مدغشقر: الرئيس يستقيل ويسلم الحكم لمجلس عسكري

زعيم المعارضة يرفض حكم الضباط المؤيدين للرئيس

TT

استقال رئيس مدغشقر مارك رافالومانانا من منصبه أمس، بعد أيام من احتجازه في منزل، وسلم مهام رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء إلى مجلس عسكري «بقيادة الضباط الأقدم والأعلى رتبة بالجيش»، بحسب بيان صادر عنه. إلا أن ضابطا كبيرا أعلن أن زعيم المعارضة في مدغشقر اندريه راجولينا رفض تشكيل «مجلس عسكري». وخلال اجتماع في العاصمة انتاناناريفو ضم كبار الضباط وممثلين عن وساطة الكنائس ودبلوماسيين، رفض زعيم المعارضة نقل السلطات إلى مجلس عسكري، حسبما أعلن الكولونيل نويل راكوتوناندراسانا لوكالة الصحافة الفرنسية. وخرج راجولينا من الاجتماع لدى تلاوة المرسوم الذي نقل بموجبه الرئيس كل سلطاته إلى مجلس عسكري بحسب الضابط. وقال رئيس هيئة أركان الجيش في مدغشقر الكولونيل اندري اندرياريجاونا لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا نريد أي مجلس عسكري، إنها طعنة سكين جديدة من رافالومانانا. إن الناس هنا لا يقبلون بأي مجلس عسكري».

وقال رئيس أركان الجيش في مدغشقر، إن الجيش يفضل تولى زعيم المعارضة اندريه راجولينا رئاسة الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي، وليس أميرال بالبحرية. وأضاف الكولونيل اندرياريجاونا لوكالة رويترز: «أفضل اندريه راجولينا، لأننا إذا اخترنا الاميرال فسنلقي بأنفسنا في أزمة أخرى». وبعد وقت قصير من إعلان الرئيس استقالته وتسليم السلطة لمجلس عسكري، اعتقل قادة الجيش الذين أعلنوا تأييدهم لزعيم المعارضة، لواء بحريا وأربعة آخرين من كبار القادة العسكريين من الذين نقلت صلاحيات الرئيس إليهم. وقالت ناطقة باسم زعيم المعارضة أندريه راجولينا لوكالة الأنباء الألمانية، إن الجيش اعتقل اللواء البحري هيبوليت راريسون راماروسون وأربعة قادة بارزين آخرين. وقالت الناطقة أنيك أندريانانبيانينا، إنهم اعتقلوا «لأنهم خانوا الدولة والشعب، هؤلاء أفسدهم الرئيس».

ودخل زعيم المعارضة اندريه راجولينا أمس مكاتب الرئاسة في وسط العاصمة انتاناناريفو، وتبعه آلاف من أنصاره وسط ترحيب العسكريين، الذين استولوا على المبنى مساء أول من أمس. ووسط هذه الفوضى في مدغشقر، وجه مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي في ختام اجتماع عاجل في أديس أبابا، نداء لـ«ضمان سلامة الرئيس رافالومانانا». وتعرض الرئيس البالغ من العمر 59 عاما لضغوط كثيفة لتقديم استقالته، بعدما فقد السيطرة على الجيش لصالح مجموعة من المتمردين الذين هاجموا قصره الإداري مساء أول من أمس، تأييدا لزعيم المعارضة أندريه راجولينا. وسيطر راجولينا البالغ من العمر 34 عاما، وهو عمدة العاصمة السابق، على مبان حكومية مطلع الأسبوع الجاري بعد مرور سبعة أسابيع من الاحتجاجات في الشوارع. واقترح تشكيل حكومة مؤقتة رشح أسماء أعضائها بالفعل وإجراء انتخابات جديدة في غضون عامين.

وقتل ما يزيد على مائة شخص، منذ بدء الاحتجاجات في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي. وأدى قيام الحرس الرئاسي بقتل 28 من المتظاهرين العزل في السابع من فبراير (شباط) الماضي إلى تراجع سريع في شعبية الرئيس. وجاء رافالومانانا إلى السلطة عام 2002 عبر حملة مشابهة من احتجاجات الشوارع ونفى خصمه الديكتاتور ديديه راتسيراكا.