مهرجان الخليج السينمائي: افتتاح خجول وحضور قوي للأعمال السعودية

«الحصن» السعودي أنتج حسب المعايير المحددة للمشاركة في «مهرجان كان»

المخرجة نايلة خوجة (يسار) مشاركة بفيلم قبلة الفراشة
TT

على الرغم من الافتتاح الخجول لمهرجان الخليج السينمائي في دورته الثانية، فإن المشاركة الكثيفة للفيلم السعودي بسبعة وعشرين عملا سينمائيا تراوح ما بين القصير والروائي الطويل والوثائقي، التي حلت في المرتبة الثانية بعد الأفلام الإماراتية شكلت مفاجأة لجميع الحاضرين في المهرجان.

وقال مدير المهرجان مسعود أمر الله لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تشهد السينما السعودية خلال الأعوام المقبلة تطورا نوعيا بفضل التعطش السينمائي لكثير من الكوادر الشابة، التي باتت على مستوى عال من الوعي بأهمية الفن السابع في حياتنا.

وهذا العام يعرض المهرجان ثماني أفلام خليجية طويلة، وهو رقم قد يكون قليلا في نظر البعض، إلا أن الراصد لحال السينما في منطقة الخليج سيعرف حتما أننا ماضون على الطريق الصحيح لتأسيس صناعة حقيقية للسينما الخليجية مستقبلا».

ومن أبرز الأعمال السعودية المشاركة فيلم «الحصن»، ويتحدث عن عائلة صماء تعاني فقدان الأب والأم في حادث مروري ويحاول بطل العمل التعبير عن ذلك من خلال العزف على الغيتار. الفيلم مدته 15 دقيقة، وتم عمله بطريقة احترافية عالية وبحسب المعايير المحددة للمشاركة في «مهرجان كان» من إخراج وتصوير وإضاءة، وهو من إنتاج شركة «در ألفا»، كما كتبه وأخرجه توفيق الزايدي، ويشارك في بطولته محمد الشهري ومها أسامة وأفنان الفرحان ومجموعة من الأطفال الذين تم اختيارهم بعناية فائقة. ويحاول الفيلم الاقتراب من معاناة عائلة صمّاء لقي بعض أفرادها مصرعهم في حادث مروري، وفيه تتم مواجهة الحقيقة ونقلها للابن والبنت اللذين يعانيان أيضا من الصمم. وتتوالى أحداث الفيلم في خط تصاعدي حول تقبل المجتمع لهم وكيف يواجهون الأحداث بطريقة تعبير رمزية أكد المخرج فيها أن هذه الطريقة تحاكي العقل والقلب ولها أبعاد عميقة في أحداث الفيلم. وتمت ترجمة الفيلم إلى اللغة الإنكليزية، كما تم إدخال لغة الإشارة للصم.

ويطالب العتيبي الجهات الحكومية في السعودية بتقديم مزيد من الدعم لأصحاب الأعمال السينمائية الهادفة.

وللعام الثاني على التوالي، تطل زهرة السينما الإماراتية، التي لا زالت تحتفظ بلقب أصغر مخرجة إماراتية. دبي بلهول اقتنصناها من السجادة الحمراء وحدثتنا عن عملها «دبيان» قائلة: «هذا العام التجربة بالنسبة لي أنضج، وقد استعنت بتوجيهات المخرج الأمريكي ديب هيزدل في إنجاز عملي». ويتحدث الفيلم عن مستكشفين يبحثان عن قلب ذهبي غامض مخبأ تحت رمال دبي، ولكن ما لا يعرفانه أن هذا الاكتشاف لا يقدر بثمن.

وأعربت دبي عن سعادتها بورش التدريب الخاصة بسينما التحريك الخاصة بالأطفال، الهادفة لتعليم الصغار بأسرار هذا الفيلم الجذاب وتنوي المشاركة في تلك الورش بخبرتها في عالم الرسوم.

المهرجان هذا العام لم يشهد حضورا فنيا قويا من مشاهير الخليج، وذلك لانشغال كثيرين بالتحضير لأعمالهم الرمضانية القادمة، إلا أن المهرجان لم يخلُ مع ذلك من بعض الوجوه التي عشقها كثيرون عبر الشاشة الصغيرة كالفنان الكويتي حسين المنصور، الذي قابل فلاشات الكاميرا بابتسامته المعهودة.

عبر المنصور عن انطباعه حول المهرجان في دورته الثانية فأجاب ضاحكا: «أؤكد أن الفيلم الخليجي قادم مستقبلا وسيغزو السينما العربية بكل قوته، فليحذر الجميع». ويشارك المنصور هذا العام بثلاثة أعمال درامية خلال رمضان المقبل لم يفصح عن تفاصيلها، أحدها إنتاج سعودي كويتي مشترك للمخرج خالد الطخيلي.

وتعتبر الممثلة البحرينية شيماء السبت، أن مهرجانات مهمة كـ«دبي السينمائي» و«الخليج السينمائي» من أهم المنافذ التي يستطيع الفيلم الخليجي أن يصل عبرها إلى العالمية، وتعلق بهذا الخصوص قائلة: «لدينا الكوادر والطموح والإمكانات المادية، لذلك سنصل بإذن الله للمنافسة قريبا على الساحة العربية للسينما».

ويقدم مهرجان الخليج سبعة وأربعين فيلما، 18 فيلما منها في عرض دولي أول، و21 فيلما في عرض أول في منطقة الخليج، و15 فيلما تعرض لأول مرة في الإمارات، إضافة إلى 14 فيلما تعرض لأول مرة في الشرق الأوسط.

ويتنافس خمسة وسبعون فيلما من دول الخليج للفوز بجوائز المهرجان ضمن مسابقته الرسمية، فيما سيتم عرض باقة من الأفلام الخليجية خارج المسابقة ضمن برنامج «أضواء» الذي يضم واحدا وثلاثين فيلما من دول الخليج، ويتضمن برنامج المهرجان أيضا «الهند تحت الضوء» تسعة عشر فيلما تسلط الأضواء على السينما الهندية القصيرة.

وتشمل برامج المهرجان لهذا العام برنامج «تقاطعات» الذي يضفي نكهة سينمائية عالمية على المهرجان من خلال أربعة وعشرون فيلما متنوعا من كافة أنحاء العالم. وعلى صعيد فئة الأفلام، سيعرض مهرجان الخليج السينمائي ثمانية أفلام روائية طويلة، وسبعة وعشرين فيلما وثائقيا، ومائة وستة أفلام قصيرة، إضافة إلى ثمانية وعشرين فيلم رسوم متحركة.

ويكرم المهرجان هذا العام ثلاثة من رواد السينما الخليجية هم عبد الله الصالح، وخليفة شاهين من البحرين، وصاحب أول فيلم سينمائي خليجي يصور تحت الماء «بس يا بحر» للكويتي خالد الصديق.