الجيش الإسرائيلي يشدد حواجزه في الضفة إثر عملية أريحا

المستوطنون غاضبون إزالتها في الضفة ويقولون إنها سهلت العملية

TT

شدد الجيش الإسرائيلي من إجراءاته الأمنية، في الضفة الغربية، أمس، ورفع من درجة التأهب، ونصب مزيدا من الحواجز العسكرية، وعرقل مرور الفلسطينيين عبر هذه الحواجز، كما منع آلافا من العمال والمزارعين من التوجه إلى مدينة أريحا، بعد إغلاقها تماما، إثر عملية مسلحة، أسفرت عن مقتل شرطيين إسرائيليين في منطقة الأغوار في أريحا ليل الأحد. وشدد الجيش الإسرائيلي من إجراءات التفتيش والتدقيق على الحواجز الثابتة والمتحركة التي نصبت في الطرق المؤدية إلى أريحا وفي شوارع الضفة، في محاولة للوصول إلى منفذي العملية.

واستغل المستوطنون الإسرائيليون العملية، وصبوا جام غضبهم على قرار للحكومة الإسرائيلية، سبق العملية بعدة ساعات، بإزالة حاجزين قرب نابلس. وعقب مجلس المستوطنات في الضفة على الهجوم بقوله «إنه وقع نتيجة لإزالة الحواجز حول المدن الفلسطينية وإطلاق سراح (مخربين) أسرى بموجب سياسة حكومة أولمرت». ودعا المجلس إلى إعادة نصب الحواجز على الفور. وبدوره قال عضو الكنيست، أوري اريئل من كتلة الاتحاد الوطني اليمينية، إن كتلته ستمنع الحكومة المقبلة من اتخاذ خطوات عديمة المسؤولية كهذه على حد تعبيره.

وكشفت التحقيقات الأولية التي يجريها الجيش الإسرائيلي، في عملية غور الأردن، أن منفذي الهجوم نصبوا كميناً مُحكماً لسيارة شرطة إسرائيلية، وقاموا بعملية تمويه ذكية أوقعت الشرطيين الإسرائيليين في فخ محكم. وجاء في التفاصيل، أن منفذي الهجوم، أوهموا رجال الشرطة أنهم يقومون بتغيير أحد إطارات سيارتهم التي توقفت في شارع 90 في غور الأردن، وربما أشاروا لسيارة الشرطة بالتوقف، وفي اللحظة التي توقفت فيها سيارة الشرطة، وقام الشرطيان بفتح نافذة السيارة، قام منفذو العملية بإطلاق النار عليهم من مسافة قصيرة جداً. وذكرت مصادر إسرائيلية أن رجال الشرطة عثروا في المكان على آلة رفع «جك»، استخدمها منفذو العملية للتمويه أن أحد إطارات السيارة مثقوب بالفعل.

ونوهت الشرطة إلى أن أحد عناصر الشرطة المُطلق عليهما النار لقي مصرعه بعد وقت قصير من إصابته، فيما حاولت طواقم الإنقاذ إنقاذ حياة الشرطي الآخر، لكن من دون جدوى. وقدرت جهات أمنية إسرائيلية أن إخراج عملية كهذه تحتاج لتحضير واستعداد مسبق، مشيرة إلى أنه لم يتم حتى اللحظة التعرف على المكان الذي وصل منه منفذو العملية.

وقالت مصادر إسرائيلية إن حالة من الخوف والقلق، تسود المستوطنين اليهود في أعقاب هذه العملية، وأعلنت مجموعة فلسطينية، تطلق على نفسها، اسم «كتائب الشهيد عماد مغنية» التابعة لكتائب الأقصى التابعة لفتح، مسؤوليتها عن العملية، من دون أن يتسنى التأكد من ذلك، إذ لم تصدر «الكتائب» بيانا رسميا، واكتفت بالاتصال بوكالات الأنباء. من جهة ثانية، عادت الأضواء تسلط مجددا على منزل الرجبي في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، الذي تحول أخيرا إلى رمز لمقاومة وجود المستوطنين في الخليل.