«البتروكيماويات» ينتشل «الأسهم السعودية» من المؤثرات الخارجية

فيما لا تزال السيولة المتداولة ومستويات الدعم الهشة تسيطر على جلسات التداول

TT

انتشل قطاع الصناعات والبتروكيماويات المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي من حالة السلبية المتتالية والتي شهدها مطلع الأسبوع الحالي والمتأثرة بالعوامل الخارجية في ضوء اضطراب أسواق المال العالمية.

ولعبت أسهم القطاع دورا كبيرا في وقف نزيف النقاط المتتالي، وعلى الرغم من الضغط السلبي من قطاع المصارف والخدمات المالية إلا أن حالة الاستنزاف قادت سهم مصرف «الراجحي» إلى الارتفاع الطفيف ساهمت في تقلقل الخسائر النقطية المتتالية للقطاع.

ولا تزال السيولة المتداولة ومستويات الدعم الهشة تسيطران على جلسات التداول اليومية والتي عمقت جراح المؤشر العام بعد أن شهد تراجعات لمستويات لم يعد أحد يعلم ما مدى عمق الأزمة المالية وتأثيرها على الأسهم الاستثمارية خلال الربع الأول والثاني من العام الحالي.

وأغلق المؤشر العام عند مستوى 4143 نقطة رابحا 13 نقطة بنسبة 0.32 في المائة، وسط أحجام تداول تجاوزت 3.3 مليار ريال ( 880 مليون دولار) توزعت على ما يزيد على 189 مليون سهم.

وأفاد لـ«الشرق الأوسط» سعيد هزاع الخبير الاقتصادي بأنه على الرغم من المحاولات الخجولة من قطاع الصناعات والبتروكيماويات، خاصة سهم «سابك» المؤثر الرئيسي في المؤشر العام في التحرك الايجابي الناتج عن ارتفاع أسعار النفط التي شهدت تحسنا ملموسا في أسعارها خلال الأيام الماضية إلا أن وتيرة الضغط من الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية لا تزال قائمة.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن السوق شهد صراعا قويا بين راغبين في الشراء متخوفين من التأثرات الخارجية وآخرين مضاربين محترفين مستغلين المستويات السعرية المتدنية والتي وصلت إليها الأسهم المدرجة، مشيرا إلى أن هناك من يستطيع قياس نسبة المخاطر داخل السوق وذلك بحسب عملية Beta Coefficient والذي يقيس التذبذب العام للسوق.

ومعامل «بيتا» هو مقياس نسبي لحساسية عائد السهم إلى عائد إجمالي سوق الأسهم فإذا كانت الـ«بيتا» للسهم أكثر من واحد فهذا يعني أن السهم على درجة عالية من التذبذب وله علاقة إيجابية بإجمالي سوق الأسهم، وإذا كانت الـ«بيتا» للسهم أقل من واحد فهذا يعني أن السهم ذو علاقة بسيطة بإجمالي السوق. أما إذا كانت الـ«بيتا» للسهم أقل من صفر فهذا يعني أن للسهم علاقة عكسية مقارنةً بأداء إجمالي سوق الأسهم. وذكر لـ«الشرق الأوسط» عبد الرحمن العرعور المحلل الفني أن سوق الأسهم شهد تحسنا أفضل من الأيام الماضية، مفيدا بأن المؤشر العام حافظ خلال تعاملات الأمس على مستوى القاع الجديد 4068 نقطة مع اختراق للمسار الهابط اللحظي بدعم من أسهم البتروكيماويات، مشيرا إلى ضعف بعض القطاعات القيادية والتي أضعفت القوة الدافعة للسوق.

وبين العرعور أن المؤشر العام يستهدف مستويات 4180 نقطة وذلك بالحفاظ على مستوى 4138 نقطة ليوم الأربعاء، مبينا أن أي تراجع يشهده السوق في بداية التعاملات يعني مواصلة المسار الهابط للسوق.

ولفت المحلل الفني إلى أن هناك أسبابا قد تجعل السوق يتماسك للفترة المقبلة قبل أن يعود ليكمل تصحيحه ضمن نقاط محددة فنياً، منوها ببعض الأسهم القيادية التي تتداول بقيمتها الدفترية حالياً وأهمها سهم سابك، وأيضا اقتراب جمعية سافكو والتي يوزع فيها 7 ريالات للسهم.