداً في رسالته، قائلاً:«إننا نواسي أنفسنا بمعرفة انه لا يعاني بعد الآن وان نهايته كانت سريعة وانه في مكان أفضل،لكننا نشتاق له بيأس». وكان كامرون قد تحدث سابقاً عن حزنه لمرض ابنه، قائلاً إن علمه بمرض إيفان «ضربني مثل قطار سريع»، ليقول أول من أمس: «عندما عرفنا للمرة الأولى مدى مرض إيفان اعتقدنا أننا سنتألم بمراعاته، لكنه على الأقل سيستفيد من اهتمامنا، الآن انظر إلى السابق وارى أن الأمر هو العكس، كان الوحيد هو الذي عانى وكنا نحن – سام وأنا و(ابنته) نانسي و(ابنه) الوين – من كسب الكثير أكثر مما كنت أتصوره ممكنا من وجود ومحبة ولد جميل وخاص بشكل رائع».

ومنذ وفاة ايفان يوم الأربعاء الماضي، لم يتم الحديث عن المنافسة الشديدة بين كامرون ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، خاصة أن مجلس العموم البريطاني علق جلسته الأسبوعية التقليدية يوم الأربعاء الماضي احتراماً لوفاة ايفان. إلا أن حزب «المحافظين» يتصدر بعشرين نقطة على حزب «العمال» الحاكم بحسب آخر استطلاع أجري في 17 فبراير (شباط) الماضي، ومن المتوقع أن تعاطف الشعب البريطاني، الذي قدم تعازيه على نطاق واسع لكامرون، سيزيد من هذه الفجوة الانتخابية. وكانت الصحف البريطانية الأسبوعية يوم أمس خصصت مساحات كبيرة لقضية ايفان ووفاته، بالإضافة إلى تأثير مرضه على الرجل الذي تظهر استطلاعات الرأي انه سيكون رئيس وزراء بريطانيا المقبل.