الرئيس الأفغاني يأمر بفتح تحقيق في مقتل أطفال بنيران القوات الأميركية

السفيران الأفغاني والباكستاني يعتبران الاستراتيجية الأميركية غير كافية

TT

أمر الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أمس بفتح تحقيق في حادث مقتل خمسة مدنيين أفغان، بينهم طفلان وجنين كان على وشك الولادة، بنيران القوات الأميركية الأربعاء، منتقدا مجددا وبشدة الجيش الأميركي على هذه الحوادث.

وكان الجيش الأميركي أعلن الأربعاء مقتل أربعة «متمردين مسلحين» بنيرانه ليعود ويعترف أول من أمس وبكل بساطة أن جنوده قتلوا بالرصاص أربعة أشخاص «غير مقاتلين»، خلال غارة ليلية قرب خوست شرق البلاد.

وبحسب السلطات المحلية ومصادر طبية فقد أسفر الهجوم الأميركي عن إصابة امرأة حامل في شهرها التاسع، ووفاة جنينها الذي كان على وشك الولادة. ولاحقا، في الغارة عينها، قتل الجنود الأميركيون امرأة وشقيقها وطفلين.

وأعلن بيان رسمي صدر الجمعة أن كرزاي أمر وزارتي الداخلية والدفاع بفتح تحقيق حول ظروف الحادث وطلب من الوزارتين تسليمه نتيجة هذا التحقيق السبت.

وأضاف البيان أن الرئيس كرزاي «طلب تكرارا، ومنذ سنوات عدة، من القوات الدولية تجنب المدنيين عند تنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب».

وأثارت الأعداد المرتفعة للضحايا المدنيين الذين يسقطون في العمليات العسكرية التي تنفذها القوات الدولية في أفغانستان موجة غضب عارم في البلاد دفعت الحكومة الأفغانية إلى توجيه انتقادات حادة إلى هذه القوات. وبحسب الأمم المتحدة قتل 2118 مدنيا أفغانيا في 2008 في أفغانستان، حوالي 40% منهم بنيران القوات الأفغانية أو الدولية التي تؤازرها.

وتقول الأمم المتحدة أن 2118 مدنيا قتلوا في 2008 منهم نحو 40% من القوات الأفغانية والأجنبية التي تحارب معها. من جهة أخرى حذر السفيران الأفغاني والباكستاني في الولايات المتحدة أول من أمس من إن الاستراتيجية الجديدة التي أعلنها الرئيس باراك أوباما لمحاربة «القاعدة» وطالبان في بلديهما قد تكون غير كافية. ودعا السفيران الأميركيين وحلفاءهم إلى تقديم مزيد من الأموال والوسائل العسكرية للتغلب على الإرهاب في ساحة المعركة ومكافحة الفقر والجهل الذي يغذي الآيديولوجية المتطرفة. وأشاد السفير الباكستاني حسين حقاني بالاستراتيجية الأميركية الجديدة، لكنه أجرى مقارنة بين الأموال التي تمنح للبلدان التي تخوض الحرب على الارهاب ومليارات الدولارات التي تدفع للشركات الأميركية المتعثرة. وقال في ندوة نظمها مركز «أتلانتيك كاونسيل» للبحوث في واشنطن إن «المبالغ المخصصة قد تبدو مهمة للبعض، لكني بصراحة أعتبر أن شركة على شفير الإفلاس قادرة بالتأكيد على الحصول على مزيد من الأموال لتعويمها من دولة متهمة بالفشل». وتساءل «لماذا تحصل أفغانستان وباكستان على مبالغ أقل لحل مشكلة أكبر (التطرف).. من بعض شركات التأمين أو شركات السيارات التي تواجه صعوبات لأنها عجزت عن صنع سيارات قابلة للبيع؟» وقد وضع أوباما باكستان الشهر الماضي في صلب الاستراتيجية الجديدة الرامية للتغلب على «القاعدة» وطالبان، التي تنص على إرسال أربعة آلاف جندي إضافي إلى أفغانستان ليلتحقوا بـ17 ألفا وعد بإرسالهم، وعلى تخصيص مليارات الدولارات للنزاع الأفغاني. وتنص الخطة على التركيز على معاقل «القاعدة» في باكستان، وتعزيز الجهود المدنية لإعمار أفغانستان وباكستان، لا سيما في مجال الزراعة والتربية.