روسيا تحذر من التسرع في الرد على كوريا الشمالية.. رغم قلقها

وسائل إعلام بيونغ يانغ تقول إن زعيمها غص بالدموع أسفا على إنفاق الأموال على الصاروخ

صورة للصاروخ الذي اطلقته كوريا الشمالية نشرت أمس بعد ان بث التلفزيون الرسمي شريطا للعملية (أ.ب)
TT

دعت روسيا أمس إلى عدم استخلاص نتائج «متسرعة» حول التجربة الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية يوم السبت الماضي، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا قلقة اثر إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي لكنها تعتبر أنه يجب عدم استخلاص «نتائج متسرعة» بالنسبة لكيفية الرد على ذلك.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن لافروف قوله: «علينا تجنب النتائج المتسرعة (...) إن الوضع يثير قلقنا. نريد الاطلاع عليه أكثر». وكانت روسيا والصين عارضتا خلال اجتماع مجلس الأمن الأحد الغربيين الذين دعوا إلى إدانة حازمة لإطلاق الصاروخ باعتبار أنه ينتهك القرار 1718 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 2006 والذي يحظر على بيونغ يانغ القيام بتجارب نووية أو إطلاق صواريخ. وقد أعلنت كوريا الشمالية أن إطلاق الصاروخ تايبودونغ-2 الأحد البالغ مداه 6700 كلم هدفه وضع قمر اصطناعي في المدار.

وصرحت سوزان رايس مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة لشبكة سي إن إن، بعد أن فشل مجلس الأمن في التوصل إلى اتفاق لإدانة بيونغ يانغ أول أمس: «يجب أن يكون الهدف خلق سياق نستطيع من خلاله السعي من أجل تحقيق هذا الهدف المهم الطويل المدى والمتمثل في تخليص شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية وهو الأمر المهم للأمن في المنطقة بأكملها وكذلك للسلام الدولي».

إلى ذلك، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية أمس، أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل غص بالدموع أسفا على الأموال التي أنفقت على إطلاق الصاروخ ولم تنفق على مساعدة شعبه. وأشادت صحيفة «رودونغ سينمون» الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم، بالإنجاز «التاريخي» الذي حققته البلاد، وقالت: «أثناء استعداده لهذا النصر الذي يبعث على الفخر، شعر الجنرال (كيم) بالأسف لأنه من غير الممكن استخدام مزيد من الموارد للشعب، إلا أنه قال إن الشعب سيتفهمه». وأضافت: «رغم أن كيم هو الذي حقق هذا النصر الذي نفخر به، إلا أنه شعر بالأسف على عدم قدرته على إنفاق مزيد من الأموال على شعبه، وغص بالدموع» وهو يتحدث عن ذلك.

وزادت عملية إطلاق الصاروخ الذي أجرته كوريا الشمالية يوم السبت الماضي، من الضغوط على موارد الجيش الكوري الشمالي الهائل العدد والذي تنقصه الأموال، حسب ما أفادت صحيفة جونغانغ ايلبو الكورية الجنوبية. ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية قولها إن بيونغ يانغ لم تكن قادرة على متابعة الصاروخ بعد مسافة معينة فيما عادت سفينة كانت قد أرسلت إلى المحيط الهادي لمحاولة تحديد مواقع أنقاض الصاروخ بسبب مشاكل فنية.

وعلمت سيول أن مسؤولين من كوريا الشمالية «ينشغلون في تبادل الاتهامات واللوم» في فشل الصاروخ، طبقا للصحيفة. وأكدت كوريا الجنوبية واليابان والجيش الأميركي ومسؤول روسي بارز أنه لم يتم رصد أي قمر صناعي في المدار، ويقول محللون أجانب إن الصاروخ تحطم في المحيط الهادي بعيدا عن المنطقة المطلوبة.

إلا أن إعلام كوريا الجنوبية أشار إلى أن صاروخ «تايبودونغ-2» قطع مسافة 3200 كلم، ضعف المسافة التي حققتها كوريا الشمالية بصاروخ تايبودونغ-1 عام 1998. وقالت واشنطن إن إطلاق الصاروخ عمل استفزازي إلا أنها لا تزال تركز على ضرورة استئناف المحادثات السداسية التي تهدف إلى إنهاء برنامج كوريا الشمالية النووي. وقامت كوريا الشمالية بتجربة سلاح نووي عام 2006.

وبثت كوريا الشمالية أمس فيلما أظهر عملية إطلاق الصاروخ بعد يومين من إطلاقه، وأظهر الفيلم الذي نقله تلفزيون كوريا الجنوبية صاروخا أبيض مؤلفا من ثلاثة أجزاء يحمل اسم «تشوصن» (كوريا) وهو ينطلق من موقع الإطلاق إلى عنان السماء. وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء التي تراقب إعلام كوريا الشمالية أن الصور نفسها عرضت على تلفزيون بيونغ يانغ الرسمي أمس.