مصادر أوروبية: بيان لندن حول إيران بدد مخاوف من انفراد أميركا بالتفاوض معها

الخارجية الفرنسية: دينامية جديدة للتفاوض مع إيران بعد انخراط واشنطن

TT

قالت مصادر فرنسية وأوروبية إن اجتماع الدول الست «الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا» في لندن الأربعاء الماضي، نجح في تبديد بعض المخاوف الأوروبية وتحديدا الفرنسية بشأن الشكل الذي سيرتديه الحوار الأميركي ـ الإيراني حول برنامج طهران النووي. وبحسب هذه المصادر فإن أوروبا كانت تطرح ثلاث علامات استفهام حول تعاطي السياسة الأميركية الجديدة مع طهران، وهي: تحديد إطار التحاور بين واشنطن وطهران بخصوص المشكلة النووية ومعرفة ما إذا كان فرديا أو جماعيا، والسقف الزمني للحوار، وأخيرا مصير المقاربة المشتركة للدول الست المستندة إلى قرارات مجلس الأمن الدولي ومطالب الوكالة الدولية للطاقة النووية. وقالت مصادر فرنسية رسمية متابعة للموضوع النووي تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، إن اجتماع لندن ألقى الضوء على بعض علامات الاستفهام وبدد بعض الشكوك. فمن جهة، أكد البيان الصادر عن الاجتماع أن الدول الست «متمسكة بالمقاربة المزدوجة» إزاء إيران وهي تقوم، من جانب، على الدعوة إلى فتح حوار مع طهران، ومن جانب آخر على التشدد في مطالبتها بالتجاوب مع قرارات مجلس الأمن الدولي ومطالب الوكالة الدولية للطاقة، وإقرار عقوبات تجارية واقتصادية بحقها. وتدعو القرارات ومطالب الوكالة إيران إلى وقف نشاطاتها النووية الحساسة وتوفير المعلومات الوافية عن بعض جوانب برنامجها التي توحي أن له غاية عسكرية. وبحسب المصادر الفرنسية فإن العودة إلى التأكيد على «المقاربة المزدوجة» تعني أن واشنطن لم تكن تشارك في المفاوضات مع إيران، باستثناء اجتماع جنيف الصيف الماضي الذي حضره وليم بيرنز، مساعد وزيرة الخارجية، وهي تتبنى الطرح الأوروبي ومستعدة للسير به. ولكن العنصر الأهم أن الجانب الأوروبي «اطمأن» إلى أن واشنطن «لن تفاوض بمعزل عن هذه القرارات والمقررات، وذلك بعكس ما قالته الإدارة الأميركية من أنها مستعدة للتفاوض مع طهران «من غير شروط». وترى المصادر الفرنسية والأوروبية أن بيان لندن أوضح نقطة إضافية، حيث أكد على «التفاوض الجماعي» في إطار مجموعة الست مع طهران. وبكلام أوضح، يعني هذا الالتزام أن واشنطن «لن تترك الأوروبيين على قارعة الطريق» ولن تفاوض وحدها، بل ستفاوض مع طهران عن طريق مجموعة الست، مما يفسر طلب هؤلاء من الممثل الأعلى للسياسة الخارجية خافيير سولانا دعوة إيران إلى اجتماع باسمهم جميعا، ويمكن أن يعقد هذا الاجتماع في عاصمة أوروبية. وأمس قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية أريك شوفاليه إن انخراط واشنطن في عملية التفاوض يوفر لها «دينامية جديدة»، بمعنى أنه يعطيها صدقية إضافية.

ورغم هذه التأكيدات فإن أوساطا سياسية فرنسية لا تبدو «متأكدة» من بقاء واشنطن في إطار مجموعة الست، كما أنها ليست متيقنة من أن إيران تريد هذا الإطار ولا تفضل عليه التفاوض المباشر مع واشنطن، خصوصا أن المواضيع التي تهم الطرفين تتخطى البرنامج النووي الإيراني الذي ليس سوى عنصر من منظومة أوسع تضم موقع وحجم إيران في المنطقة، وضمانات للنظام الإيراني، والوضع في العراق وأفغانستان، والنزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، واستقرار الإقليم بشكل عام.

ومع توجهات الرئيس أوباما تبدو فرنسا ومعها بريطانيا وألمانيا أكثر تشددا إزاء الملف النووي الإيراني من واشنطن. وتطرح المصادر المعنية موضوع «السقف الزمني» لمفاوضات يمكن أن تقوم بين الست وإيران أو بين واشنطن وطهران، وتؤكد هذه المصادر أن الجانب الأوروبي «يريد تحديد سقف زمني» للتفاوض بحيث لا يمتد إلى شهور وسنوات، وهو ما تطالب به إسرائيل مخافة أن تستغل إيران الوقت الإضافي لإحراز تقدم إضافي في برنامجها النووي. وأمس أعربت الخارجية الفرنسية عن «قلق» باريس إزاء تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد حول امتلاك إيران لطاردات مركزية جديدة وأقوى لتخصيب اليورانيوم، وأن بلاده «تمتلك الدورة النووية الكاملة». وكان رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة النووية غلام رضا أغازاده قد أعلن أن إيران نصبت 7000 طاردة مركزية وأنها تريد الوصول إلى 50 ألف في السنوات الخمس القادمة.