لغز قصر «شلوس أورت» يحير سلطات غموندن النمساوية

ورثة «غامضون» للدوق المفقود عام 1896

TT

عندما حطت عائلة نرويجية برحالها في قصر «شلوس أورت»، أجمل مزار سياحي في مدينة غموندن، الواقعة على ضفاف بحيرة تراون سي، بإقليم النمسا العليا، وادَّعَت ملكيتها للقصر، ظن البعض أن الأمر لا يخلو من دعابة لفريق تصوير ينوي التقاط بعض مشاهد لبرنامج «الكاميرا الخفية»، خاصة أن ظهور القصر في البرامج والأفلام والمسلسلات التلفزيونية ليس أمرا غريبا أبدا، بسبب رونقه وفخامته وموقعه الرائع أيضا، بل وارتباطه بأذهان النمساويين بسبب تصوير الحلقات التلفزيونية الألمانية المعروفة «شلوس هوتيل أورت» فيه. غير أن الأمر بدا جديا للغاية، حين نفى أفراد العائلة النرويجية أن يكونوا مصورين أو سينمائيين، وأصروا على أنهم الملاك الحقيقيين للقصر، وأنهم ورثة مالكه الأصلي، الدوق يوهان سالفاتور (1852 ـ 1911)، الذي كان قد ورث القصر بدوره في عام 1876. وتؤكد أفراد العائلة المشار إليها، أنهم أحفاد الدوق سالفاتور، الذي تشير الوثائق النمساوية إلى أنه فقد في عام 1896، بينما كان يقوم برحلة بحرية إلى أميركا الجنوبية، على ظهر سفينة يمتلكها ترافقه فيها زوجته. وطبقا للوثائق، فقد أعلنت السلطات النمساوية وفاة الدوق يوهان في عام 1911 حين اختفت آثاره، لكن ورثته «الجدد»، يقولون إن الدوق لم يمت، كما ساد الاعتقاد، بل وصل إلى النرويج، وعاش فيها باسم جديد، هو هوغو كوهلر، وأوضحوا أنه  تزوج وأنجب، كما أن أبناءه زوجوا بدورهم وأنجبوا، وأنهم هم ـ أفراد العائلة النرويجية - أحفاد كوهلر، أو الدوق يوهان سابقا.

 وهكذا وجدت سلطات مدينة غموندن، المالك الحالي للقصر، نفسها أمام معضلة عويصة، وستجد أن إجراء تحليل لرفات جثة هوغو كوهلر، بأخذ عينات «دي إن إيه»، هو السبيل الوحيد لحل اللغز، وتأكيد نسب الأحفاد وإعادة القصر لأصحابه، أو الكشف عن ملابسات احتيال معلن.