مريض يسبب شغباً في مدينة مصرية.. والمحافظ يأمر بعلاجه مجاناً

رفض المستشفى قبوله فتحول بسريره المتحرك إلى تظاهرة

TT

تسبب تعامل خشن لمُمرض بمستشفى مطروح العام في تظاهرات ومصادمات بين نحو 3 آلاف شخص وقوات الشرطة، إضافة لإغلاق الشارع الرئيسي بأشهر مدينة سياحية على البحر المتوسط، لأكثر من أربع ساعات. وبدأت الواقعة مساء أول من أمس حين شاهد المارة ذوي المريض والعشرات من المتضامنين معهم، يدفعون المريض الذي يعاني من الشلل النصفي والتبول اللاإرادي والإعاقة الذهنية، على نقالة متحركة (سرير) من تلك التي يتم بها نقل المرضى في المستشفيات. وخرجوا به من الباب الرئيسي للمستشفى الواقع في مدخل المدينة من ناحية الجنوب، ولفتوا انتباه المارة حين بدأوا بدفع النقالة، والمريض الذي عليها، في عرض الطريق، وهم يهتفون ضد المستشفى زاعمين أن الأطباء يرفضون علاج المريض.

وبمرور الوقت شاع الخبر في المدينة الصغيرة، وتجمع آلاف المواطنين الغاضبين أمام باب المستشفى، وقطعوا الشارع الرئيسي، واندفعوا بالمريض قاصدين مبنى محافظ مطروح الذي يقع في نهاية الشارع. وحاولت الشرطة إنقاذ المريض الذي يدعى «جاد الكريم (45 عاماً)» من بين أيدي المتظاهرين، إلا أنهم ردوا عليها بإلقاء الحجارة مما أدى إلى تحطم واجهات محال تجارية وسيارات، وهم يهتفون ويطالبون بإخلاء الطريق لهم للوصول، بالمريض ونقالته، لمكتب المحافظ.

وتمكنت الشرطة من السيطرة على الموقف، وإخراج المريض من وسط الحشد بمساعدة مسؤولين شعبيين وشيوخ قبائل، بعد أن ألقت القبض على 11 شخصاً أحيلوا للنيابة، فيما أصدر محافظ مطروح، على الفور، قراراً تم إعلانه في حينه للمتظاهرين الغاضبين، باستدعاء سيارة إسعاف مجهزة للمريض، وإعادته إلى المستشفى، وعلاجه مجاناً، كما قرر المحافظ على الفور أيضاً إحالة الممرض المتهم والأطباء المسؤولين عن علاج المريض إلى التحقيق.

وأنكر الممرض في التحقيقات التي بدأت أمس في مدينة مرسى مطروح (نحو 500 كلم شمال غرب القاهرة) أن يكون قد قام بإخراج المريض خارج أسوار المستشفى على نقالة متحركة، كما زعم المتظاهرون، ونفى تعامله مع المريض بخشونة، قائلا إن ما حدث كان خلافاً بينه وبين ذوي المريض بعد أن رأى الطبيب المختص أن حالة المريض تتطلب نقله لمستشفى آخر.