اختتام منتدى «تحالف الحضارات» بالتأكيد على أهمية الدبلوماسية «الذكية»

إطلاق عدة مبادرات تخص الشباب و«بناء الجسور» في المنطقة بعد حرب غزة

TT

اختتم منتدى «تحالف الحضارات» الذي ترعاه الأمم المتحدة في إسطنبول أمس بتشديد المشاركين على أهمية الدبلوماسية الذكية والناعمة بدلا من دبلوماسية القوة التي شهدتها غالبية عقود القرن العشرين. وشدد الممثل الأعلى للأمم المتحدة لـ«تحالف الحضارات» غورجي سامبيو على أن المنتدى يمثل «بصيص أمل في تغيير العالم إذا وحدنا جهودنا». وأضاف أن التحالف «أصبح آلة للدبلوماسية الذكية والناعمة لتحالف السلام، بدلا من المواجهة»، إلا أنه عبر عن ضرورة «أن نكون واقعيين في توقعاتنا وما يمكن أن يعمله التحالف مع النزاعات المستمرة حول العالم».

ولفت وزير الخارجية التركي علي باباجان في الجلسة الختامية للمنتدى إلى نجاح «تحالف الحضارات» في تثبيت إقدامه مع انضمام أكثر من 40 دولة إليه منذ المنتدى الأول الذي عقد في مدريد العام الماضي، لتصل مجموعة أصدقاء المنتدى إلى 84 دولة بالإضافة إلى 17 منظمة دولية. وأضاف: «نقاشات المنتدى وعمل التحالف يعطينا سببا لنتفاءل»، مشددا على أنه «عندما يكون هناك عزم يمكننا حل الخلافات... وهناك عزم جماعي على استبدال المواجهة بالتعاون». واعتبر وزير الخارجية الإسباني موريتانيوس، الذي أطلقت بلاده مبادرة «تحالف الحضارات» مع تركيا عام 2005، أن التحالف يشكل ذراعا مهمة من الأمم المتحدة. وقال: «نحتاج إلى إصلاح الأمم المتحدة، وأمم متحدة تليق بالقرن الـ21». وأضاف: «نحتاج إلى بنية ثقافية للأمم المتحدة، وذلك لا يعني التنافس مع اليونسكو، ولكن وضع أجندة سياسية للقضايا الثقافية، ويجب أن يكون ذلك جزءا من إصلاح الأمم المتحدة».

وعقد باباجان وموريتانيوس مؤتمرا صحافيا مع سامبيو بعد انتهاء جلسات المنتدى، ليعبروا فيه عن التزامهم بمواصلة عمل التحالف من خلال مبادرات ملموسة. وقال باباجان في المؤتمر الصحافي: «نحن نعيش انقسامات ورثناها من القرن العشرين، وعلينا تغيير هذه النظرة هذا القرن وبناء على الاحترام المتبادل».

ومن جهة أخرى كانت هناك تساؤلات حول غياب رئيس أذربيجان إلهام علييف، الذي أوفد ابنته ليلى بالنيابة عنه، والتي شاركت في المنتدى الخاص للشباب الذي بدأ قبل يومين من المنتدى الرسمي. وقلل باباجان من شأن تقارير صحافية أفادت أن غياب علييف هو بسبب مخاوفه من مسار الحوار التركي ـ الأرمني، قائلا: «نحن نعمل على حل شامل مع الأرمن، والعملية مستمرة، ونعمل على إرساء الاستقرار والسلام في المنطقة». وأطلقت مبادرات عدة في المنتدى، منها مبادرة بعنوان «إعادة الثقة وبناء الجسور بعد أزمة غزة». وأوضح سامبيو أن المفوضية الأوروبية مع مؤسسة «أنا ليند» الدولية ستطبق هذا البرنامج الذي يعتمد على المجتمع المدني لبناء الثقة بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي ودول أخرى في المنطقة، لإزالة التوترات التي ولدتها حرب إسرائيل على غزة. وعلى الرغم من تأكيد سامبيو بأن «تحالف الحضارات ليس آلية سياسية من أجل العمل على هذا النزاع مباشرة، ولكن نريد العمل مع الشعوب»، فإنه أضاف أن «حل الدولتين أو أي حل نتحدث عنه يحتاج إلى إعادة الثقة، ولهذا نريد أن نبني الجسور وأن نعمل على الأرض». أما المبادرة الثانية فكانت لجعل الشباب يلعب دورا أساسيا في التحالف، وشرح رئيس «منتدى شباب المؤتمر الإسلامي للتعاون والحوار» الشاد اسكاندروف، أن المبادرة «تضمن صوت الشباب وموافقته على أية مبادرة رئيسية يتخذها المنتدى في ما يخص الشباب». وستكون هناك ست منظمات مشاركة في مبادرة «حركة شبابية عالمية لتحالف الحضارات»، منها «منتدى الشباب الإسلامي». وشدد اسكاندروف لـ«الشرق الأوسط» على أن الحركة «لن تكون فقط لوضع الشباب كديكور للعمل، بل سيقدمون المشورة للتحالف حول قضايا الشباب المهمة للمستقبل».