سيسون: لا تناقض بين الحوار حول «قضايا محددة» مع سورية والدعم القوي لسيادة لبنان

السفيرة الأميركية في بيروت أكدت أن بلادها تعتمد مقاربة مختلفة عن البريطانيين حيال «حزب الله»

القذافي خلال لقائه ثلاثة من رؤساء موريتانيا السابقين (محمد فال وولد هيداله وولد السالك) في نواكشوط أمس (أ.ب.أ)
TT

أكدت السفيرة الأميركية في بيروت ميشيل سيسون أن لا تناقض بين الحوار الأميركي حول «قضايا محددة» مع سورية والالتزام بدعم لبنان وسيادته وحريته واستقلاله، مشددة على أن موقف بلادها لم يتغير من «حزب الله» الذي لا يزال مدرجاً على لائحة المنظمات الإرهابية ولن تفتح حواراً معه على غرار القرار البريطاني الذي يعتمد «مقاربة أخرى» في النظرة إلى «حزب الله».

وقالت سيسون في لقاء محصور مع عدد من الصحافيين اللبنانيين شاركت فيه «الشرق الأوسط» إن «اللقاءات التي أجريت هنا في بيروت أو في دمشق كانت مهمة جداً. وأشدد هنا على أن الولايات المتحدة لا ترى تناقضاً بين التزامها دعم لبنان ومحاولتها حل بعض الأمور – من خلال الحوار – مع سورية. ونحن رأينا الشهر الماضي الرئيس (الأميركي باراك) أوباما يدعو إلى حوار مسؤول مع كل الدول في المنطقة. الرحلة التي قام بها السفير (جيفري) فيلتمان و(دانيال) شابيرو كانت ترجمة للرغبة التي أبداها الرئيس أوباما وتلك التي أبدتها وزيرة الخارجية (هيلاري كلينتون) للتواصل مع كل دول المنطقة، مع الأمل بالوصول إلى السلام في المنطقة وتحسين الأوضاع فيها». وأضافت: «ربما سمعتم ما قاله زميلانا في دمشق من أنهما لا يتحدثان عن عملية سلام في المنطقة، بل عن السلام في المنطقة. فالرئيس أوباما لم يدع إلى محادثات سلام، بل تحدث عن السلام في المنطقة». وكررت التأكيد على «دعم لبنان والديمقراطية فيه واستقلاله. وهو دعم عبرت عنه الولايات المتحدة منتصف الشهر الماضي عندما أعلنت عن زيادة التمويل المخصص للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، بالإضافة إلى الاستقبال الحار الذي قوبل به قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي والإعلان عن تقديم طائرات من دون طيار. وسترون المزيد من الدعم الاقتصادي والاتفاقات التي ستوقع لاحقاً» مكررة «عدم وجود أي تناقض بين الدعم القوي والثابت للبنان وبحث بعض القضايا الأساسية والمنفصلة مع جيرانه».

وأكدت سيسون أن «الدعم الأميركي للبنان متواصل، ولم يتغير منذ إدارة الرئيس (جورج) بوش. وبقي على حاله مع وصول إدارة الرئيس أوباما» كما لم يتغير الأداء الأميركي في لبنان بين وصولها إليه وبين سنوات عمل السفير السابق في بيروت جيفري فيلتمان، رافضة الكلام عن «أخطاء» ارتكبها في لبنان منذ العام 2005 كما ذكر مقال افتتاحي لإحدى الصحف اللبنانية. ورفضت الإفصاح عما إذا كان الوفد الأميركي الذي زار بيروت بحث موضوع الانتخابات اللبنانية وما نقل عن الرئيس السوري بشار الأسد عن ضرورة قيام حكومة وحدة وطنية في لبنان بعدها، معتبرة أن «هذه قضايا يعود للبنانيين التقرير بشأنها»، ومشيرة إلى أن موقف بلادها الذي أعلنه الوفد الأميركي خلال اللقاءات «الكثيرة جداً» التي أجريت في لبنان الأسبوع الماضي هو «ضرورة أن تكون هذه الانتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية بعيداً عن أي تدخلات أو عنف». وشددت على أن شكل الحكومة بعد الانتخابات البرلمانية «قضية لبنانية داخلية».

وأكدت سيسون أنه لا توجد كلمة «صفقة» في القاموس الأميركي، مشيرة إلى أن «البحث تطرق مع السوريين إلى قضايا ثنائية وأخرى إقليمية ودولية». وأوضحت أن شابيرو وفيلتمان «كانا يدركان أن هذه هي المرة الأولى منذ العام 2005 التي تطرح فيها هذه المواضيع على هذا المستوى مع السوريين مع الأمل أن تؤدي هذه المحادثات إلى تقدم ما في هذه القضايا».

ورداً على سؤال عما عناه فيلتمان بقوله، قبيل توجهه إلى دمشق، إنه سيبحث «حماية الديمقراطية اللبنانية في دمشق»، قالت سيسون: «إن فيلتمان وشابيرو تحدثا في دمشق عن السلام الشامل في المنطقة وعن عراق مستقر. وتحدثا أيضاً عن أن لسورية دوراً بنّاء يمكن أن تلعبه في المنطقة. لكن في الوقت نفسه أكدا بوضوح أن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة ستتخلى عن أولوياتها الأخرى في المنطقة، بما فيها التزامها بلبنان مستقر وقوي، ورفضها لأعمال العنف التي تقوم بها جماعات مثل حزب الله وحماس». وعما إذا كانت الولايات المتحدة ستبدأ حواراً مع «حزب الله» على غرار الموقف البريطاني، أكدت سيسون أن «لا تغيير في الموقف الأميركي من حزب الله الذي لا يزال مدرجاً على لائحة المنظمات الإرهابية لأننا في الولايات المتحدة لا نميز بين جناحين؛ عسكري وسياسي، للحزب».

وعن الشروط التي نقلت عن الرئيس أوباما للحوار مع الحزب و«حماس» ومن ضمنها الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، كررت سيسون أن «الموقف لم يتغير من الحزب». وعن قول الرئيس الأسد بضرورة أن تكون «حماس» و«حزب الله» جزءًا من أي عملية سلام مع إسرائيل، قالت: «إن الرئيس أوباما والوزيرة كلينتون تحدثا عن ضرورة قيام سلام شامل في المنطقة» مشيرة إلى أن الموفدين الأميركيين كانا واضحين في التأكيد على أن الأولوية الآن هي لمسار فلسطيني – إسرائيلي يؤدي إلى قيام دولتين تتعايشان بسلام.