إيران تنفي علمها بطائرة تجسس أسقطها الجيش الأميركي في الأجواء العراقية

نواب عراقيون لـالشرق الأوسط»: لطهران أذرع وأعوان في كل مكان وليست بحاجة للتجسس

TT

فيما نفت طهران أمس علمها بإسقاط طائرة إيرانية من دون طيار فوق الأراضي العراقية، حسبما أعلن الجيش الأميركي أول من أمس، تباينت ردود الأفعال العراقية حول الحادث، إذ أكد برلمانيون أنه لا يمثل خرقاً للأجواء العراقية، فيما استغرب البعض الآخر من «تجسس» إيران على العراق، وهي التي «توجد بشكل واضح في البلاد». وصرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي للصحافيين في طهران، بأنه لا علم لديه «بالتقرير الغامض»، الذي أعلنت الولايات المتحدة فيه، أمس، عن إسقاط طائرة إيرانية من دون طيار فوق العراق الشهر الماضي.

وكان المتحدث باسم الجيش الأميركي في بغداد أعلن أن الطائرات الأميركية أسقطت الطائرة الإيرانية، بعد أن حلقت في عمق المجال الجوي للعراق أكثر من ساعة. وذكر قشقاوي أنه «سيستوضح» التفاصيل من المصادر العسكرية الإيرانية.

ومن جهته، قال أسامة النجيفي، النائب عن القائمة العراقية، إن إيران «متدخلة بالشأن العراقي من خلال أساليب كثيرة وبشكل عميق ومنذ فترة طويلة»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط»، أنه يوجد «لإيران اذرع وأعوان في أماكن حساسة، وبالتالي استغرب إرسالها طائرة تجسس إلى العراق، وهي التي توجد بشكل ظاهر في البلاد».

وأضاف النجيفي، أن «إيران لا تحتاج إلى أن تستطلع جوياً عن العراق، لان لديها الكثير من الطرق والمساعدين من اجل استقصاء أية معلومة فيه»، مؤكدا أن «أميركا تساهلت كثيراً مع التدخل الإيراني ولم تحسم الأمر منذ البداية، والقانون الدولي يملي عليها حماية العراق وحدوده، لكن إيران تدخلت بشكل كبير، وهذا أحد أخطاء أميركا في العراق». أما عبد الهادي الحساني، النائب عن الائتلاف الموحد، فأكد أن إيران ليس لديها حرب مع العراق لتقوم بإرسال طائرة تجسس، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأمر لا يعدو خطأ غير مقصود»، مستغرباً «إرسال طائرة تجسس من قبل إيران وان البلدين (العراق وإيران) يتمتعان الآن بعلاقات وثيقة، وخير دليل على ذلك الوفود التي توجد سواء في العراق أو إيران»، مؤكداً «أن ما حصل لم يكن لنية عدائية، وهو ما كان قد أعلنت عنه أميركا، عندما قالت إنها أسقطت الطائرة لأسباب احترازية».

ووافقه في الرأي النائب طه درع، عضو الائتلاف العراقي الموحد في البرلمان، الذي دعا إلى «عدم إعطاء عملية قيام طائرة استطلاع إيرانية باختراق الأجواء العراقية، بعدا غير طبيعي لان أجواء العراق تنتهك بصورة يومية من قبل دول الجوار الأخرى، خاصة تركيا».

وقال درع، إن «إيران من الدول التي تعمل على تحقيق الأمن والاستقرار في العراق، وأجواء العلاقات بين البلدين حاليا ايجابية، والطريق الأسلم حاليا لتناول مثل هذا الموقف هو الطريق الدبلوماسي والسياسي بين البلدين».

غير أن النائب المستقل، وائل عبد اللطيف، دعا الخارجية العراقية إلى إرسال مذكرة احتجاج إلى نظيرتها الإيرانية حول الطائرة. وقال لوكالة الأنباء الألمانية «كان من المفترض أن تتشاور وزارة الخارجية مع الحكومة لإصدار بيان احتجاج، حول قيام طائرة استطلاع إيرانية باختراق الأجواء العراقية»، واصفا دخول طائرة استطلاع إيرانية إلى الأجواء العراقية بأنه «خرق لسيادة العراق، لان السيادة مفهوم وطني يؤسس على قاعدة احترام الدول المجاورة لبعضها بعضا، حيث لا يسمح لأي دولة بالتدخل في شؤون الدولة الأخرى أو اختراق سيادتها وأجوائها الوطنية».

ومن جانبه، أوضح محمود عثمان، النائب عن التحالف الكردستاني، أن قيام إيران بإرسال طائرة تجسس يحمل «دلالات التجسس وهو تصرف غير مقبول»، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما حصل يشير إلى الصراع الأميركي الإيراني في العراق، سيما ان أميركا تريد من إسقاط الطائرة الإيرانية أن ترسل رسالة إلى إيران مفادها بأنها لن تستطيع التدخل بالعراق من دون علم أميركا». وكان الجيش الأميركي في العراق قد أعلن أول من أمس أنه أسقط طائرة إيرانية، وأكد في بيان أن الحادث «لم يكن سهوا من الجانب الإيراني».

ورجح البيان أن تكون الطائرة من طراز أبابيل-3، مضيفا أن الطيارين قاموا بإسقاطها في موقع يبعد 100 كيلومتر عن العاصمة بغداد، بعد أن تيقنوا من أن إسقاطها لن يسفر عن أضرار جانبية. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إن طائرتين من طراز F-16 طاردتا الطائرة الإيرانية لمدة ساعة تقريبا قبل إسقاطها. ونقلت شبكة سي.إن.إن الإخبارية الأميركية عن المسؤول الأميركي قوله، إن الطائرة الإيرانية لم تكن تحمل أسلحة، بل كانت مخصصة فقط للتجسس، مضيفا، أن الطائرة الآن في عهدة الجيش الأميركي ولا تزال بحالة جيدة.