كوشنير يؤكد رصد قراصنة صوماليين خطفوا يختا فرنسيا في طريقه إلى جزيرة زنجبار

القوة الدولية لمكافحة القرصنة تدعو السفن إلى الحذر في عُرض البحر

قراصنة في حراسة الشرطة الكينية لمحاكمتهم بعد أن اعتقلتهم البحرية الالمانية على شواطىء الصومال (أ. ب)
TT

وقعت أسرتان فرنسيتان من 4 أفراد بينهم طفل، 3 سنوات، أسرى بأيدي قراصنة صوماليين رغم التحذيرات المتكررة التي تلقوها من العسكريين الفرنسيين في منطقة خليج عدن ومقابل الشواطئ الصومالية، ورغم معرفتهم بالمخاطر المترتبة على عبورهم هذه المنطقة البحرية التي تكثر فليها أعمال القرصنة.

وحصلت عملية الخطف، وهي الثالثة التي تصيب الفرنسيين، نهاية الأسبوع الماضي على مسافة 640 كلم من منطقة رأس حافون الواقعة شمال شرق الصومال، مما اعتبرته السلطات الفرنسية مؤشرا إضافيا على قدرة القراصنة على القيام بعمليات خطف بعيدا جدا عن الشواطئ الصومالية. ومن جهته أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار روشنير «تحديد مكان» القراصنة الذين خطفوا اليخت، دون مزيد من التفاصيل.

وصرح الوزير الفرنسي لإذاعة «آر تي إل» اليوم: «نعم تم تحديد مكانهم وذلك منذ الاثنين»، مؤكدا ضمنا خطف اليخت وركابه. وقد أعلنت باريس أول من أمس أنها بصدد «التحري» في معلومات حول عملية قرصنة جديدة.

وأضاف كوشنير: «ليس لدي تفاصيل، وحتى إذا كانت عندي فلن أعطيها لكم لأن عملية مكافحة القرصنة التي بدأتها فرنسا تجمع الآن عدد كبيرا من الدول».

وأكد أنه «بالإمكان فقط ملاحظة أن تلك الزوارق تشن هجماتها الآن بعيدا عن السواحل، بعيدا جدا، الأمر الذي لا يسهل عملية أتالنتي الأوروبية». وقد أكدت منظمة «إيكوتيرا إنترناشونال» غير الحكومية المتخصصة في المراقبة البحرية وتتخذ كينيا مقرا لها، هجوما على اليخت، موضحة أنه وقع «على بعد نحو 640 كلم عرض رأس حافون في شمال شرق الصومال».

وكشفت الصحافة الفرنسية أمس تفاصيل وافية عن إحدى العائلتين المخطوفتين التي كانت تقيم في مدينة فان (غرب فرنسا). وتفيد المعلومات أن هذه العائلة المتشكلة من 3 أفراد أرادت أن تعيش «حياة حقيقية بعيدا عن المجتمع الاستهلاكي»، لذا ترك رب العائلة وزوجته عملهم العام الماضي واشتريا المركب «تانيت» وانطلقا به في يوليو (تموز) الماضي إلى جزيرة زنجبار في المحيط الهندي. وخلال عبوره قناة السويس، التقت العائلة بحارة فرنسيين وقعوا رهائن وأطلق سراحهم. وفي عدن انضمت إليهم عائلة فرنسية ثانية. وروت العائلة الأولى على مدونتها الإلكترونية تفاصيل الرحلة، وفيها حديث عن خطر الخطف. وجاء في إحدى الرسائل: «ابتداء من ليلة الخامس عشر من مارس (آذار) بدأنا الإبحار وأضواء المركب مطفأة بسبب مخاطر الخطف». وجاء أيضا: «الخطر موجود.. ولكن المحيط واسع ولا يجب أن يقضي القراصنة على حلمنا». ومن جهة أخرى دعت القوة الدولية التي تكافح القرصنة قبالة الشواطئ الصومالية أمس السفن إلى توخي أقصى درجات الحذر في عرض البحر بسبب تصاعد أعمال القرصنة في المحيط الهندي.

وقال الأسطول الأميركي الخامس الذي مقره في المنامة في بيان إن «عدة هجمات سُجلت مؤخرا على بعد مئات الأميال من الشواطئ الصومالية»، وإنه «على السفن التجارية توخّي الحذر بشكل أكبر عندما تعمل في هذه المياه»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وتمكن القراصنة من السيطرة على خمس سفن (فرنسية وبريطانية وتايوانية وألمانية ويمنية)، منذ يوم السبت الماضي في المحيط الهندي، على بعد مئات الكيلومترات من الصومال وفي خليج عدن. والقراصنة لا يزالون يتحدون القوى البحرية الضخمة التي نُشرت في المنطقة ويقومون بمهاجمة السفن في عرض البحر.

وقال البيان المنقول عن قوة «كومبايند تاسك فورس 151» الدولية المتخصصة في مكافحة القرصنة في هذه المنطقة إنه: «على الرغم من تعزيز حضور القوات البحرية في المنطقة، من غير المرجح أن تكون القطع البحرية والطيران على مسافة قريبة بشكل كافٍ لمساعدة السفن عندما تتم مهاجمتها».