القبطان الأميركي يحاول الهرب.. والقراصنة الصوماليون يطلبون مليوني دولار لإطلاقه

سفن أميركية تحاصر قارب الخاطفين وتبدأ مفاوضات معهم.. وقراصنة آخرون يستعينون برهائن ألمان للمساعدة

ريك غورنون رئيس أكاديمية ماساشوسيتس ماريتايم يفتح باب زورق شبيه بالزورق الذي احتجز فيه القبطان الأميركي ريتشارد فيليبس من قبل القراصنة الصوماليين (أ.ب)
TT

اتخذت مسألة احتجاز القبطان الأميركي ريتشارد فيلبس من طرف قراصنة صوماليين قبالة السواحل الصومالية، بعدا دراماتيكيا أمس، بعد أن قفز القبطان فيلبس من متن قارب النجاة حيث يحتجز، إلى البحر وحاول الهرب سباحة. لكن القراصنة تمكنوا من إلقاء القبض عليه من جديد. ولم يتمكن طاقم سفينة تابعة لسلاح البحرية الأميركية توجد على مسافة قريبة، من تقديم مساعدة للقبطان ونجدته. وأعلن أحد القراصنة أمس لوكالة «رويترز» أن قراصنة آخرين يبحرون بسفينة ألمانية مخطوفة مع طاقمها الأجنبي إلى موقع قارب الإنقاذ بالمحيط الهندي حيث تراقبه سفن حربية أميركية. وقال إن الخاطفين يطالبون بفدية مليوني دولار لإطلاق سراح القبطان الأميركي. وقال القرصان الذي قالت وكالة «رويترز» إنه قدم معلومات موثوقا بها في السابق ولكنه طلب عدم نشر اسمه: «نظرا إلى أن القراصنة يعلمون أن الأميركيين لن يدمروا هذه السفينة الألمانية وطاقمها الأجنبي، فهم يأملون بأن يتمكنوا من لقاء أصدقائهم على قارب الإنقاذ». وذكر أن مجموعات أخرى من القراصنة تحاول تقديم المساعدة للقراصنة الأربعة الذين يحتجزون القبطان الأميركي، إلا أن وجود السفن التابعة للبحرية الأميركية وغيرها، يجعل هؤلاء القراصنة مترددين في التقدم كثيرا. ويحاول القراصنة الاحتفاظ بالقبطان فيلبس على متن قاربهم إلى أن يصلوا إلى الشواطئ الصومالية، إلا أن قطعا حربية أميركية تحاصر القارب الذي قالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية إنه أصبح بلا وقود. ولكن على الرغم من الحصار المفروض عليها ومن نفاد وقودهم، لا يزال القراصنة يتمتعون بروح التحدي. وقال عبدي قرض، قرصان آخر، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن القراصنة على متن زورق النجاة «بدأوا محادثات مباشرة مع ضباط السفينة الحربية الأميركية» التي تراقب الزورق.

وفي واشنطن قالت كلينتون للمراسلين إن القراصنة ليسوا «أكثر من مجرمين»، وأعلنت أن عدة قطع بحرية انتقلت إلى المكان، بالإضافة إلى فرق من مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» من أجل حل مشكلة الرهينة. وأضافت: «مشكلة القرصنة مشكلة قديمة وسادت في القرون الماضية ونحن نعمل حاليا على حل يتلاءم مع القرن الواحد والعشرين». وأشارت إلى أن الجيش يعمل مع «حلفائنا من أجل النظر في وضع خطة واسعة للتعامل مع القرصنة في المنطقة».

وأكدت مصادر الجيش الأميركي في واشنطن أن القبطان فليبس الذي اختطف من متن سفينته يوم الأربعاء الماضي بعد أن أخفقت محاولة لاختطاف السفينة نفسها، لم يتعرض لأذى عقب محاولة هربه الفاشلة. وأشارت إلى أنه قفز نحو الماء فجر أمس الجمعة، لكن واحدا من القراصنة على الأقل تبعه وأعاده من جديد. وشوهد وهو يتحدث معهم ويتحرك فوق قارب النجاة.

وكان القراصنة احتجزوا لوقت قصير السفينة «مايرسك ألاباما» وهي تابعة لشركة شحن دنماركية وترفع العلم الأميركي، وبعدها تمكنوا من احتجاز فيلبس وأخذه رهينة على متن قارب نجاة، في حين تمكن طاقم السفينة من احتجاز أحد القراصنة.

وأوضحت المصادر أن البحرية الأميركية وفريق من مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) يُجرِي محادثات «حساسة للغاية» مع المختطفين لإنقاذ حياة القبطان المحتجز. وقال روبرت غيتس وزير الدفاع الأميركي: «إن عودة القبطان سالما تشكل أولوية قصوى بالنسبة إلينا».

وقالت المصادر الأميركية إن القراصنة يتحدثون مع سفينة أخرى، عن طريق هاتف يعمل بالأقمار الصناعية. والتزم الرئيس باراك أوباما الصمت تجاه هذه التطورات، وتجاهل سؤالا من أحد المراسلين حول الموضوع.

وقالت شبكات التلفزيون الأميركية إن أوباما يتعامل «بحرص وحذر» مع الموضوع. لكن نائب الرئيس جو بايدن قال إن الإدارة تعمل على مدار الساعة لحل الأزمة. وقال وزير العدل إريك هولدر إن الولايات المتحدة ستقوم بما يفترض أن تقوم به لحماية الملاحة الأميركية ضد القراصنة.

وأعلن ديفيد بترويس قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط، من ولاية فلوريدا، أن مزيدا من السفن الحربية الأميركية في طريقها إلى المنطقة ويتوقع وصولها في غضون 48 ساعة. وأكد أن الوجود الأميركي سيزداد في منطقة القرن الإفريقي. وكان روبرت غيبس المتحدث الصحافي باسم البيت الأبيض، قال إن الرئيس أوباما يتابع الوضع عن كثب ويتم إبلاغه بكل التطورات، وأضاف أن «اهتمامه الأساسي هو سلامة القبطان وباقي الطاقم على متن السفينة».

وأبحرت إحدى السفن التي يعتقد أنها الفرقاطة «يو إس إس هاليبورتون» التي تحمل مروحيتين إلى مكان احتجاز القبطان. ولا يزال من غير الواضح كيف تم خطف القبطان من على متن سفينة الشحن رغم أن تقارير صحفية أشارت إلى أنه قام بتسليم نفسه للقراصنة مقابل تأمين سلامة طاقمه.

من جهته، وصف الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد نشاطات القراصنة المتزايدة قبالة السواحل الصومالية بالعمليات الإجرامية، داعيا المجتمع الدولي مجددا إلى تقديم المساعدات اللازمة لتمكين حكومته من بسط سيطرتها على كامل السواحل والأراضي الصومالية.

إلى ذلك، تمكن الجيش الفرنسي من تحرير أربعة من الرهائن الفرنسيين الخمسة الذين اختطفهم قراصنة صوماليون مع يخت «تنيت» السبت الماضي. وقتل أحد الرهائن في حين أفرج عن الأربعة الباقين وبينهم طفل سالمين، على ما أعلنت الرئاسة الفرنسية أمس. وقتل قرصانان أيضا في العملية العسكرية واعتقل ثلاثة.