عمر سليمان يحث نتنياهو على فك الحصار عن غزة

دعا إلى إنجاز اتفاقية التهدئة مع حماس من دون ربطها بقضية شاليط

TT

خلال لقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين، حثهم رئيس الاستخبارات المصرية، عمر سليمان، على الانتهاء من إنجاز اتفاق التهدئة مع حماس، الذي ينهي الحصار عن قطاع غزة. وقال لهم ان هذا لا يتناقض مع مسار التفاوض حول تبادل الأسرى، بل بالعكس، فإنه يسهم في دفع مفاوضات الأسرى الى الأمام.

وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إن سليمان ووزير الدفاع الاسرائيلي، إيهود باراك، اتفقا على هذا التوجه. وإنهما أظهرا موقفا شبه موحد في هذا الموضوع خلال اللقاء مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. واقترح سليمان أن تستأنف فورا المفاوضات حول التهدئة، التي أصبح الاتفاق بشأنها ناجزا تقريبا منذ عهد رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق، إيهود أولمرت، وأجهضتها حكومة أولمرت لربطها بموضوع تبادل الأسرى. ونصح بأن لا تردد إسرائيل التهديدات لحركة حماس، حيث إن «التهدئة القائمة عمليا على الأرض هي أكبر دليل على جدية حماس فيها». وقال ان هذه التهدئة أنجزت بفضل الحوار السليم الذي أدارته مصر بين الطرفين وليس بفضل الحرب على غزة. وأبلغ نتنياهو سليمان انه سيعين شخصية اسرائيلية جديدة لتولي إدارة المفاوضات حول تبادل الأسرى وان حكومته تنوي تقديم اقتراح جديد برفع عدد الأسرى الفلسطينيين المنوي اطلاق سراحهم مقابل الجندي الاسرائيلي الأسير، جلعاد شاليط، الى 1450 أسيرا، 1000 منهم كبادرة حسن نية لكل من الرئيس المصري حسني مبارك، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، و450 تجاوبا مع شروط حماس لإتمام الصفقة. بيد أن إسرائيل ما زالت مصرة على ان لا تتجاوب مع كل طلبات حماس، بخصوص الفئة الثالثة (450 أسيرا). وهي مستعدة لإطلاق سراح 325 أسيرا كانت قد طلبتهم حماس في القائمة التي عرضتها على إسرائيل و125 أسيرا آخر، تقترح على حماس اختيارهم من قائمة تقترحها اسرائيل. وحسب بعض المصادر الاسرائيلية، اتفق سليمان مع المسؤولين الاسرائيليين على استئناف المفاوضات في السادس من مايو (أيار) المقبل. وانه من المتوقع ان يكون نتنياهو، خلال هذه المدة، قد عين مفاوضا رئيسيا باسمه في موضوع الأسرى، في حين يواصل عاموس جلعاد، رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع الاسرائيلية، المفاوضات حول انهاء ملف التهدئة. وقد حضر جلعاد غالبية الجلسات التي عقدت للوزير عمر سليمان. وكان سليمان قد التقى، إضافة الى نتنياهو وباراك، كلا من الرئيس الاسرائيلي شيمعون بيريس ورئيس المخابرات العامة، يوفال ديسكين، ورئيس جهاز «الموساد» (المخابرات الاسرائيلية الخارجية)، مئير دجان، ووزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان. وتم اللقاء مع ليبرمان في مكتب رئيس الحكومة وليس في وزارة الخارجية ولم تغطه وسائل الإعلام، حسب طلب الوزير المصري. ونقل عن ليبرمان انه دعي لزيارة مصر، ولكن موعد الزيارة لم يتقرر بعد ولن يكون مرافقا لرئيس الوزراء نتنياهو. ومع ان مصادر مصرية قالت ان دعوة ليبرمان كانت في اطار المجاملات الدبلوماسية، إلا ان مسؤولي الخارجية الاسرائيلية قالوا انها دليل على إزالة الخلاف مع مصر، الناجم عن تصريحات ليبرمان السابقة ضد مصر (هاجم في حينه الرئيس حسني مبارك وهدد بتدمير سد العالي). وحسب مصادر إسرائيلية فإن ليبرمان لم يعتذر مباشرة للوزير سليمان ولكنه حرص على الإشادة بمصر وبالرئيس مبارك وطلب نقل التحيات له ومباركته على الدور الاستراتيجي الذي تقوم به من أجل تثبيت الاستقرار في المنطقة وقال إن العلاقات بين الطرفين ذات بعد استراتيجي يخدم مصالح البلدين. وقد أشاد بيريس بزيارة سليمان وقال إنها دليل على حكمة القيادة المصرية وقوة ثقتها بالنفس.