ميدفيديف يأمر بإعادة تسليح الجيش الروسي على نطاق واسع لمواجهة تمدد الناتو  

واشنطن تؤكد أن الخطوة لا تشكل تهديدا لها.. وتدافع عن حق موسكو في امتلاك أسلحة دفاع متينة

الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف يتحدث في المؤتمر السنوي للعاملين في وزارة الدفاع (رويترز)
TT

قبل نحو أسبوعين على عقد قمة ثنائية بين الرئيس الأميركي باراك اوباما والروسي ديميتري ميدفيديف، على هامش قمة العشرين في لندن، أمر الرئيس الروسي أمس بإعادة تسليح بلاده «على نطاق واسع»، ابتداء من عام 2011، ردا على توسع حلف شمالي الأطلسي (الناتو) تجاه الحدود الروسية، ولمواجهة نشوب «نزاعات خطيرة في بعض المناطق».

وقال ميدفيديف لكبار ضباط الجيش الروسي، إن بلاده ستعيد تسليح الجيش والقوات البحرية، وتعزز قواتها النووية، لأن الناتو الذي تقوده واشنطن يتوسع تجاه الحدود الروسية. وأضاف في اجتماع سنوي مع العاملين في وزارة الدفاع الروسية، أن «محاولات توسيع البنية التحتية العسكرية لحلف شمال الأطلسي بالقرب من حدود بلادنا متواصلة». وأشار إلى أن روسيا استطاعت في العام الماضي إعادة تسليح العديد من الوحدات والتشكيلات المسلحة بأحدث الأسلحة والمعدات العسكرية، وأنها ستستكمل هذا الأمر في عام 2011.

وأشار ميدفيديف إلى، انه «على الرغم من حدة الأزمة المالية، إلا أن مهمة تجهيز القوات المسلحة وإمدادها بأحدث الأسلحة والتقنيات العسكرية تظل في صدارة أولويات القيادة السياسية، التي خصصت موارد مالية كبيرة لتصميم وشراء الأحدث لمواجهة التحديات العالمية».

وكشف عن أن تحليل الوضع الدولي العسكري ـ السياسي الراهن في العالم، يشير إلى احتمالات اندلاع نزاعات جديدة في الكثير من مناطق العالم، فضلا عن تواصل التهديدات بوقوع الأزمات واتساع نطاق الإرهاب الدولي، وهو ما يتطلب من روسيا الاهتمام أكثر بقواتها المسلحة.

وقال ميدفيديف، إن احتمال توسع حلف شمال الأطلسي مقرونا بتهديد الأزمات المحلية والإرهاب الدولي، «يتطلب تحديث قواتنا المسلحة مما يعطيها شكلا حديثا جديدا». وأضاف أن بلاده تملك الموارد لتمويل عملية التحديث عل الرغم من الأزمة المالية الحالية. وأضاف: «المهمة الرئيسية هي زيادة الاستعداد القتالي لقواتنا، وفي المقام الأول قواتنا النووية الاستراتيجية، يجب أن تكون هذه القوات قادرة على انجاز كافة المهام الضرورية لضمان أمن روسيا». وأشار إلى أن «من المهام الأخرى المدرجة على جدول أعمالنا، نقل كافة الوحدات القتالية إلى مستوى الاستعداد الدائم».

وكانت روسيا وصفت خطط الإدارة الأميركية السابقة لمنح عضوية حلف شمال الأطلسي لكل من أوكرانيا وجورجيا، الدولتين السوفيتيتين سابقا، ونشر أجزاء من الدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا الشرقية، بأنها تهديد مباشر لأمنها القومي. وقالت موسكو، إنها تثمن عزم أوباما منح علاقات البلدين بداية جديدة، إلا أن ميدفيديف قال، انه يتوقع من واشنطن أن تقرن الأقوال بالأفعال.

وعلقت واشنطن على إعلان الرئيس الروسي إعادة التسلح على نطاق واسع، وأكدت أن هذه الخطوة لا تشكل تهديدا للولايات المتحدة. وقال الناطق باسم البنتاغون جيف موريل إن «روسيا بلد سيد ومستقل، وله الحق تماماً في امتلاك أسلحة دفاع عن النفس متينة». مضيفا: «لم اسمع أي إنذار في هذا المبنى بخصوص نية روسيا تعزيز قدراتها العسكرية». وتابع موريل إن «وزير الدفاع الأميركي (روبرت غيتس) أثار في الماضي التحديات الديموغرافية التي تواجهها الحكومة الروسية، التي ستمنعها على الأرجح من الإبقاء على الحجم الحالي لقوتها المسلحة التقليدية». وأضاف: «وبالتالي، لقد لاحظنا أن الحكومة الروسية تستثمر بقوة في ترسانتها النووية، انه واقع». وخلص إلى القول: «لكن لدينا علاقات عسكرية جيدة مع الروس، وبما انه يوجد حوار بيننا وتفهم متبادل جيد لدوافع تطوير قدراتنا العسكرية لدى الطرفين، لا أرى لماذا يمكن أن يطرح ذلك مشكلة أو تهديداً من شأنه أن يثير قلقنا».

إلا أن وزير الدفاع الفرنسي ارفيه موران حاول طمأنة روسيا لجهة توسع الناتو، وقال لوكالة الاسوشييتد برس، ان اي توسع للحلف ليطال جورجيا واوكرانيا، لن يحصل من دون تشاور مع روسيا. وقال موران بعد ان صوت برلمان بلاده أمس على اعادة فرنسا لقيادة الناتو بعد 43 عاما على تركها، إن فرنسا تعتقد ان حلف الناتو يجب ان يركز على مهمته الاساسية وهي الحفاظ على الأمن الجماعي.