موريتانيا: تفريق مظاهرة احتجاجية على اعتقال صحافي

حجب موقع «تقدمي» الإلكتروني لنشره معلومات «كاذبة» ضد مسؤولين

TT

فرقت الشرطة الموريتانية الليلة قبل الماضية تظاهرة نظمها صحافيون في نواكشوط احتجاجاً على اعتقال زميل لهم وحجب موقع الكتروني يديره اتهمته السلطات بنشر معلومات «كاذبة» ضد شخصيات سامية في الدولة. واستخدمت الشرطة الغازات المسيلة للدموع في تفريق الصحافيين الذين حاولوا تنظيم وقفة تضامنية مع زميلهم أبو العباس ولد ابرهام أمام مقرر الأمم المتحدة في نواكشوط ورفع شعارات تطالب بإطلاق سراحه.

وجاء هذا بعد ساعات على اعتقال السلطات للصحافي أبو العباس وحجب الموقع الالكتروني «تقدمي»، الذي يشرف عليه وينشر فيه مقالات سياسية تنتقد السلطة الحالية. وذكرت النيابة العامة في بيان أنها قررت حجب موقع «تقدمي» بسبب نشره معلومات تستهدف شخصيات سامية وتتسم بالكذب والافتراء والشتم، على حد قول البيان. وربطت مصادر صحافية اعتقال أبو العباس بنشره مقالات سياسية في موقع «تقدمي» حمل فيها السلطة الحالية مسؤولية تردي الوضع السياسي والاقتصادي في البلد عقب الإطاحة بأول رئيس مدني منتخب في انقلاب عسكري في أغسطس (آب) الماضي.

ويعمل أبو العباس أستاذا للغة الإنجليزية في جامعة نواكشوط وكاتبا صحافيا في موقع «تقدمي»، الذي تتهمه الجهات القضائية بمخالفة القوانين المعمول بها في موريتانيا من خلال نشر معلومات خاطئة تهدف لزعزعة الأمن والاستقرار والتحريض على أعمال العنف. وسبق لموقع «تقدمي»، الذي ينشر فيه ابو العباس مقالاته بانتظام أن تناول العديد من القضايا الحساسة المثيرة للجدل، وكشف عن حالات عديدة من اختلاس للمال العام ارتكبها بعض المسؤولين الكبار في الوظائف السامية. ويرى متصفحو الموقع أنه يعتمد على تسريبات موظفين في المؤسسات الحكومية مستائين من سوء التسيير وتجذر الفساد في عمل كبار المسؤولين في الدوائر الحكومية.

وفي سياق متصل، اعلن سيدي ولد الشيخ عبد الله الرئيس الموريتاني، الذي اطاح به انقلاب أغسطس الماضي ومناصروه، أول من أمس، أنهم سيوقفون التعامل مع الزعيم الليبي معمر القذافي، واعتبروا انه «اساء للبلاد ورئيسها وتاريخها السياسي». واعلن الرئيس المخلوع والجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية في بيان مشترك: «لم يعد من الوارد التعاطي مع القائد القذافي بشأن الازمة الموريتانية». ونشر النص عقب اجتماع قادة الجبهة المعارضة للانقلاب الاحد الى جانب ولد الشيخ عبد الله في مسقط رأسه في قرية لمدن (250 كلم الى شرق نواكشوط).

وافاد البيان ان المجتمعين «يعتبرون انه في ضوء تصريحات القائد القذافي وما عبر عنه من دعم للاجندة الاحادية للانقلابيين وتصريحاته حول الديمقراطية ومبادئها وموريتانيا وتاريخها وفي ضوء تصريحاته الاحد في النيجر، التي جدد فيها دعم الانقلابيين في مشروعهم الاحادي، في ضوء ذلك، فان ملف الوساطة الليبية قد اغلق بالنسبة لنا ولم يعد من الوارد التعاطي مع القائد القذافي بشأن الازمة السياسية في موريتانيا».

وقام الزعيم الليبي في الاسبوع المنصرم في موريتانيا بوساطته الدولية الاولى منذ انتخابه في 2 فبراير (شباط) الماضي رئيسا للاتحاد الافريقي. وقال القذافي في النيجر يوم الاحد الماضي: «العسكريون لا يمكن ان يسمحوا له بالعودة الى منصبه، لذا يجب ان يقبل بالامر الواقع».