الداخلية العراقية تعلن اقترابها من «رؤوس قيادات القاعدة».. وتفكيك 16 خلية إرهابية

البيت الأبيض: الهجمات الأخيرة في بغداد لا علاقة لها بانسحاب قواتنا

TT

فيما أعلنت وزارة الداخلية العراقية، أمس، عن تفكيك ست عشرة شبكة «إرهابية» خلال شهرين، وأن إحدى هذه الشبكات تمتد على مساحة واسعة من العراق، رفض البيت الأبيض التسليم بأن أعمال العنف التي شهدها العراق أخيرا، ناجمة عن إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما بدء انسحاب القوات الأميركية في أغسطس (آب) المقبل.

وأوضح اللواء الركن عبد الكريم خلف، مدير مركز القيادة الوطني في الوزارة، «أن الوزارة كثفت من جهودها لتحقيق الأمن في عموم العراق، حيث تمكنت من إلقاء القبض على قيادات من الصف الأول في تنظيم القاعدة والعشرات من عناصر التنظيم منهم ما زال يخضع للتحقيق، ومنهم أحيل إلى القضاء لينال جزاءه العادل».

وأضاف خلف في مؤتمر صحافي عقده ببغداد «أن قوات الأمن العراقية أصبحت قريبة جدا من رؤوس قيادات تنظيم القاعدة في العراق بعد أن ألقت القبض على عناصر من شبكة كبيرة تمتد إلى مناطق غرب العراق ووسطه».

وتم أثناء المؤتمر عرض اعترافات لثلاثة من أعضاء تنظيم القاعدة عراقيي الجنسية، اقروا خلالها بارتكاب جرائم قتل وتصفية ضد المدنيين، إضافة إلى قيامهم بزراعة ونقل العبوات الناسفة في مناطق شارع فلسطين وشارع النضال وحي الأعظمية.

والثلاثة هم، أحمد ياسين الذي اعترف بقيامه بعمليات نقل وزرع عبوات ناسفة في بغداد، وإبراهيم كفاح الذي اعترف بقيامه بقتل خمسة من المدنيين وزرع عبوات ناسفة على الطرقات، ونبيل لؤي اعترف أيضا بقتله خمسة من المدنيين وعمليات تفجير وزرع عبوات ناسفة على الطرقات.

وفي سياق متصل، قال خلف خلال المؤتمر «إن التفجيرين اللذين وقعا قرب أكاديمية الشرطة وفي أبو غريب خلال الأيام القليلة الماضية، لم يكونا بسبب خرق أو تقاعس قوات الأمن، حيث إن الإرهابيين لا يمكنهم استهداف مناطق أو أهداف حيوية، وإنما عادة ما يستهدفون التجمعات والأسواق الشعبية».

وكان تفجير انتحاري نفذ بواسطة حزام ناسف في منطقة أبو غريب غرب بغداد صباح أول من أمس أسفر عن مقتل 33 شخصا وإصابة العشرات.

من جهة أخرى، قال خلف «إن الوزارة أعدت خطة مشتركة مع وزارة الدفاع العراقية لملء الفراغ الأمني في حال انسحاب القوات الأميركية من العراق وفق الجداول الزمنية التي تضمنتها اتفاقية سحب القوات».

ونقلت وكالة (أصوات العراق) عن اللواء خلف قوله «إن لدى الوزارة أيضا خطة أمنية جاهزة في حالة حصول انسحاب مفاجئ للقوات المتعددة الجنسيات من العراق». إلى ذلك، لقي 5 عراقيين حتفهم أمس في هجومين منفصلين، أحدهما بسيارة ملغومة في مدينة الموصل.

وقال مصدر في غرفة عمليات شرطة الموصل لوكالة الأنباء الألمانية، إن سيارة مفخخة مركونة على جانب الطريق قرب كلية طب الموصل، انفجرت أمس بدورية تابعة للجيش العراقي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة 10 أشخاص آخرين بينهم جنديان بجروح.

وفي مدينة كركوك، قالت الشرطة إن شخصين قتلا وأصيب سبعة عندما انفجرت سيارة ملغومة بالقرب من دورية للشرطة في المدينة. من جانبه، قال الناطق باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، إن التحديات ما زالت قائمة في العراق، لكن الاتفاقات مع حكومة بغداد ما كانت لتوقع لو كانت ستعيده إلى «دائرة الخطر». ونفى غيبس ردا على سؤال للصحافيين، أن يكون الإعلان عن الانسحاب من العراق شجع الذين يخططون لأعمال عنف.

وقال غيبس، انه لا يشعر بأي قلق من سيناريو كهذا. وأضاف «لكنني اعلم أن الرئيس وفريقه مصممان فعلا على الوفاء بالتزامهم السهر على الأمن والاستقرار في العراق وتقدمه». وتابع «سنواصل تقييم الأمور بشكل دائم». وأشار غيبس إلى اتفاقية وضع القوات، التي وقعت بين العراق والولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق جورج بوش، وتنص على انسحاب القوات الأميركية بحلول 2011. وقال أوباما انه ينوي احترام هذا البرنامج الزمني.

وقال الناطق الرئاسي «إن الإدارة السابقة تفاوضت ووقعت اتفاقا لا ينهي مهمتنا القتالية فحسب، بل مهمتنا العسكرية بشكل عام. اعتقد أن هذا الأمر لم يكن ليتم لو شكل سيناريو يزداد فيه الخطر على العراق».

وأضاف غيبس، أن أوباما لم يسمع من المسؤولين العراقيين ما يوحي أن برنامج الانسحاب الذي أعلن أخيرا شجع مرتكبي أعمال العنف.