ملكا المغرب وإسبانيا وعباس يوجهون رسائل إلى «مؤسسة الثقافات الثلاث لحوض المتوسط»

تسليم جائزة المؤسسة تحمل اسم «خوان غويتصولو» لناشطي سلام من فلسطين وإسرائيل

TT

خلدت مؤسسة الثقافات الثلاث والأديان الثلاث لحوض المتوسط، أول من أمس، بمدينة اشبيلية (جنوب إسبانيا)، الذكرى العاشرة لتأسيسها، وذلك في حفل ترأسه مانويل تشافيث، رئيس الحكومة المستقلة للأندلس، واندريه ازولاي، مستشار العاهل المغربي، الملك محمد السادس، والرئيس المنتدب للمؤسسة.

وتلقى الحفل رسائل من العاهل المغربي، وملك إسبانيا، خوان كارلوس، والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال الملك محمد السادس في رسالته «إن مؤسستنا كانت رائدة لأكثر من سبب، ذلك أنها كانت محقة وسباقة إلى توقع إثارة الجدل الزائف حول الصدام المزعوم للحضارات. كما بادرت قبل الأوان إلى بلورة الرد المناسب على أنصار نظرية الانكفاء على الذات والقائلين بوجود قطيعة روحية بين الشعوب».

وأضاف الملك محمد السادس أن روح التوافق والالتزام التي تجمع بين المغرب وإسبانيا والأندلس، شكلت مصدر قوة وإلهام بالنسبة لمؤسسة الثقافات الثلاث لتفرض وجودها في ظرف وجيز كأحد الفاعلين المحوريين على صعيد حوض البحر الأبيض المتوسط، وتعمل بالتالي على «إدراج الحوار بين حضاراتنا في صميم النقاش الآيديولوجي وطرحه على الساحة الدولية وإثارته داخل الأوساط الاقتصادية وعالم الإبداع الفني». من جهته، قال ملك إسبانيا خوان كارلوس في رسالته، إن مؤسسة الثقافات الثلاث، تعد اليوم مؤسسة محورية في إذكاء قيم التسامح والتفاهم في منطقة البحر الأبيض المتوسط، في الوقت الذي نجحت فيه في إرساء الأواصر بين المغرب وإسبانيا، مشيرا إلى أن المؤسسة هي وريثة عملين مهمين هما: مؤتمر برشلونة المنعقد عام 1995، الذي كان يهدف إلى إحقاق الاستقرار في ضفتي مضيق جبل طارق، ومن جهة أخرى، هي نتاج الانفتاح واتساع الأفق اللذين أظهرتهما مدينة اشبيلية خلال معرض عام 1992، مشددا على أن مؤسسة الثقافات الثلاث، كانت دائما عامل تقارب بين المغرب وإسبانيا.

وقال محمود عباس (أبو مازن)، رئيس السلطة الفلسطينية، في رسالته، التي تلاها نيابة عنه، السفير الفلسطيني، موسى عودة، «إنه رغم كل ما يحصل وحصل لشعبنا في ظل غياب الحل السياسي، وبعد أن قامت الآلة الحربية الإسرائيلية بتدمير الكثير من مؤسساتنا ومدارسنا ومستشفياتنا وبنيتنا التحتية في غزة التي شيدناها بدعم من الأصدقاء والأشقاء، فإن العدوان على غزة أكد مجددا عقم وإفلاس سياسة القوة الغاشمة، وهو ما أبرز الحاجة الملحة للتحرك السريع لدفع عملية المفاوضات بشكل جدي».

وكانت اللحظة الأقوى خلال الحفل هي تسليم جائزة مؤسسة الثقافات الثلاث، التي تحمل اسم الكاتب الإسباني خوان غويتصولو، للناشط الفلسطيني مازن فرج، والناشطة الإسرائيلية، داملين روبي، اللذين فقدا أقاربها في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وقررا العمل من أجل إحقاق السلام.

إلى ذلك، قال اندريه أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، والرئيس المنتدب لمؤسسة الثقافات الثلاث والأديان الثلاث لحوض المتوسط، إن مؤسسة الثقافات الثلاث حققت العديد من أهدافها خلال عقد من وجودها حتى لا يبقى العالم رهين الصراعات، خاصة الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، مضيفا أن أحداث غزة كان لها ما قبلها وما بعدها، باعتبار أن السلام قبل الأحداث ليس هو نفسه بعدها، مما يفرض على الجميع التحرك للبحث عن السلام ووضع مسألة حق الشعب الفلسطيني في الأمن والحرية والكرامة، على رأس الأولويات.