المرشح للانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي يراهن على الاقتصاد

وعد بـ«إدارة متماسكة» لمؤسسات الدولة خصوصا الدائرة المكلفة باتخاذ القرارات الاقتصادية

TT

يحرق قسم من سكان غورغان في شمال إيران حبوبا معطرة لإبعاد الحساد عن مير حسين موسوي الذي جاء في إطار حملته للانتخابات الرئاسية في إيران المقررة في يونيو (حزيران)، مستذكرين الحقبة التي تولى خلالها رئاسة الوزراء. وركز هذا المرشح المحافظ المعتدل خطابه على الاقتصاد المستقر الذي يعد الشغل الشاغل لمناصريه الذين لديهم ذكريات جيدة من ولايته التي تزامنت مع الحرب مع العراق. وموسوي المولود في العام 1942، تولى رئاسة الحكومة بين عامَي 1981 و1989. وقال شهباد المتقاعد ـ وهو في عقده السادس ـ «تولى شؤون الاقتصاد خلال الحرب مع العراق (1980 ـ 1988) وكان ما حققه إنجازا».

وكانت الأسعار محددة والمواد الغذائية موزعة في حصص لكنها كانت مؤمَّنة بانتظام في حين تسجل إيران منذ سنوات تضخما متناميا بلغ 25.9% خلال سنة في فبراير (شباط). وقالت فاطمة (45 سنة) التي ترتدي الحجاب لوكالة الصحافة الفرنسية إنها ستصوت لموسوي «لأنني أريد اقتصادا وأسعارا مستقرة». وأمام أنصاره الذين تجمعوا في مسجد في غورغان وعد موسوي بـ«إدارة متماسكة لمؤسسات الدولة خصوصا الدائرة المكلفة باتخاذ القرارات الاقتصادية».

ويتعرض الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد الذي وصل إلى سدة الحكم في 2005، بانتظام لانتقادات خصومه لاستبداله بمسؤولين يتمتعون بكفاءات عالية أشخاصا غير أكفاء. وألغى الرئيس الإيراني الخطط التي كانت تطبق قبل الثورة الإسلامية في 1979 وأقال وزراء الاقتصاد والصناعة والنفط ورئيسي البنك المركزي. وأشار موسوي إلى هذه المسألة مشددا على ضرورة «تقدير الموارد البشرية. والعجز عن القيام بذلك أدى إلى الوضع الحالي». وأثر الخطاب في عبدي، وهو شاب في العشرين من العمر تخرج حديثا ولم يجد عملا، وقال: «أريد أن يفوز لكي أجد وظيفة».

والمعدل الرسمي للبطالة الذي ارتفع الشتاء الماضي إلى 12.5% رسميا، هو في الواقع أكثر ارتفاعا بحسب خبراء اقتصاد مستقلين خصوصا بين الشباب في بلد نصف عدد سكانه دون الثلاثين من العمر. وكان موسوي انسحب من المعترك السياسي في 1989 وقدم استشارات للرئيسين المحافظ علي أكبر هاشمي رفسنجاني (1989 ـ 1997) والإصلاحي محمد خاتمي (1997 ـ 2005). وقدم الأخير دعمه لموسوي من خلال سحب ترشيحه للانتخابات الرئاسية المقررة في 12 يونيو (حزيران) بعد أن أعلن ترشيحه في 12 مارس (آذار). وفي المناطق الريفية التي مر بها في ضواحي غورغان، أشار أنصاره إلى هذا الدعم وهتفوا: «نحيي خاتمي والسلام على موسوي». وأعلن موسوي أخيرا أنه رغم دعمه للبرنامج النووي الإيراني، سيحاول في حال انتخابه تغيير صورة بلاده «المتطرفة»، في إشارة إلى تصريحات أحمدي نجاد الاستفزازية. واحتراما لقيم الثورة الإسلامية حرص موسوي على التوقف أمام كل مقبرة دُفن فيها «شهداء» سقطوا خلال الحرب مع العراق، مر موكبه أمامها. وحتى الآن أعلن الرئيس السابق لمجلس الشورى مهدي كروبي وحده ترشيحه. إلا أن مقربا من أحمدي نجاد أكد أن الأخير سيترشح لولاية جديدة من أربع سنوات.