حماس توافق على تشكيل حكومة مؤقتة بدون برنامج سياسي وفتح ترفض

مسؤول فلسطيني: من الواضح أن الاتفاق بين الجانبين بات مستحيلا

TT

اقترحت الجبهة الشعبية، على حركتي فتح وحماس، تشكيل حكومة توافقية، من دون برنامج سياسي، تكون مهمتها تسيير شؤون البلاد، وإعادة إعمار قطاع غزة، والتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية.

واعتبرت الجبهة أن اقتراحها هو المخرج الوحيد للوصول إلى اتفاق بين حركتي فتح وحماس لإنهاء الانقسام على الساحة الفلسطينية المستمر منذ منتصف 2007. وأكد الدكتور رباح مهنا، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، أن الجبهة أبلغت كلا من حماس وفتح باقتراحها. وقال رباح لـ«الشرق الأوسط»: «اقترحنا تشكيل حكومة مؤقتة من دون برنامج سياسي، مهمتها إعادة الإعمار وتسيير شؤون الناس والإعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية». وأضاف رباح «حين تجرى انتخابات تشريعية ورئاسية، فالناس حينها سيختارون أي برنامج يريدون، وحينها يمكن لأي فصيل سينجح، أن يشكل الحكومة ويطرح البرنامج الذي يريده، وصوت له الناس». أما فيما يخص مرجعية هذه الحكومة المقترحة، قال رباح، «تعلن الحكومة أن منظمة التحرير هي مرجعيتها، وتترك الحكومة للمنظمة، أي للرئيس عباس، مهمة التفاوض مع إسرائيل، كما تم الاتفاق عليه سابقا في وثيقة الوفاق الوطني». وتابع «في حين يصل الرئيس إلى اتفاق، وقناعتنا أنه لن يصل، يطرح هذا الاتفاق على المجلس التشريعي الجديد أو لاستفتاء شعبي ويقول الناس كلمتهم». وجاء اقتراح الجبهة الشعبية في ظل قناعتها بتضاؤل فرص الوصول إلى اتفاق بين حركتي فتح وحماس، وقال رباح، «الاقتراح جاء لقناعتنا باستحالة التوصل إلى اتفاق في ظل ما هو مطروح الآن على حماس بأن تلتزم ببرنامج منظمة التحرير». وبحسب رباح فإن «المطلوب من حماس أكثر من التوقيع على اتفاق، والاعتراف بإسرائيل»، وتابع «المطلوب أن تباشر الحكومة بتنفيذ خطة خارطة الطريق، وهذا غير ممكن، إذ سيتطلب إذا تم الالتزام أو حتى احترام برنامج منظمة التحرير، أن تُقارن الأقوال بالأفعال، وهذا يعني أنه يجب تسليم السلاح، وتفكيك قوى المقاومة في غزة أيضا، كما تنص عليه خطة خارطة الطريق».

وأعلنت حركة حماس، أمس، أنها توافق على مقترح الجبهة الشعبية بتشكيل حكومة مؤقتة بدون برنامج سياسي، وقال إسماعيل رضوان، أحد ناطقي حماس، إن حركته «لا مانع» لديها من قبول اقتراح الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المتعلق بتشكيل حكومة وفاق وطني من دون برنامج سياسي، «نظراً لكونها حكومة انتقالية، وذات مهمات محددة أهمها توحيد المؤسسة الرسمية، والتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية، والإعمار».

وقال رضوان في تصريحات لشبكة فلسطين الآن، التابعة لحماس، «نقبل بالحكومة التي تطرحها الشعبية على أن تكون هذه الحكومة حكومة الوفاق الانتقالية والمؤقتة، وتعد للانتخابات وتجري وتهيئ الأجواء المناسبة لذلك.

وفي المقابل أكد رباح أنه في حين قبلت حماس الاتفاق، رفضه الرئيس الفلسطيني، وقال «حماس قبلت، لكن الرئيس يطالب بأن يلتزم الجميع بالتزامات منظمة التحرير، لقناعته أن هذا سيفك الحصار». وقال مهنا «فك الحصار مربوط بالتهدئة وشاليط وغيره». وقال إن «القضايا الأساسية وهي الحكومة والانتخابات ومنظمة التحرير والأمن سيتم طرحها مرة أخرى بمعنى أن كافة الأطراف ستأتي بأجوبة في محاولة لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر». وشككت مصادر فلسطينية مطلعة، بأن يلتئم الحوار مجددا في 26 من الشهر الجاري، وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن حماس قد لا تذهب إذا لم يحدث تغيير في موقف فتح. وقال رباح «نظرا للأجوبة المطلوبة فأنا لا أعتقد أن حماس سترد». إلى ذلك قال مسؤولون إن وسطاء مصريين يسعون إلى كسر الجمود في محادثات بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، طلبوا من حركة فتح وحركة حماس المتنافستين التعاون لإعادة إعمار قطاع غزة كخطوة أولى. وقال مسؤول إن اقتراح التعاون في إعمار غزة هو محاولة لكسر الجمود، وقال مسؤول فلسطيني كبير مشارك في المحادثات، لـ«رويترز»: «بات من الواضح أن الاتفاق بين الجانبين مستحيل تقريبا».