زلزال إيطاليا يحرض طالبات «الملتقى العلمي» بكلية عفت على الاختراع

المنافسة انحصرت في حمى الضنك والزلازل ورفاهية ذوي الاحتياجات

الطالبات الفائزات بالمشروعات المنافسة في الملتقى («الشرق الأوسط»)
TT

«الحاجة دائماً هي أم الاختراع» هذا ما أثبتته مشروعات الطالبات المشاركة في ملتقى العلوم والهندسة الذي تقيمه جامعة عفت في دورته الثالثة، من خلال اختراعات ومشروعات علمية كان القاسم المشترك بينها هي جدة الأفكار المطروحة والحاجة الملحة إليها. الملتقى الذي عقد تحت شعار «المهندسون قادة الإبداع» هذا العام حظي بمشاركة كثيفة من العديد من المدارس الثانوية بجدة، ولم تقتصر المشاركة فيه على الطالبات فقط، إذ ضم المعرض مشاركات مختلفة لطلاب حضرت اختراعاتهم وغابوا عن الحفل، إلا أن اللافت في المعرض هو الاختراعات التي كانت بمثابة استجابة مباشرة لمشكلات تشغل الرأي العام وتتصدر أحداث الصحف. مستلزمات تسهل الحياة على ذوي الاحتياجات الخاصة، وطرق مبتكرة لمكافحة بعض الأمراض المنتشرة مثل حمى الضنك، ومعدات ذكية تستطيع أنقاذ حياة البشر بعد وقوع الكوارث البيئية، وطرق ذكية لمقاربة موضوعات مثل ترشيد المياه، ربما كانت ألمع الأفكار والمبتكرات التي شهدها المعرض هذا العام. الجائزة الأولى حصدتها المدرسة العالمية الهندية عن اختراع ذكي كان المحرض الأساسي للتوصل إليه هو زلزال إيطاليا الأخير، حيث قامت ثلاث فتيات من منسوبات المدرسة باختراع روبوت ذكي موجود ضمن معدات التنقيب يستطيع تحديد عدد الضحايا والجرحى في المنطقة المنكوبة بدقة كبيرة ويتوقف عن العمل والتنقيب فيها بمجرد شعوره بوجود ضحية حية، عن طريق التقاط نبضات القلب. تقول شيرين خان صاحبة الاختراع والتي عملت عليه إلى جانب زميلتيها إنعام نعمت وشهيناز سلطان «إن مشاهدة نشرات الأخبار وجهود الإغاثة التي بذلت أخيرا لإعانة واكتشاف الضحايا بين الأنقاض في زلزال إيطاليا هي التي جعلتها تفكر باكتشافها الصغير وهي تأمل أن تستطيع العمل على إنجاز نموذج مكبر من اختراعها خلال فترة لا تتعدى عامين، ليمكن بعد ذلك اعتماده رسمياً في مثل هذه الحالات، بعد أن تقوم بتسجيل براءة اختراعها وزميلتيها». أما المركز الثاني فقد كان من نصيب مشروع مدارس النهى بعنوان «ترشيد المياه» في حين حازت مدرسة دوحة الجزيرة المركز الثالث عن مشروع بعنوان «الموجات الصوتية بالليزر»، وضم معرض المشروعات التنافسية إلى جانب المشروعات السابقة أفكاراً ذكية تحاول إيجاد حلول لمشاكل عويصة قائمة منها اختراع «نافذة الصاعق الكهربائي» للطالبة غادة باخريبة من مدارس النهى والذي يحاول إيجاد حل جذري لانتشار حمى الضنك بجدة من خلال إعداد نافذة لديها القدرة على صعق البعوض الناقل للمرض. المعرض الذي أقيم تحت رعاية الأميرة لولوه الفيصل نائب رئيس مجلس الأمناء والمشرف العام على جامعة عفّت، يعد بمثابة ملتقى التربويين والطالبات في مجالي التعليم العام والعالي؛ لنشر ابتكارات الفتيات في المرحلة الثانويّة في التقنية والعلوم وعرض مشاريعهنّ التي تعالج القضايا والمشاكل التي تواجهها المملكة العربية السعودية والعالم، والتي تعكس مقدار وعي الطالبات وتعايشهنّ مع هذه المستجدات الاجتماعية والبيئية والتقنية، وتتضمن محاور الملتقى المسابقة العلمية بين المدارس المشاركة والتي حصلت فيها على المرتبة الأولى مدارس الرواد والثانية مدرسة الزهراء، والثالثة المدرسة الهندية، والعرض التنافسيّ بينَ مشاريع الطالبات المشاركات وقد بلغ عددها عشرين مشروعًا تقنيًا. وكانت ضيفة الشرف في الملتقى هذا العام ريم إبراهيم خوجة الطالبة الزائرة لجامعة عفت من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وضمت لجنة التحكيم أكاديميين بارزين من جامعة عفت وجامعة الملك عبد العزيز التي تحدثت بإسهاب عن تجربتها في عالم الاختراعات، وعن حقوق الملكية وتسجيل براءات الاختراعات. من جانبها قالت الدكتورة هيفاء جمل الليل مديرة جامعة عفت إن من أبرز ما ميز الملتقى هذا العام هو مشاريع المدارس الممتعة والمبدعة والتي تهدف إلى وضع حلول لقضايا حياتيّة تقنية معاصرة تتعلق بالطاقة واستهلاكها، ومن هذا المنطلق كانت فكرة اختيار المشروعات ودخولها للترشيح للفوز فقد كان عدد المشاريع المرشحة عشرة وهي من المدارس التالية؛ دار الفكر والزهراء والحمراء والمشاعل والبيت السعيد والرواد والهندية ودوحة الجزيرة وحديقة الأطفال ودار النهى والثانوية السابعة والعشرين. كما شهد الحفل اختيار الاتحاد الدولي لجمعية المخترعين لثلاثة مشروعات انطبقت عليها معايير معينة يتبناها الاتحاد، وهي مشروع «المرح» لمدارس الفرح، والمشروع عبارة عن لعبة إلكترونية تعليمية، وأما مدارس النهى فقد خرجت بنصيب الأسد حيث حصدت المركزين الثاني والثالث عن مشروعيها على التوالي؛ الشبكة الحامية من الناموس، وجهاز الكشف عن الجوال.