لندن تواصل تفكيك الخلية الباكستانية وتفتش منازل المشتبهين في التخطيط لهجمات إرهابية

مصنع قنابل محتمل تشك السلطات البريطانية بأنه كان خطة القاعدة لتفجير مواقع في مدينة مانشستر

ضابطان من شرطة اسكتلنديارد يمران خارج أسوار مجلس العموم البريطاني بعد أن نفذت فرقة مكافحة الإرهاب حملة مداهمات في مانشستر وليفربول ضد عناصر خلية باكستانية كانت تعد لهجمات في فترة أعياد الفصح «أ.ب»
TT

قامت الشرطة البريطانية بتفتيش دقيق لعدة مساكن تعود للأشخاص الذين اعتقلوا شمالي إنجلترا، بحثا عن أدلة تشير إلى تخطيط هؤلاء لشن هجمات في مدينة مانشستر وليفربول، وعثرت بالفعل على صور كان المعتقلون قد التقطوها لبعض معالم مدينة مانشستر، بحسب مصادر أمنية مطلعة. من جانبه، طالب حزب المحافظين المعارض الحكومة بتشديد إجراءات التدقيق في طلبات الحصول على تأشيرات للدخول إلى بريطانيا. يذكر أن عشرة آلاف تأشيرة دخول منحت لطلاب باكستانيين في الأشهر الـ12 الماضية، وتقول وزارة الداخلية البريطانية، إنها «أدخلت إجراءات جديدة مشددة في الآونة الأخيرة كأخذ بصمات أصابع المتقدمين».

وبعد ساعات من قيام بوب كويك، أعلى مسؤول في جهاز مكافحة الإرهاب البريطاني بالكشف عن وثيقة حساسة حملها سهوا وهي مكشوفة أمام المصورين خلال سيره باتجاه مكتب رئيس الوزراء في لندن، انطلقت حملة أمنية لتفتيش منازل في الناحية الشرقية لقلب مدينة ليفربول. وتمت محاصرة عدة منازل في المدينة، ونقلت كميات كبيرة من المتعلقات بغرض فحصها، فيما تم إخلاء السكان القاطنين حول المنطقة المستهدفة، والتي يسكنها الطلاب الأجانب. وتشير تقارير إلى أن المشتبه بهم قاموا بتصوير مركز مدينة مانشستر في الشمال الإنجليزي، فيما توقعت معلومات استخباراتية أن الهجمات كانت ستقع خلال عطلة نهاية الأسبوع الحالي التي تصادف إجازة عيد الفصح. وقالت مصادر مطلعة في العاصمة لندن إن نحو 70 في المائة من المداهمات التي تمت في بريطانيا بعد هجمات لندن 2005 كانت على علاقة بأشخاص في باكستان.

وقال المفوض السامي الباكستاني في لندن واجْد شمْس الحسن إن بلاده ستساعد بريطانيا في التدقيق في هوية الباكستانيين الذين يتقدمون بطلب تأشيرات الدخول إلى بريطانيا. وكان المفوض السامي يتحدث في أعقاب اعتقال الشرطة البريطانية لـ 12 شخصا يحملون الجنسية الباكستانية في مدن مانشستر وليفربول وكليثرو شمالي انجلترا. إذ كان على المحققين التحرك بسرعة ضد المتهمين قبل الوقت الذي كان محددا لذلك وهذا بعد أن تكشفت أخبار التحري عنهم بطريقة غير مقصودة من قبل ضابط شرطة كبير، استقال على اثرها. وتقوم الشرطة البريطانية بتفتيش دقيق لعدة مساكن تعود للأشخاص الذين اعتقلوا شمالي انجلترا يوم أمس بحثا عن أدلة تشير إلى تخطيط هؤلاء لشن هجمات في مدينة مانشستر، وعثرت بالفعل على صور كان المعتقلون قد التقطوها لبعض المعالم في المدينة المذكورة. إلا أن كبار المسؤولين في الشرطة قالوا إن ما يردده الإعلام من أن المعتقلين كانوا يستهدفون مركزا كبيرا للتسوق وناديا ليليا يعتبر ضربا من التكهن ليس إلا. ويصر هؤلاء على أن الشرطة لا تتوفر على أدلة كافية تشير إلى استهداف مواقع بعينها. من جانبه، طالب حزب المحافظين المعارض الحكومة بتشديد إجراءات التدقيق في طلبات الحصول على سمات الدخول إلى بريطانيا. يذكر أن 10 آلاف تأشيرة دخول منحت لطلاب باكستانيين في الأشهر الـ 12 الماضية، وتقول وزارة الداخلية البريطانية إنها أدخلت إجراءات جديدة مشددة في الآونة الأخيرة كأخذ بصمات أصابع المتقدمين. وكان رئيس الحكومة البريطانية جوردون براون قد قال في وقت سابق إنه سيناقش مع الرئيس الباكستاني ما وصفه بـ«العلاقات المتنامية بين الإرهابيين في البلدين». وقال براون إن على باكستان العمل بجدية أكثر لاستئصال جذور الإرهاب في أراضيها. وأفاد بيان صادر عن شرطة منطقة مانشستر الكبرى أن حملات الدهم والاعتقال شملت مناطق في شمال غربي إنجلترا، وشاركت فيها شرطة ميرسيسايد ومانشستر الكبرى ولانكشاير. ووفقاً لمصدر أمني مطلع على التحقيقات، فإن المعتقلين ضالعون بمخطط «خطير للغاية» مرتبط بصورة وثيقة بتنظيم القاعدة والقيادي الهارب في التنظيم رشيد رؤوف، الذي تتهمه الاستخبارات البريطانية بالوقوف وراء مخطط تفجير الطائرات عبر الأطلسي التي كشف عنها عام 2006. وتقول الشرطة البريطانية إن 10 من الموقوفين الـ 12 في هذه القضية هم طلاب باكستانيون قدموا للبلاد بتأشيرات للدراسة. وتشير التقارير إلى أن المعتقلين العشرة إلى جانب معتقل يحمل الجنسية البريطانية تعود أصولهم إلى المناطق القبلية في باكستان. وقد وجه رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون في تصريحات نقدا لواقع مكافحة الإرهاب في باكستان مشيرا إلى إنه سيجري مباحثات مع الرئيس الباكستاني لبحث المخاطر التي تمثلها الأنشطة الإرهابية التي تتخذ من باكستان مقرا لها.