كاهن أسود

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «هل أوباما ضعيف؟»، المنشور بتاريخ 22 أبريل (نيسان) الحالي، أقول: ثمة عوامل اجتمعت مصادفة في توقيت واحد، ساهمت في حمل أوباما إلى البيت الأبيض. أول هذه العوامل هو تردي شعبية بوش بشكل غير مسبوق، كأنما سئمه الأميركيون، سئموه نتيجة لغطرسته وخطورته على مستقبلهم. وقد تغذت مشاعر النفور هذه من مستنقع العراق وأفغانستان، ومن الأزمة الاقتصادية. أما العامل الثاني، فهو بلاغة أوباما الخطابية وحكمته وقدرته على الإقناع، وتوظيفه أخطاء إدارة بوش والجمهوريين وخطاياهم لصالحه ولصالح الديمقراطيين. أما الثالث، فهو لونه الأسود، وجذوره نصف الأفريقية. وهكذا تحول لونه الذي كان سببا للاضطهاد والتمييز العنصري، إلى سبب لتعاطف الأغلبية معه، وأصبح تعبيرا عن رغبة الأميركيين في التغيير الذي يفضلونه دائما. أما السبب الرابع، فيعود إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يلجأ فيها مرشح للرئاسة، إلى عولمة حملته الانتخابية عبر أحدث التقنيات والبرامج، مما ساهم في التأثير على قناعات الناخب الأميركي. أوباما، كما أراه، يمشي على هدى جيمي كارتر، لذا سيخرج من البيت الأبيض ـ كما خرج كارتر ـ مثل كاهن، لكنه سيكون كاهنا أسود.

منذر عبد الرحمن ـ النرويج [email protected]