المغرب: هيئة المحكمة ترفض ملتمسا من دفاع المتهمين في خلية بلعيرج يطلب استدعاء قاض للاستماع إليه

المتهم عبد الصمد يعترف بأن له خلية من أجمل نساء أوروبا

TT

استمعت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بسلا المجاورة للرباط، أول من أمس، إلى 11 متهما في خلية «بلعيرج» المشتبه في تورطها بالإرهاب، بينهم من هو متابع في حالة إفراج مؤقت، حيث نفوا جميعهم التحضير لعمليات إرهابية، والسطو على مصارف لشراء أسلحة، أو التخطيط لاغتيال شخصيات كبيرة، مؤكدين أنهم لم يصرحوا بما جاء في محاضر المحققين الأمنيين.

ورفضت هيئة المحكمة ملتمسا تقدم به دفاع بعض المتهمين، قصد استدعاء قاضي التحقيق المكلف الإرهاب، للاستماع إلى إفادته بخصوص الطريقة «غير القانونية» التي يتبعها أثناء الاستماع إلى متهمين، حيث لا يطرح عليهم أسئلة مرتبطة بالوقائع المتابعين بموجبها، بقدر ما ينسخ محاضر المحققين الأمنيين، ويطالب المتهمين بالتوقيع عليها، على حد قول الدفاع. والتمس المدعي العام بدوره رفض طلب استدعاء قاضي التحقيق، مؤكدا أن هذا الطلب يندرج في إطار الفصل 439 من قانون المسطرة (الإجراءات) الجنائية، إذ ينبغي الاستماع إلى باقي المتهمين، ويتم مناقشة الطلب فيما بعد، مضيفا أن هيئة المحكمة سبق لها أن بتت في مثل هذا الطلب ورفضته.

وفاجأ المتهم جمال الدين عبد الصمد، الحاضرين بالقول، إنه زير نساء، وله خلية تتكون من أجملهن من جنسيات أوروبية (هولندية وسويدية)، وأن سبب اعتقاله يكمن في تأجيره شقة لعبد القادر بلعيرج ببلجيكا، إذ تعرف عليه عام 1988، بمقهى «جبالة» التي يلتقي فيها المهاجرون، مؤكدا أن بلعيرج كان يتحدث في السياسة، وبالأخص في الديمقراطية، ولم يسبق له أن تحدث عن الجهاد، مشيرا إلى أنه سبق له أن اشتغل في المركز الإسلامي ببروكسل، كونه يتقن اللغة الفلامانية، فيما لم يسبق له أن سمع باغتيال مدير ذات المعهد، مؤكدا أنه اعتقل بمركز سلطة، وعامله قائد المنطقة بلطف، إذ مكنه من أغطية، لأنه قام بكنس وغسل أرضية المكان الذي نام فيه، قبل أن يعتقله الأمن بزي مدني.

وقال عبد الصمد: «سألني المحققون الأمنيون هل تعرف مطيع؟ فأجبتهم: نعم، لقد ذهبت عنده بمدينة الدار البيضاء لكي أطلب منه منح شقيقي، رخصة سياقة سيارة أجرة، على غرار ما كان يفعل المغاربة، فكانت المفاجأة، كوني أتحدث عن أحمد مطيع، والي (محافظ) مدينة الدار البيضاء، وهم يتحدثون عن مطيع آخر لا أعرفه»، في إشارة إلى عبد الكريم مطيع، مؤسس الشبيبة الإسلامية المحظورة، على خلفية تورط عناصرها في اغتيال عمر بن جلون، القيادي البارز في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

ومن جهته، قال المتهم حسن كلام، نادل بملهى ليلي، إنه سبق له أن اشتغل لفائدة صلاح بلعيرج، شقيق عبد القادر، أثناء تشييد فندقه «فايشن» بمدينة مراكش، وافترق معه، قبل أن يتم بناء الفندق، مؤكدا أنه سبق له أن رأى أشخاصا من شمال المغرب يلتقون بصلاح بلعيرج، وشك في أن يكونوا من تجار المخدرات، لكنه لم يوضح بما فيه الكفاية نوعية العمل الذي كان يقوم به لفائدة بلعيرج، مضيفا أنه كلف مراقبة أشغال بناء الفندق، رغم وجود مسؤول المقاولة المشرفة على البناء.

بيد أن المتهم كلام اعترف أنه تعرف على شخصيات بارزة في المغرب، كانت تلج فنادق من خمسة نجوم بحكم أنه اشتغل بها، مشيرا إلى أنه كان يتباهى أمام أصدقائه بأنه التقى تلك الشخصيات وكان يتبادل معها السلام والتحية.

ونفى أن يكون أمد عناصر من خلية «بلعيرج» بأسماء تلك الشخصيات قصد الترصد لها واغتيالها، من قبيل المصطفى ساهل، وزير الداخلية السابق، وحميدو العنيكري، المدير العام السابق للأمن المغربي.

وقال المتهم جمال الباي، مقيم ببلجيكا بصورة غير قانونية، على حد قوله، إنه تعرف على بلعيرج، ولم يسبق له أن منحه أقراصا مضغوطة تتحدث عن الثورة الإيرانية، مضيفا أنه حضر لقاء بمدينة طنجة (شمال المغرب)، شارك فيه كل من محمد المرواني، أمين عام حزب «الحركة من أجل الأمة» المحلول، والمصطفى المعتصم، أمين عام حزب «البديل الحضاري» المحلول، ومحمد الأمين الركالة، الناطق الرسمي بذات الحزب، والعبادلة ماء العينين، وناقشوا تاريخ، ومبادئ الحركة الإسلامية المغربية، لكنهم لم ينطقوا طيلة اللقاء بكلمة اسمها «الجهاد».

واعترف الباي بأنه تعرف على المتهم عبد اللطيف بختي، المتورط في سرقة شركة الأموال بمدينة لوكسمبورغ، لكنه لم يذهب إلى مليلية المحتلة، بتعليمات منه لتلقي أسلحة، نافيا أن يكون سافر إلى لبنان. ونفى عبد الغالي شينغو، أن يكون حصل على أسلحة سلمها له عبد القادر بلعيرج، قصد إخفائها ببئر في ملكيته بمنزله بمدينة الناضور (شمال المغرب)، مؤكدا أنه تعرف على عبد القادر بلعيرج، حينما زاره للتعزية في وفاة والده، كباقي أبناء المنطقة، نافيا أن يكون المتهمان جمال الباي وعبد القادر بلعيرج، أسرا له أنهما على علاقة بتنظيمات إرهابية بأفغانستان والجزائر.

وقال شينغو، الذي كان يتحدث باللهجة الأمازيغية التي يتكلمها سكان مدينة الناضور، إن البئر المتحدث عنها، غير مسيجة، ومفتوحة، بعمق 18 مترا، ولم ير قط في حياته أو لمس قطع أسلحة، مؤكدا أنه رجل متصوف، وانتقد طريقة التحقيق التي أجريت معه.