شركة «آبل» توقف تداول «هزازة الأطفال» من أجهزة آي فون

بعد يومين من الاحتجاجات الغاضبة

TT

تكتشف أنجح الشركات الصناعية، كل سنة، بل كل شهر، أن لا ضمانات أكيدة لنجاح مبتكراتها الجديدة مهما تطورت دراسات الجدوى وتقنيات الاستقصاءات السوقية. وبالتالي، لا بد أن يحسب الصانعون حساب ردات الفعل السلبية على منتجات تصوّروا أنها ستعجب زبائنهم وتحقق رواجا كبيرا.

آخر ضحايا الرهانات التسويقية والابتكارية الخاطئة، على ما يبدو، شركة «آبل» الأميركية للكومبيوتر، إحدى أنجح الشركات الصناعية والتكنولوجية في العالم، وأفضلها سمعة في مجال الابتكارات الذكية والشعبية والسهلة الاستخدامات. وأما النكسة التي تعرضت لها سمعة «آبل» الابتكارية، فجاءت أخيرا نتيجة الاحتجاجات الغاضبة من المواطنين الذين أغضبتهم لعبة «بايبي شايكر» (أي «هزازة الأطفال») على جهاز الـ«آي فون» لأنها ـ حسب المواطنين الغاضبين ـ تشجع على إسكات الطفل الباكي بهزه بقوة. ومعلوم أنه سجلت في أوروبا والولايات المتحدة بالذات عدة قضايا جنائية بحق مربّيات وأهلين تسببوا في وفاة أطفال أو إلحاق أذى بدني وعصبي بهم عن طريق هزّهم بقوة بغية وقفهم عن البكاء.

غضبة المواطنين، وبالأخص المنظمين منهم في جمعيات ضغط، على امتداد يومين من الاحتجاجات دفعت شركة «آبل» وفق الصحافة المحلية في بريطانيا والولايات المتحدة، منها «الغارديان» و«الديلي تلغراف» البريطانيتان، إلى سحب الـ«بايبي شايكر» من الأسواق.

التطبيق التقني للعبة طورته شركة اسمها «سيكالوسوفت»، وظهرت لأول مرة في المتاجر التي تبيع «آي فون» يوم الاثنين الماضي. غير أن الضجة التي أثارتها، بما في ذلك وصفها في عدد من المواقع الإلكترونية والتقارير الاستهلاكية بأنها «عديمة الذوق» و«خطيرة» دفعت «آبل» إلى سحبها من الأسواق يوم الأربعاء. وكان أحد أشد الانتقادات الموجهة إلى اللعبة قد جاء من باتريك دوناهيو، مؤسس «مؤسسة سارا جاين للدماغ»، وهي جماعة مقرها مدينة نيويورك تعمل على توسيع إلمام الجمهور بالإصابات الدماغية التي يتعرض لها الأطفال، إذ قال في رسالة وجهها إلى كبار إداريي «آبل»: «بصفتي والد طفلة عمرها ثلاث سنوات تعرضت على أيدي ممرضة لهز عنيف بعد خمسة أيام من ولادتها مما أدى إلى كسر ثلاثة من أضلاعها وعظمتَي ترقوتها وإلحاق عطب بالغ بدماغها، لا يمكن للكلمات أن تعبّر عن ردة فعلي (على اللعبة)...».