نصر الله: اللبناني المعتقل في مصر عضو في حزب الله ولا نستحي من ذلك

قال إن دوره كان نقل سلاح للفلسطينيين ونفى الاتهامات بدعم الحوثيين في اليمن ومعارضين بحرينيين

TT

في خطاب تلفزيوني خصصه للرد على الاتهامات التي أعلنها النائب العام في مصر بشأن 49 متهما اعتقلوا بينهم اللبناني سامي شهاب بالإعداد لعمليات عدائية في مصر، اتهم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله السلطات المصرية بفبركة الاتهامات، لكنه اعترف في الوقت ذاته بأن المواطن اللبناني سامي شهاب المتهم الرئيسي في القضية عضو في حزب الله، وقال إن المتعاونين معه 10 فقط وليس 50. وكانت مصادر مصرية قالت إن شهاب هو مسؤول دول الطوق في التنظيم، وإن نصر الله كلفه بالإعداد لعمليات عدائية في مصر. وقال نصر الله إن شهاب كان يقوم بعمل لوجيستي فقط على الحدود لصالح الفلسطينيين مستخدما تعبير «كلن عتالا» لدى الفلسطينيين، وذلك في إشارة إلى تهريب السلاح عبر الحدود المصرية مع غزة. وقال نصر الله: «ما كان يقوم به المجاهد في حزب الله هو نقل الدعم اللوجيستي والسلاح إلى المقاومة الفلسطينية»، مؤكدا أن هذا الأمر الوحيد الصحيح الذي لم يذكره المدعي العام في مصر في اتهاماته، لأن في ذلك إدانة له ولمصر ومفخرة للمتهم. واعتبر أن كل التهم افتراء ولا شيء منها صحيح وهدفها إثارة الشعب المصري ضد حزب الله.

وأضاف: «نحن نقول الأمور بوضوح، وما نقوم به نتحمل مسؤوليته، وأنا أؤكد أن سامي المعتقل في مصر هو عضو في حزب الله ولا نستحي به، وما كان يقوم به هو عمل لوجيستي لمساعدة الفلسطينيين لنقل عتاد وأسلحة إلى داخل فلسطين، وهذا هو الشيء الوحيد الصحيح، والذي لم يرد في بيان المدعي العام المصري، وهو لم يقرب من هذا الموضوع، لأن هذه التهمة هي إدانة له ولمصر ومفخرة للمتهم، وكل التهم المساقة في بيان المدعي العام هي افتراء ولا شيء منها صحيح، وهدفها إثارة الشعب المصري أن حزب الله يريد أن يخرب مصر واقتصاد مصر». واعتبر أن الاتهامات الحالية سببها موقف الحزب لجهة ضرورة فتح معبر رفح وعدم تجاوب النظام المصري مع الأمر، ما استوجب «إدانة كل الذين يحاصرون غزة». وقال إن هذا الموقف أدى إلى أن «تبدأ في مصر، وبتوجيه من السلطة والمخابرات المصرية حملة سياسية وإعلانية ضخمة ضدي وضد حزب الله وقيل فيها الكثير. ونحن اعتبرنا أنها ردة فعل نتفهمها وهذا ثمن طبيعي لموقفنا».

ودعا إلى معالجة الموضوع بهدوء. كما هاجم في كلمته رؤساء تحرير الصحف المصرية وكذلك الإعلام في دول خليجية. ونفى نفيا قاطعا أي نية لدى حزب الله باستهداف المصالح المصرية. كما شدد على أنه لا يريد العداء مع أي نظام عربي لا سياسيا ولا عسكريا أو أمنيا، وأن حزب الله هو حزب لبناني قيادة وقاعدة، وليس لديه فروع في أي مكان، وأن مهمة الحزب هي حماية لبنان من الخطر الصهيوني الذي يهدد المنطقة بأسرها.

وفي موضوع نشر الفكر الشيعي، أكد نصر الله أن ذلك لازمة يجب أن نعتاد عليها، لأن بعض الأنظمة العربية في مواجهة حزب الله لا تملك أشياء أخرى تقولها، وأن لا شيء يقطع الطريق على الاحترام الذي حظي به حزب الله إلا الذهاب إلى الموضوع المذهبي والقول إنه يسعى للتشييع.

وفي الشأن اللبناني، أكد أن الانتخابات النيابية المقبلة مهمة، لأن أي مجلس نيابي لديه مهمة محددة، مشيرا إلى وجود أشخاص في لبنان وبعض من السياسيين والإعلاميين الذين وصفهم بـ«أهل الفتنة» لأنهم حاولوا أن يأخذوا شيئا مما قاله ليوقعوا فتنة بينه وبين رئيس الجمهورية عن طريق تفسير ما قاله إنه إيحاء بأن المجلس المقبل سينتخب رئيس جمهورية جديد.

وأعرب نصر الله عن وجود أشخاص في لبنان لا يريدون أن تذهب الفتنة ولا يريدون الوفاق، معتبرا أنهم يتهمون حزب الله بالتوتر، بينما ما يظهر في المشهد الإقليمي يوضح إلى أين ستذهب المنطقة ولبنان.

وشدد على أن «الرئيس اللبناني سليمان رئيس توافقي وأمر إطاحته لم يخطر في البال في أي لحظة من اللحظات، وعلاقتنا به جيدة ومبنية على الثقة لا يقدر أن يهزها بعض الصحفيين أو السياسيين الخبثاء».  وحول الانتخابات، اعتبر السيد نصر الله أن بعض الجهات حاولت تصوير ترشيح أخوين من حركة أمل في بيروت الثانية، هو في وجه حزب الله، مؤكدا أن هذا الترشيح تم بالتوافق بين قيادتي أمل وحزب الله، نافيا أي خلاف بين الحزب والحركة، أو الحركة والتيار الوطني الحر، مشيرا إلى أن الجميع في سياق تشكيل اللوائح، وأن هناك نقطة عالقة في جزين وبعبدا، والنقطتان مرتبطان ببعضهما، وأن هذا الموضوع داخل في النقاش ويعالج كما عولجت كل المسائل الأخرى.

وشدد على أنه «ليس هناك أي شيء مما كتب أو حلل، وأن الحزب على تواصل، ولدينا الوقت والمعارضة بكل أطيافها ستواصل عملها ليكون هناك انتخابات هادئة ونزيهة تنتج أكثرية نيابية جديدة نأمل أن تكون من نصيب المعارضة».

وأشار إلى «محاولة إعطاء صورة جديدة عن حزب الله أنه تنظيم يريد أن يشكل خلايا في الدول العربية ويخرب الأمن القومي العربي ويستهدف أمن الدول العربية ويدرب مجموعات معارضة، في محاولة لتصويره أنه مثل تنظيم القاعدة هو وحماس والجهاد الإسلامي مع الاعتذار لتنظيم القاعدة». ونفى أي تدخل للحزب في العراق، واكتفى بالإشارة إلى إدانة الاحتلال، وعدم تأييد قتال العراقيين مع بعضهم بعضا. وتوقف عند تصريح للرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن حصول الحوثيين على دعم من عناصر في الحزب، وقال: «لا معلومات لدينا عن ما يحصل في اليمن. ولسنا طرفا في هذا الصراع لا من قريب ولا من بعيد، وما أعرفه أن حزب الله منضبط، ولا يوجد عناصر تتصرف من تلقاء أنفسها»، داعيا السلطات اليمنية إلى تقديم أي معلومات عن عناصر مفترضة في الحزب تقوم بتدريب الحوثيين. كما توقف عند معلومات نشرت عن مجموعات اعتقلت في البحرين وقيل إنها تلقت دعما من حزب الله لتخريب البحرين، ليؤكد أن لا علاقة للحزب بهذا الموضوع، ومؤكدا أن الحزب لم يتلق أي طلب من جهة معارضة في البحرين، ولو تلقى لن يستجيب.