متحف دمشق الزراعي.. فولكلور وحكايات عن الفلاح السوري

يضم أدوات ري قديمة ومحاريث وأزياء من المجتمع القروي

من مقتنيات متحف دمشق الزراعي («الشرق الأوسط»)
TT

مع أنه يعتبر أقدم متاحف دمشق ويقدم قراءة مشوقة عبر مقتنياته لحياة الفلاحين السوريين ولفلكلور الريف والبادية السورية وحكايات وقوارب الصيادين، فإن المتحف الزراعي في دمشق ما زال يعاني من ضيق مبناه المستأجر منذ تأسيسه قبل حوالي نصف قرن، حيث يشغل طابقا في مبنى قديم وسط العاصمة في زقاق ضيق من منطقة الحلبوني. «الشرق الأوسط» زارت المتحف والتقت أمينة المتحف المهندسة ساميا ديوب، التي تحدثت حول أقسام المتحف ومعروضاته قائلة: «يضم المتحف سبع قاعات، كل واحدة منها مسماة باسم عالم عربي قديم اختص بالنبات أو الحيوان أو الصيد والماء، مثل قاعة ابن البيطار والإشبيلي والصوري والدينوري والدميري والأنطاكي والظاهري، وهم من العلماء القدماء». وتضم القاعات السبع نماذج نباتية على شكل مجموعات تضم جميع الأنواع النباتية التي تنمو في البيئة السورية والبيانات الخاصة بها وتعريفها لتكون مرجعا مهما للباحثين والمثقفين. وهناك نماذج حيوانية محنطة وأدوات ري قديمة ومحاريث وأدوات ريفية وأزياء من المجتمع القروي السوري ومن البادية السورية، وهناك أنواع مختلفة لنماذج من الحشرات والفراشات ونماذج من قوارب الصيد.

وهناك من المعروضات أعمال فنية تشكيلية زيتية ونحتية لفنانين سوريين قدموا من خلالها موضوعات تتناول البيئة القروية والريفية السورية، تم اقتناؤها من قبل المتحف، وهناك أيضا مجموعة من الطوابع القديمة التي تتناول مناسبات زراعية تم الحصول عليها من مؤسسة البريد السوري.

أما زوار المتحف، فتضيف ساميا ديوب: «يتفاوت عددهم، حيث يزورنا أحيانا في اليوم الواحد 20 زائرا، وفي بعض الأحيان تأتينا مجموعات من طلبة المدارس. أما مصادر مقتنيات المتحف، فهي عادة من المحافظات السورية ومن الجامعات ومن مديرية الفنون الجميلة بوزارة الثقافة ومن غرف الزراعة السورية».

«وهناك أصدقاء للمتحف الزراعي يزودوننا دائما بما لديهم من مقتنيات تاريخية ومهمة لعرضها في المتحف، بدلا من أن تبقى في منازلهم، ويتم وضع اسم الشخص المتبرع للمتحف على المعروض الذي أهداه للمتحف كتكريم له».

ويتعاون المتحف مع متاحف زراعية خارج سورية، حيث يتم تبادل الهدايا والمقتنيات الزائدة، فالمصادر متنوعة لتزويد قاعات المتحف بالمعروضات. وحصل المتحف على ميداليتي تقدير من معرض دمشق الدولي. أما مشكلة المتحف الزراعي، تضيف ديوب، فهي «ضيق المبنى وقدمه، وتم مؤخرا تخصيص قطعة أرض بمساحة 12000 مترا مربعا في منطقة شبعا على طريق المطار، لإقامة مبنى المتحف الجديد، ورصد له مبلغ 400 مليون ليرة سورية (حوالي 8 ملايين دولار أمريكي) وأجريت دراسات عليها، وسيكون مبنى نموذجيا للمتحف بكل مفرداته وأقسامه وحدائقه». من جهته قال الدكتور أحمد عبد الله مدير عام الإرشاد الزراعي في وزارة الزراعة السورية، الذي يتبع لإدارته: «تم إجراء مناقصة وعروض فنية للمبنى الجديد للمتحف الزراعي على طريق مطار دمشق الدولي، وريثما يصبح المبنى الجديد جاهزا، نقوم حاليا بإجراء ترميمات وتجديدات على المبنى الحالي للمتحف، ونجدد في المعروضات، ونراسل جهات عديدة لها علاقة بالمتحف لتزودنا بمعروضات جديدة».

يجدر الذكر هنا، أن متحف دمشق الزراعي تأسس عام 1961، وتم تزويده ببعض المعروضات القليلة في عام 1967، وجدد في نفس العام، وزود بمعروضات جديدة، وتلقى هبات وتبرعات نقدية وعينية من كافة الغرف الزراعية السورية، وأهديت له لوحات وتماثيل من وزارة الثقافة ومكتب القطن في مدينة حلب شمال البلاد، ومعروضات من بعض الأشخاص، مما أدى إلى رفع مستواه.