تخرج 470 أرملة عراقية من دورة تأهيلية.. ومديرة المشروع: على الحكومة ألا تكتفي بالشعارات

إحداهن لـ«الشرق الأوسط»: لا نعاني من الفقر فقط.. بل من نظرة المجتمع أيضاً

TT

احتفل المعهد العراقي المتخصص بمساعدة الشرائح الفقيرة والأرامل وسكان الاهوار بتخريج أول دفعة من الأرامل العراقيات البالغ عددهن 470 أرملة كمرحلة أولى، بعد تلقيهن برامج متطورة ضمن برنامج دعم وتأهيل الأرامل في المعهد العراقي، تحت شعار (لنسهم معا للنهوض بواقع أفضل للأرملة العراقية )، وإكمالهن التأهيل على الحاسوب واللغة الانجليزية والمحاسبة ودور الحضانة والديمقراطية وحقوق المرأة وكيفية كسب المهارات.

وشكت الأرامل في أحاديث لهن على هامش الاحتفالية من أن الأرملة في العراق، خاصة ربة البيت تواجه تحديات كبيرة وكثيرة، منها إعالة العائلة، وقالت إحداهن لـ«الشرق الأوسط» لقد «أصبح من الصعب جدا أن نلجأ لأهلنا لتأمين لقمة العيش أو المأوى، وعلينا الاعتماد على أنفسنا، وقد تكون الأرملة محظوظة إذا كان لديها ولد بعمر يمكنه من العمل، فتساعده بإيجاد عمل له في ورشة لتصليح المركبات أو الحدادة أو أي عمل يدر عليها مبلغا معينا».

وقالت الأرملة، التي رفضت الكشف عن اسمها «نلجأ إلى وزارة العمل للحصول على مبالغ الإعانة التي هي قليلة أيضا ولا تسهم في سد جميع متطلبات العيش الكفاف، ناهيك عن النظرة الاجتماعية للأرملة التي تصبح فور فقدان زوجها محاطة بقيود وتحسب عليها أنفاسها».

فيما قالت الأرملة أم علي لـ«الشرق الأوسط» إن «الكثير من الأرامل العراقيات هن في أعمار صغيرة وقادرة على العمل، لكن تنقصهن الخبرات والتعليم، ومن غير الممكن أن تكون معيلة لعائلة وتكمل دراستها، وبذلك تكون هذه المبادرة (الدورات التدريبية) الحل الأمثل لحل مشكلتنا»، وأوضحت قائلة إن «شهر أو شهرين لتعلم القراءة والكتابة أو الحاسوب أو اللغة، أمر يسهل علينا التقديم لوظيفة إدارية بسيطة أو العمل في شركات أو أي مكان آخر».

فيما أشارت أرملة أخرى إلى أنها عازمة على الحصول على فرصة عمل من خلال ما كسبته من خبرات خلال تدريبها وان العمل سيكسبها احترام الآخرين وإنها ستعتمد على نفسها في إعالة أطفالها. ومن جانبها، قالت رند الرحيم أول سفيرة عراقية لدى الولايات المتحدة ورئيسة المعهد العراقي في واشنطن، والذي أسس ليكون أول معهد متخصص لمساعدة واقع بعض الشرائح الفقيرة في العراق، ومنها سكان الاهوار والأرامل وغيرها إن «المعهد دأب منذ تأسيسه عام 1991 على السعي لخدمة الإنسان العراقي والنهوض بقدراته بما يخدم المواطن والمجتمع العراقي، وبما يساهم في الحفاظ على كرامة الفرد ويركز الديمقراطية والازدهار في هذا البلد، ولتحقيق رسالتنا قمنا ومن خلال كل هذه السنوات بإقامة مشاريع عديدة لتأهيل ودعم نساء العراق ولتأهيل ودعم مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات العلمية».

وقالت الرحيم إن الدورات التي قام بها المعهد يستفيد منها بشكل مباشر 470 امرأة عراقية موزعة على محافظتي بغداد والبصرة، وأضافت أن «البرنامج في بغداد يستهدف الأرامل ذات التحصيل الدراسي للدرجة المتوسطة كحد أدنى والمرحلة الإعدادية كحد أعلى، واللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 20 ـ 40 سنة لتدريبهن على أساسيات استخدام الحاسوب واللغة الانجليزية وكذلك حضانة الأطفال»، فيما يستهدف مشروع البصرة «النساء الأميات لتعليمهن القراءة والكتابة وكذلك مهارات كسب المعيشة كالخياطة والحياكة، وكذلك سوف يكون أساس كلا البرنامجين التدريب على مبادئ المواطنة والديمقراطية وحقوق المرأة ويركز على الربط المباشر بين مفاهيم الديمقراطية وحقوق المرأة وخدمات الرعاية للناس، ويتضمن التدريب مواضيع مرتبطة بالواقع المباشر بحياة العراقية اليوم».

وشددت الرحيم على أن «تجربة المعهد ستبقى قاصرة ما لم تتضافر جهود المسؤولين في السلطتين التنفيذية والتشريعية لإيجاد مصادر عمل للنساء الأرامل، وأيضا هناك دور يمكن أن يلعبه القطاع الخاص العراقي بذات الاتجاه، لأنه الضمان الحقيقي لإبعاد شبح العوز عن النساء، وعلى الدولة عدم الاكتفاء بالشعارات ولا حتى التعويضات المالية الشهرية، بل أن تثبت الاهتمام بأرامل العراق من خلال تأمين أعمال لهن، وللأرامل كل الحق بالحصول على هذه الفرص». ومن جهته، قال مدير عام دائرة الرعاية الاجتماعية عصام عبد اللطيف لـ«الشرق الأوسط» إن أكثر من 76 ألف أرملة و28 ألف مطلقة و56 فاقدة الزوج تم نقل ملفاتهن إلى دائرة رعاية المرأة،  مشيرا إلى انه سيتم توزيع الرواتب الخاصة بهذه الفئات عن طريق دائرة رعاية المرأة، كما سيتم ترويج معاملات الشمول عن طريق الدائرة ذاتها بدلا من دائرة الرعاية الاجتماعية ( شبكة الحماية).