النوادي الرياضية تجبر المراكز التجارية على فتح أبوابها للشباب

بعد أن كانت الأسواق حكرا على العائلات

TT

دخلت النوادي الرياضية في سباق المراكز التجارية في السعودية للفوز بأكبر شريحة من الرواد «الشباب» إلى جانب بقية الخدمات الأخرى مثل مراكز الترفيه للأطفال والمقاهي والمطاعم، مما حول المجمعات إلى مراكز تسوق شاملة لكل أفراد العائلة. واضطر عدد من المجمعات التجارية «المولات» في جدة إلى التراجع عن قراره بمنع دخول الشباب بسبب احتضانها نوادي رياضية خاصة بتلك الشريحة من المجتمع، وبدأت بالفعل مولات تجارية في استقطاب الأندية الرياضية التي تهتم بالرياضة البدنية وكمال الأجسام الموجهة للشباب. الدكتور بدر الشيباني الرئيس التنفيذي لشركة «كاي» الرياضية تتأهب شركته لافتتاح المركز الثاني في أحد المراكز التجارية في مدينة جدة، قال لـ«الشرق الأوسط» إن وجود النوادي الرياضية داخل المجمعات التجارية أمر معروف في كل أنحاء العالم لأنها تستفيد من الخدمات اللوجستية التي تقدمها تلك المراكز من مواقف للسيارات وغيره. وقال «نحن نمتلك ناديين في مجمعات تجارية لكنها بأبواب منفردة ومنفصلة عن مداخل المجمعات وهو ما يفرضه الواقع هنا، وتستقطب المجمعات النوادي لوجود الحركة اليومية، وهدف النادي أن يكون في مكان ظاهر يستقطب الناس مما يسهل عليهم ممارسة الرياضة بصورة يومية». من ناحيته اعتبر ياسر خوجه المحامي والمستشار القانوني والمدير السابق لأحد المراكز التجارية، هذا التوجه خطوة إيجابية كونه يقرب أماكن ممارسة الرياضة للشباب، ويجعلهم يستطيعون دخول النادي طالما يحتضنه المركز التجاري، وقال إن بعد النوادي وأماكن الترفيه المفيدة عن أماكن السكن يصعب الذهاب إليها، مشيرا إلى أن مداخل النوادي ـ وهو أمر عائد إلى أصحاب المراكز التجارية ـ سيخصص لها مداخل مستقلة. بندر خضر الغامدي مدير الترفيه والرياضة بمدينة الملك فهد الساحلية في جدة قال إن الفكرة ممتازة وتعمل على جذب الشباب لممارسة الرياضة بانتظام، بل ويخلق تنافسا بين المولات لاجتذاب أكبر عدد من الرواد لتشغيل المقاهي والمطاعم داخلها. وأردف الغامدي بقوله «هذا أيضا سيحفز النوادي الرياضية لتقديم خدمات أرقى تصب في خانة الشباب الذي يبحث عن الخدمات المتميزة، ولا أعتقد أن تكون تلك النوادي جاذبة للشباب الذي يرغب فقط في الوجود داخل المراكز التجارية لأغراض أخرى، فهؤلاء لن يدفعوا اشتراكات مالية لتسهيل دخولهم إلى المراكز التجارية، كما أن النوادي ستضع مداخلها بعيدة عن مداخل المراكز بالضرورة». ويخالف نبيل بخش مدير إدارة التسويق في مركز «سلطان مول» بجدة هذه النظرة، ويرى أن وجود النادي الرياضي أو الصحي داخل المركز التجاري لا يفيد كثيرا ،مثله في ذلك مثل البنوك، إلى جانب أن الأزياء الرياضية لا تتسق مع خصوصية المجتمع السعودي إلى جانب الحالة التي تبدو على ممارس الرياضة. وقال «لا أتوقع دخول النوادي إلى المولات لأنها لن تفيد من ناحية استثمارية أي لن تزيد من عدد الرواد الذين يستهدفهم المركز، كما سيشكل خللا في السوق، كما سيحتل رواد النادي الأماكن المخصصة في المواقف لسيارات الرواد». ولا تزال المراكز والمجمعات التجارية في السعودية تطبق قرار منع الشباب من دخولها وهو ما أكده معتز كيال مدير مركز «رد سي مول»، الذي على الرغم من اعترافه بخطأ قرار المنع فإنه يعتبر أن ممارسات بعض الشباب تضطر إدارات المراكز لسن قوانين وتحرص على تطبقيها بصرامة.