الجنادرية 24: «العجراء» و«الخنجر» و«النبيطة» تطغى على اهتمامات الطلاب

أدوات يظهر على غالبية استخداماتها طابع العنف.. تم اقتناؤها بشكل مكثف

طفل سعودي يستعرض أداة شعبية تدعى «النبيطة»، وتستخدم في قذف الحجار لمسافة بعيدة (تصوير: خالد الخميس)
TT

جنح طلاب المدارس السعودية الذين أتيحت لهم زيارة قرية الجنادرية هذا العام، نحو شراء مجموعة من الأدوات التي يطغى على استخداماتها طابع العنف، في إشارات قرأها مختص نفسي تحدث لـ«الشرق الأوسط» بأنها توحي بنوع من الارتباك النفسي لدى الطلاب الذين حرصوا على اقتناء تلك الأدوات.

وتصدرت «العجراء»، وهي عصا غليظة تستخدم في غالبية المشاجرات التي تحدث بين الطلبة، قائمة اهتمام الطلاب الذين لم تمنعهم مرافقة مدرسيهم من اقتنائها، بالإضافة إلى «الخناجر، السيوف، النبيطة»، وهذه الأخيرة تستخدم لقذف الحجار إلى مسافات بعيدة، وتحضر بقوة في المواجهات التي تتم بين الحارات المتناحرة. وكشفت جولة «الشرق الأوسط»، التي قامت بها في ساحات الجنادرية، تنامي ظاهرة شراء الأدوات التي تكون طرفا في مشاكل العنف التي تظهر بين الطلاب. وبينما كان الطالب علي الشهري يسير ويتباهى بعصا العجراء بين يديه، أوضح لـ«الشرق الأوسط» أنه يريد الاحتفاظ بها، وكتابة تأريخ زيارته إلى المهرجان عليها بغرض الذكرى. لكن ذلك لن يمنعه من استخدامها مستقبلا في حال تعرضه إلى مشكلة، على حد قوله.

لكن الوضع مع الطالب نواف القحطاني، الذي كان «الخنجر» من بين ما اقتناه من المهرجان، كان مختلفا فيقول «إنني رغبت ـ من وراء اقتنائه ـ في جمع تراث منطقتي عسير التي أنتمي لها»، ولفت إلى أن هذا الخنجر يلبس في المناسبات في منطقته، حيث إن همه الكبير من هذه الزيارة شراؤه من أجل إعطائه والده الكبير في السن لأنه يستهويه. ويفسر الدكتور محمد المسرحي، وهو طبيب نفسي في مستشفى الملك فهد العام في جدة، هذه الظاهرة، بقوله إن الفترة العمرية للطلاب تلعب دورا هاما في ناحية اقتناء مثل هذه الأدوات الخطرة، على اعتبارهم في هذه السن يمرون بمرحلة استعراض القوى.

وتشير الإحصاءات إلى أن الشباب في السعودية يمثلون 65 في المائة من حجم السكان. هذا الأمر، طبقا للمسرحي الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» يجعل أن من الطبيعي الإقبال على مثل هذه الاستخدامات الخطرة، خصوصا في ظل الافتقار للمواقع التي من الممكن أن تستغل فيها أوقات فراغ الشباب بالشكل الصحيح. وأبرز الطبيب النفسي، مسألة الانتماء للقرية وللبيئة، كخيار لتحديد اهتمامات الشاب الزائر للجنادرية، سواء كان اقتناء بعض القطع الأثرية التي تعود لمنطقة ما، أو زيارة مقار المناطق الموجودة في المهرجان.

ويصادق على ذلك الطالب سعد الحارثي، الذي قال إنه يرغب في زيارة كل الأجنحة الموجودة على أرض قرية الجنادرية، غير انه قال بأن الوقت القصير لزيارات طلاب المدارس لم يسعفه لاكتشاف كافة الأجنحة التي تمثل مناطق السعودية، مكتفيا بمشاهدة تراث منطقته وبعض المناطق المجاورة لها.