خريجو الجامعات في العراق يودعون الدراسة بالرقص والغناء

حفلات تنكرية وأزياء شعبية.. وأحلام

الطلبة المتخرجون اصروا على قضاء يومهم بين شوارع بغداد والحرم الجامعي (أ.ف.ب)
TT

على الرغم من ان النسبة التي يعرفها اكثر المتخرجين الجدد من الجامعات العراقية والتي تؤكد وجود اكثر من مليوني عاطل عن العمل بينهم ما نسبته 28% من فئة الشباب والخريجين من الجامعات فإن الطلبة والطالبات يحتفلون بيومهم بعد اربع سنوات من التعب والجهد بشكل يلغي كل النسب والاحلام التي قد تتوقف عندما تتوقف طلبات تعيينهم امام اي دائرة او منشأة او وزارة.

هذا ما اكده العديد من الطلبة المتخرجين والذين اصروا على قضاء حفلتهم بين شوارع بغداد والحرم الجامعي معلنين لاكبر عدد من الناس بأنهم قد اتموا رحلة الدراسة باتجاه حياة جديدة ونصيب منها قد يفوق احلامهم او قد يلغيها.

الازياء التنكرية ورمي شهادات التخرج في الهواء الطلق هي السمة الغالبة على اغلب احتفالات الطلبة من الخريجين، ويقول احدهم وهو خريج الجامعة التكنولوجية انه فاجأ زملاءه باستئجار فرقة موسيقية شعبية وادخلها في يوم الاحتفال بشكل مفاجئ الى الحرم الجامعي الذي شهد حفلا راقصا للجميع. ويؤكد احمد لـ «الشرق الاوسط» انه سعيد جدا بتخرجه وحزين لأنه سيفترق عن زملائه فبعضهم قرر الهجرة والبعض الاخر قرر العمل في محافظته التي جاء منها.

رضاب اصرت على ارتداء الزي الكردي لان حبيبها كما تقول من مدينة دهوك وهي تتخرج معه من كلية اللغات وتقول ان خطيبها او حبيبها كان ينوي اقامة العرس في يوم التخرج لكن عائلته اصرت من جانبها على اقامة العرس في كردستان العراق وهي تحية منها اليه ارتدت الزي الكردي الذي بدا عليها جميلا جدا كما يقول خطيبها عزيز.

الازياء التنكرية وزفات العرس التي تجوب بعض مناطق بغداد القريبة من الجامعات هي صفة المتخرجين بعد عام 2003، وكانت حفلات التخرج قبلها تقتصر على إقامة حفل في ملعب الشعب او في قاعات الجامعات الداخلية.

احد اصحاب محلات الموسيقى الشعبية ويدعى علاوي طبل يقف يوميا امام واحدة من الجامعات التي يستقطب خبرا منها انها ستخرج احد اقسامها هذا اليوم او ذاك ويقول انه جمع مبالغ جيدة من المال عند اشتراكه (عنوة) في احتفالات الطلبة الذين يبدأون بالرقص على انغامه الشعبية.

عبد المحسن الشافعي الحاصل على شهادة الدكتوراه في فن الاتصال الجماهيري والاستاذ في كلية الاعلام يقول انه سعيد جدا بأن يشاهد فرح الطلبة في حفلات تخرجهم ويؤكد ان يوم التخرج بمثابة ذكرى موثقة في الذاكرة ويشير الى ان طلبته عادة ما يدعونه الى حفلات تخرجهم التي تتزامن مع نهاية العام الدراسي وهو يحضر اغلبها ويلتقط الصور مع اغلب الطلبة.

اكثر من عشرة آلاف طالب من جامعة بغداد يتخرجون هذا العام ومثلهم من جامعات اخرى وكليات وجامعات أهلية وحكومية فتحت جديدا جميعهم يودعون مقاعد الدراسة بانتظار حلم جديد ربما سيتحقق عند احدى بوابات العمل في العراق.