ملتقى الإعلام العربي الموجّه للطفل يحوّل كلمة وزير التعليم السعودي إلى «ميثاق»

ضمن اختتام فعاليات ملتقى الإعلام والطفولة في جدة

TT

تحولت كلمة الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد، وزير التربية والتعليم السعودي ورئيس اللجنة الوطنية للطفولة، إلى ميثاق عمل يستند عليه في وضع استراتيجية الإعلام العربي الموجه للطفل، خلال ورشة العمل التي اختتمت أعمالها أمس الأربعاء بعد أن استمرت نحو خمسة أيام متتالية بحضور مجموعة من التربويين والإعلاميين العرب. وأشارت الدكتورة ثائرة شعلان مدير إدارة البرامج في المجلس العربي للطفولة والتنمية إلى أن كلمة الوزير التي ألقيت خلال فعاليات افتتاح الورشة أكدت على ضرورة وجود عمل عربي مشترك، لاسيما وأن السعودية بدأت تسخّر جهودها في هذا الاتجاه. وقالت الدكتورة ثائرة في حديث لـ«الشرق الأوسط»: نوّه الوزير خلال الكلمة إلى مخاوفه فيما يتعلق بالإعلام الموجه للأطفال، خصوصا وأنهم معرضون لجميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وغيرها، والتي عادة ما تكون أجنبية لا تعطي القيم العربية الأصيلة والمبادئ العليا، ما يعطي الأولوية لكلمته كي تبنى عليها خطة العمل وفق طريقة تساعد على بناء شخصية الطفل العربي. وأضافت لا بد أن يصبح الطفل العربي قادرا على البناء والتفكير وواثقا من نفسه عبر انتمائه لدينه ووطنه واعتزازه بلغته العربية، إضافة إلى ضرورة وجود رؤية عربية مشتركة للحفاظ على هوية الأطفال وحمايتهم من العنف وتوعية الأسر والمجتمع بحقوقهم، إذ تعد تلك القضية رئيسية يجب العمل عليها.

من جهتها بيّنت الإعلامية السورية هالة الأتاسي أن كلمة الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد احتوت على نقاط كثيرة من الممكن الاستناد عليها. وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن المؤتمر بكامله يهدف إلى وضع توجيهات استراتيجية، إذ إننا ما زلنا في أول خطوة للبداية، لا سيما وأن صياغة تلك التوجيهات وطرحها على الجهات المعنية وتحديد آلية العمل بها وتنسيقها للوصول إلى استراتيجية إعلام الطفل العربي ستستغرق جهدا كبيرا في ظل ضرورة الاستعانة بالخبراء والكفاءات في جميع مراحل العمل الإعلامي الموجه للطفل العربي. وأضافت، تتمثل مشكلة الإعلام العربي الموجه للطفل في عدم الاهتمام بموضوع الطفل بالشكل اللازم، إذ ان معظم المحطات العربية تفتقد الأقسام والإدارات الخاصة التي تعتني بأمور إعلام الطفل العربي، إضافة إلى عدم وجود ميزانيات مخصصة وكفاءات بشرية عليا في هذا المجال. وأشارت إلى أن قضية الطفل تحكمها ذهنية واحدة في التعامل، التي ترى بأن هذه القضية مؤجلة لا ينبغي أن تنال الأولوية، مطالبة بضرورة وجود بنى تحتية جيدة جدا كي تنهض بالإعلام الموجه للطفل العربي. وخرج ملتقى الإعلام والطفولة بتوصيات عدة تمثلت في إنشاء هيئة عربية للإنتاج الإعلامي العربي المشترك الموجه للطفل، تعمل تحت مظلة مجلس وزراء الإعلام العرب بهدف الوصول إلى إنتاج عالي الجودة قادر على المنافسة، شريطة أن يكون الطفل شريكا أساسيا فيه، على أن تمول الهيئة من قبل الجهات المعنية بالطفولة في الدول العربية. وأوصى الملتقى بدعوة جامعة الدول العربية لتقديم مقترح للأمم المتحدة حول وضع بروتوكول اختياري ملحق باتفاقية حقوق الطفل وخاص بالإعلام الموجه له، والطلب من الجامعة عقد ورش عمل يشارك فيها الأطفال والإعلاميون وجهات الإنتاج المعنية بالإعلام الموجه للطفل والخبراء المتخصصون بهدف وضع استراتيجية عربية للإعلام الموجه للطفل، إضافة إلى ورش تدريبية متخصصة لتعريف الإعلاميين العرب باتفاقية حقوق الطفل وتوعيتهم بأهمية الترويج لها إعلاميا. وتوصل المشاركون إلى دعوة جامعة الدول العربية لوضع استراتيجيات وخطط عمل وطنية في مجال إعلام الطفل، التي تعتمد منهجية علمية مبنية على دراسة احتياجات الأطفال ومراعاة حقوقهم، وحرص الجهات الإعلامية في الدول العربية على مشاركة الأطفال في البرامج الموجهة لهم، مع العمل على إيجاد وسيلة لاستطلاع آرائهم فيما يقدم لهم من مواد إعلامية من دون تمييز، إضافة إلى الاهتمام الخاص بالأطفال ذوي الإعاقة والفئات الخاصة والمهمشين والرازحين تحت الاحتلال والنزاعات المسلحة وضمان وصولها إليهم. فيما أوصى التربويون بضرورة دعم وتشجيع الدراسات والبحوث في مجالات الإعلام الموجه للطفل، وإتاحتها لواضعي السياسات والاستراتيجيات وصناع القرار في المؤسسات الإعلامية، وإنشاء أقسام متخصصة في إعلام الطفل بالجامعات العربية، إضافة إلى دعوة المجلس العربي للطفولة والتنمية إلى موافاة إدارة الأسرة والطفولة في جامعة الدول العربية بمسودة ميثاق شرف الإعلاميين العرب لمناهضة العنف ضد الأطفال ليتسنى تعميمه على الجهات المعنية في الدول العربية من اجل الدراسة.