مصر: ضبط ورشة صواريخ قرب رفح والقبض على 16 مشتبها جديدا في قضية «حزب الله»

ذوو المتهمين المصريين يعقدون اجتماعا.. وبيان منسوب للجنة في سيناء يطالب بفتح المعابر

مراسل «الشرق الأوسط» داخل الشقة التي استأجرها المتهم اللبناني في القاهرة (تصوير عبد الله السويسي)
TT

اكتشفت السلطات الأمنية المصرية أمس ورشة تصنيع صواريخ قرب رفح، وألقت القبض على 16 يشتبه في علاقتهم بقضية «تنظيم حزب الله» بمصر التي تضم 49 متهما، فيما يعقد ذوو المتهمين المصريين في القضية التي أعلن عنها يوم الأربعاء الماضي، والبالغ عددهم نحو 41 مصريا، اجتماعا اليوم، استبقه توزيع بيان في محافظة شمال سيناء ضد السلطات المصرية، في وقت تزايد فيه الاستنفار الأمني بسيناء خاصة في مدينة الشيخ زويد. وقالت مصادر أمنية وشهود عيان في مدينة الشيخ زويد قرب رفح على الحدود المصرية مع قطاع غزة، إنه تم مساء أمس اكتشاف مصنع للصواريخ وجرى القبض على 16، يشتبه في علاقتهم بتنظيم حزب الله الذي أعلن النائب العام المصري يوم الأربعاء الماضي أنه يتكون من 49، وجرى حبسهم على ذمة التحقيقات لمدة 15 يوما، ليرتفع العدد في حال تأكد صلة المقبوض عليهم أمس بالتنظيم، إلى 65 شخصا غالبيتهم مصريون من سيناء، إضافة لنحو 7 فلسطينيين، واللبناني سامي شهاب المتهم الرئيسي في القضية.

وأفادت مصادر أمنية أن نيابة أمن الدولة العليا تواصل تحقيقاتها في احتمال وجود علاقة قوية بين أعضاء التنظيم المقبوض عليه بزعامة «اللبناني شهاب» وعناصر من قبائل بدو سيناء، وأن أعضاء من فريق نيابة أمن الدولة العليا التي تحقق في القضية، عثر أمس داخل مقار سكنية لعدد من المتهمين الـ49 المقبوض عليهم تباعا خلال شهور نوفمبر(تشرين الثاني) وديسمبر(كانون الأول) ويناير(كانون الثاني)، على متفجرات وجوازات سفر وبطاقات هوية مزيفة، كان المتهمون يستخدمونها في تسيير مهمتهم لصالح حزب الله، إلا إن هذه المعلومات لم تؤكدها أي مصادر محايدة. وفي أول تحرك لها في أوساط ذوي المتهمين المصريين، تعقد لجنة في سيناء تطلق على نفسها اسم «اللجنة الشعبية لحقوق المواطن»، لقاء لذوي المعتقلين اليوم (السبت) في مقر حزب التجمع بمدينة العريش، استبقته بتوزيع بيان شديد اللهجة، قالت فيه إن قضية تنظيم حزب الله في مصر «تنذر بعودة المشاكل بين سلطات الأمن، والمواطنين»، وأضاف الناشط السياسي المعروف في محافظة شمال سيناء، علاء الكاشف، لـ«الشرق الأوسط»: «سيناء أصبحت مكانا ملتهبا.. نحن مع أمن المواطن، لكن ضد قهر هذا المواطن.. مساء اليوم (أمس) ألقوا القبض على صاحب ورشة بزعم أنه يصنع الصواريخ، وألقوا القبض على 15 آخرين من سيناء.. التواجد الأمني أصبح مكثفا في مدينة الشيخ زويد.. هذا الأمر له علاقة بقضية تنظيم حزب الله في مصر، بنسبة 99%.. نحن في سيناء نعتقد أنه يوجد اتجاه لتشمل قضية حزب الله شبكة (من المتهمين وتحركاتهم)». وأوضح مصدر أمني ردا على هذه المعلومات، أن سلطات التحقيق ما زالت تستجوب المتهم الذي ألقي القبض عليه مساء أمس في مدينة الشيخ زويد، ويدعى محمد فريج، وهو شاب من مدينة الشيخ زويد، وأنه متهم باستخدام ورشته في تصنيع صواريخ.. وأضاف: «تم القبض على فريج، وندب خبير مفرقعات لمعاينة ذخيرة ومفرقعات موجودة داخل الورشة»، وأنه جرى القبض على 15 آخرين على الأقل حتى وقت متأخر من مساء أمس، وأنه سيتضح خلال ساعات ما إذا كانت لـ«فريج» والـ15 الآخرين الجدد، علاقة بالمتهمين الـ49 في تنظيم حزب الله من عدمه. ويتخوف مواطنون من سيناء من ضم أبناء لهم في قضية تنظيم حزب الله، قد تكون لهم أنشطة أو ممارسات لا يعلمونها، في ظل تواجد أمني مكثف في محافظة شمال سيناء خاصة العريش والشيخ زويد، وقال والد الشاب المعتقل منذ عشرة أيام، عبد الله ماهر الأعرج، إن ابنه (عبد الله)، ألقي عليه القبض في المرة الأولى قبل عشرين يوما في كمين شرق القاهرة، وأطلق سراحه بعد احتجازه نحو أسبوع، وأنه بعد عودته لمنزله في سيناء، تم اعتقاله مجددا، دون معرفته بالأسباب، وعما إذا كان لنجله أي نشاط سياسي أو ديني، قال لـ«الشرق الأوسط» إنه..«ابني عبد الله (23 سنة) خريج كلية الدعوة الإسلامية، مفروض أنه شيخ مسجد، لكن لم يتم توظيفه حتى الآن.. هو دائما معي في البيت، ولا علاقة له بأي غرباء». وقال علاء الكاشف، الذي يشغل أيضا أمين الإعلام بحزب التجمع في شمال سيناء، إن أسر المعتقلين المصريين في قضية تنظيم حزب الله في مصر، سيعقدون اجتماعا مساء اليوم (السبت)، بالتنسيق مع اللجنة الشعبية لحقوق المواطن في المحافظة، لمناقشة موضوع الاعتقال وملابسات القضية، لأن هذه القضية يمكن أن تتطور لأبعد مما هي عليه الآن. وهاجم أشرف الحفني منسق اللجنة الشعبية لحقوق المواطن، وهي لجنة مستقلة في شمال سيناء، إجراءات القضية، قائلا إن موضوع حزب الله في مصر «موضوع دعائي ، هذا تحول خطير في اتجاه تسييس القضايا». ووزعت اللجنة الشعبية لحقوق المواطن، نفسها، أمس بيانا تضامنيا مع أسر المعتقلين في القضية، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، ويقول نصه: «كيف يتحول النائب العام إلى نائب سياسي؟ ويصدر بيانا يصدق فيه على اعتقالات عشوائية طالت أبناء سيناء وغيرهم من المواطنين المصريين في إطار إرضاء أمن إسرائيل ضد عدو وهمي بديل يصوره النظام لنا في إيران وحزب الله وحماس وغيرهم ممن لا ترضى عنهم إسرائيل».

وطالب البيان التضامني مع ذوي المعتقلين في قضية تنظيم حزب الله بـ«الفتح الفوري لمعبر رفح كرمز لسيادتنا الوطنية».

كما دعا البيان الذي صدر عقب إعلان النائب العام المصري لقضية تنظيم حزب الله في مصر، إلى «الوقف الفوري لإمداد ودعم إسرائيل بالغاز المصري وتوجيهه داخليا للإنتاج والاستهلاك المحلي»، و«إنهاء الالتزام بكامب ديفيد».