متقدمون لوظائف سوق العمل: الملتقى ابتعد عن مسار التوظيف واتجه للتسويق

غرفة جدة طالبت الشركات باستقبال طلبات التوظيف قبل المعرض

جانب من المتقدمين على وظائف إحدى الجهات المشاركة
TT

عجز ملتقى سوق العمل السعودي عن تحقيق الرضا التام للشباب والفتيات الباحثين عن العمل فيه بالدرجة الكافية، إذ ترى مجموعة منهم أن المعرض ابتعد عن مسار التوظيف ليتخذ المنحى التسويقي للشركات المشاركة، إضافة إلى خلو المعرض من المنشآت الخاصة المعروفة على مستوى الدولة. وذكر الشاب نشأت نامي، أحد الزائرين للمعرض والحاصل على درجة البكالوريوس في الحاسب الآلي أن ملتقى سوق العمل السعودي أقيم لإسكات الشباب العاطلين عن العمل فقط «على حد قوله»، واضاف لـ«الشرق الأوسط»: لم أشعر بأي تقدير للشباب السعودي خلال هذا المعرض، لا سيما أن الوظائف المطروحة لا تتلاءم مع كافة التخصصات الجامعية، إضافة إلى اشتراط معظم الشركات وجود الخبرة، التي لا تتحقق لدى حديثي التخرج الذين يطمحون من تلك المنشآت إعطاءهم فرص التدريب والتأهيل أولاً.

وواصل حديثه، كان من المفترض أن يكون هناك توظيف مباشر للمتقدمين، إذ إن تلك الفكرة هي أول ما تبادر إلى أذهاننا فور قراءتنا للإعلانات عن هذا الملتقى.

فيما أشار هيثم عبد القادر، الذي تخرج حديثا من الجامعة ليحمل شهادة علوم الكيمياء لـ«الشرق الأوسط» إلى أن ما تطلبه الشركات المشاركة في المعرض من إجراءات لا تختلف عما يحدث عادة عند التقدم لأي منشأة خارجه.

وقال، هناك من يطلب منا تعبئة نماذج للسيرة الذاتية أو التقديم عبر المواقع الالكترونية للشركات من أجل معاودة الاتصال بنا لاحقا، ما يجعلنا نعقد الآمال بلا فائدة «بحسب قوله».

بينما اكتفت عبير علي بالتجول داخل ممرات المعرض في محاولة منها لإيجاد ما يجذبها ويتلاءم مع خبراتها ومؤهلاتها التعليمية، غير أنها لم تجد سوى شركات وسيطة تتمثل مهمتها في كونها حلقة وصل بين الشباب والقطاعات الخاصة، لافتة إلى أنها رغبت في تعبئة نموذج لسيرتها الذاتية لدى إحدى تلك الشركات إلا أنها فوجئت باكتفاء الموظف بتسجيلها على الموقع الالكتروني للشركة وتزويدها باسم المستخدم وكلمة المرور كي تتمكن من استكمال إجراءات طلب الوظيفة عبر شبكة الانترنت من منزلها.

ولم يجد فهد البلوي المتخصص في صيانة الطائرات ما يتلاءم مع دراسته من شركات خاصة، عدا مشاركة الخطوط الجوية السعودية، التي وضعته في قائمة الانتظار، ويقول إن الملتقى بحد ذاته يعد خطوة جيدة، إلا أننا نأمل أن تكون هناك نتائج إيجابية في ما بعد، لا سيما أنه من غير المعقول أن توظف الشركات المتقدمين مباشرة دون القيام بالمفاضلة من خلال السير الذاتية لهم. ويضيف صديقه يوسف البلوي، الذي يعمل مهندسا مدنيا في إحدى الشركات الخاصة أن السؤال الذي يطرحه الشباب في ما بينهم هو: ما هي ردود أفعال المنشآت المشاركة في ما بعد، خصوصا أن معظم الوظائف تحتاج إلى إجراء مقابلات شخصية مع المتقدمين لقياس قدراتهم؟.

بينما اختلفت وجهة نظر أحد الباحثين عن العمل «فضّل عدم ذكر اسمه» تجاه ملتقى سوق العمل السعودي، رغم عدم إيجاده لما يوافق تخصصه المتمثل في دبلوم سياحة وفندقة وخبرة عملية لمدة سنة وستة أشهر في مجال خدمة العملاء عبر الهاتف، عدا عن شعوره بمجاملة بعض المنشآت للشباب عن طريق قبول سيرهم الذاتية «بحسب وصفه».

وأضاف، أتاح لي الملتقى التعرف إلى أشياء كثيرة لم أكن أعرفها في السابق، إضافة إلى أنني تقدمت لأكثر من شركة قد تخدم خبرتي بشكل غير مباشر، باعتبار أن بعض تلك الشركات حددت تخصصات معينة، فيما اكتفت أخرى باستقبال السير الذاتية لتوجيهها حسب الشاغر لديها من وظائف.

من جهته أوضح الدكتور عبد الله مرعي بن محفوظ نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة أن وزارة العمل والغرفة كانتا في السابق تستعملان مسيّرات محددة لطلبات التوظيف، غير أنه في الوقت الحالي لا بد من بناء مفهوم جديد للتوظيف لدى منشآت القطاعات الخاصة، والمتمثل في مشاركتها بمثل تلك المعارض.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن الملتقى يعد تعريفيا للكثير من الشركات المشاركة، التي ستتعمد في ما بعد انتظار موعده لتشرح فيه الهيكل التنظيمي لها وتعرض ما هو موجود من الوظائف المتاحة بها.

وأضاف، ليس هناك على مستوى الدولة توظيف مباشر، إذ لا بد للباحثين عن العمل من وضع سيرهم الذاتية في الشركة.