نجران: أثريون يحذرون من خطورة المعدات الثقيلة على آثار الأخدود

هيئة السياحة لـ«الشرق الأوسط»: أشجار الأراك غطت المكان ولا بد من استخدام الجرافات

عمليات إزالة أشجار الأراك بواسطة التراكتورات والمعدات الثقيلة داخل مدينة الأخدود (تصوير: عبد الله آل شيبان)
TT

حذر خبراء في مجال الآثار من خطورة الآليات الثقيلة على موقع المدينة الأثرية للأخدود التاريخي في منطقة نجران جنوب السعودية بغرض إزالة أشجار الأراك والأعشاب العشوائية التي ملأت الأخدود طوال السنوات الماضية. ويأتي ذلك في وقت سمحت فيه إدارة الأخدود بدخول المعدات الثقيلة والجرافات إلى المدينة الأثرية، التي لا تزال أعمال التنقيب الأثري جارية فيها مما يتسبب في تدمير ما تبقى من آثار الأخدود، الذي ورد ذكره في القرآن الكريم.

وبحسب مصادر في الهيئة العليا للسياحة والآثار، فإن الغرض من إدخال الآليات فرضته ضرورة إزالة أشجار الأراك التي تحجب الواجهات والأبنية التاريخية، إلى جانب القيام باعمال تسوية الممرات المؤدية إلى القلعة الرئيسية.

وبينت المصادر ذاتها أن فكرة إزالة أشجار الأراك طرحت قبل عدة سنوات، لكنها وجدت معارضة شديدة من قبل وكالة الآثار ـ حينها ـ خوفا من طمس المعالم الأثرية للأخدود، إلا انه تم الاتفاق في ما بعد على إزالتها يدويا، من دون تدخل المعدات الثقيلة في مناقصة تقدم لها عدد من رجال الأعمال إلا أن المشروع توقف ولم ينفذ. من ناحيته أوضح صالح بن عرفج آل سنان أستاذ التاريخ والباحث في مجال الآثار بان مدينة الأخدود لم تشهد تطورا منذ تسويرها قبل 25 سنة، وقد ظلت تعاني من الإهمال.

وقال «من الملاحظ ان السور مليء بالفتحات التي تسمح بدخول المتسللين والحيوانات السائبة، أضف إلى ذلك انعدام النظافة من الجهة الجنوبية، والآن يقومون بإدخال المعدات الثقيلة التي ستسهم بلا شك في تدمير ما تبقى من آثار الأخدود».

الدكتور عبد الرحمن الأنصاري عالم الآثار وعضو هيئة الآثار، اعتبر دخول المعدات الثقيلة إلى الموقع «عبثا» على حد وصفه، وقال «كان من المفترض سكب مادة كيميائية لإزالة أشجار الأراك، وقتلها مكانها، ومن الخطأ أيضا نزع أشجار الأراك عن طريق العمال، فما بالك بدخول الجرافات».

وانتقد الأنصاري السماح لكبار الزوار بالدخول بالسيارات والتجول في المنطقة الأثرية للأخدود، وقال «إدارة آثار الأخدود أخطأت في ذلك». وأشار إلى أنه تقدم مع مجموعة من الأثريين بمشروع لتطوير مدينة الأخدود، يتضمن ترميم المواقع الأثرية والاستعانة بفريق علمي من الأثريين للتنقيب، وإقامة عدد من المباني للاستجمام والسياحة خارج نطاق المدينة، للتسهيل على الزوار والسياح، لكنه لم يفصح عن تكلفة المشروع. وحول عدم إدراج الأخدود أو حتى المحاولة بضمه إلى التراث العالمي، قال الدكتور الانصاري «من الصعب تسجيلها حاليا دون ترميمها، ولا يزال ينقصها الكثير، فالعملية تحتاج إلى تنقيب اكبر وتجهيز أكثر، وتنظيم بشكل مناسب لنتمكن من تسجيلها عالميا».

على ذات الصعيد، ارجع الدكتور عوض الزهراني مدير عام المتاحف بالهيئة العليا للسياحة السبب في عدم تسجيل مدينة الأخدود الأثرية عالميا في منظمة اليونسكو أسوة بمدائن صالح، إلى أن الموقع يحتاج إلى تطوير وتأهيل لمدة زمنية غير معلومة، قد تستمر لعدة سنوات تحددها الجهود والإمكانيات المتاحة، مشيرا إلى أن الدرعية ومدينة جدة القديمة في طريقهما للتسجيل ضمن منظومة التراث العالمي.

وأكد الزهراني بان العبث الذي تعرضت له منطقة الأخدود طوال السنوات الماضية جعلها في وضع مزرٍ للغاية، فقد تم تسوير المدينة قبل ربع قرن بشبك عادي للمحافظة على الآثار.

وعن دخول المعدات الثقيلة والجرافات إلى مدينة الأخدود قال الزهراني بان أشجار الأراك غطت على الآثار وأعدمتها، وكان لا بد من إزالتها بالجرافات، حيث إنها بعيدة عن المواقع الأثرية، مبينا بان لديهم مجسات اختباريه تحدد مواقع الآثار وبذلك أصبحت الأماكن معروفة. وأضاف بأنه سيتم استخدام الرافعات في عمليات التنقيب القادمة لرفع الحجارة وإعادتها مكانها دون جرف أو حفر.