دنيس روس في المنطقة اليوم مصحوبا بذراع دبلوماسية.. وأخرى عسكرية خدمت في الأنبار

جولته تبحث مصادر القلق من إيران.. ويصحبه دبلوماسي مؤيد للحوار مع طهران.. ونائب القيادة المركزية الأميركية

TT

يبدأ مستشار وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون غرب آسيا وإيران دنيس روس اليوم جولته في منطقة الشرق الأوسط لبحث الملف النووي الإيراني والنشاطات الإيرانية في المنطقة. ويصحب روس خلال جولته التي تستمر نحو أسبوع مسؤولان رفيعان، أحدهما بونيت تيلوار رئيس دائرة الشرق الأدنى في مجلس الأمن القومي الأميركي، المنصب الذي كان يشغله اليوت ابراهامز خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. كما يصحب روس في جولته المرتقبة نائب رئيس القيادة المركزية الأميركية اللوتينت جنرال مايكل آلان. وتيلوار، الذي كان مستشارا لنائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن في مجلس الشيوخ الأميركي من المؤيدين المعروفين في الإدارة للحوار مع إيران، أما اللوتينت جنرال جون آلان فهو من العسكريين الأميركيين البارزين وله خبرة في منطقة الخليج، وخدم منذ عام 2006 في محافظة الانبار بالعراق ومعرفته بالدور الإيراني في العراق دقيقة، إذ إنه من بين المسؤولين الأميركيين المسؤولين عن الحوار الأميركي ـ الإيراني حول العراق. وقال مصدر أميركي قريب من عملية مراجعة السياسة الأميركية نحو إيران لـ«الشرق الأوسط» إن اصطحاب روس معه لدبلوماسي رفيع في مجلس الأمن القومي مؤيد للحوار مع إيران، واصطحابه لمسؤول عسكري رفيع المستوى يعرف تفاصيل الدور الإيراني في العراق والخليج عموما يشي بالطبيعة المركبة والمعقدة التي ستكون عليها سياسة أوباما نحو إيران. وقال المصدر الاميركي إن جولة روس تكتسب أهمية خاصة، موضحا أنها لن تبحث فقط الملف النووي الإيراني، بل دور إيران في المنطقة، موضحا: «واشنطن تريد أن تستمع من شركائها في المنطقة حول افضل الطرق للضغط على إيران لتغيير سلوكها. فالكثير من الأهداف الأميركية مثل السلام مثلا على المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي أو المسار السوري ـ الإسرائيلي مرتبط بالطريقة التي ستتحرك بها إيران مع حماس وحزب الله، وما إذا كانت طهران مستعدة للتحرك بشكل إيجابي في مصادر القلق من سلوكها». وتابع: «التحرك نحو إيران يحتاج إلى تضافر جهود، هناك اميركا وهناك وأوروبا وهناك جيران إيران في المنطقة. سيكون هناك الكثير من التنسيق والجهود المشتركة من أجل ان تستجيب إيران للمطالب الدولية منها». وقال بيان للخارجية الأميركية تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن جولة دنيس روس الى منطقة الشرق الأوسط تهدف الى تأكيد التزام اميركا بالدبلوماسية في المنطقة، ومواصلة تشاورها مع شركائها في قضية الملف النووي الإيراني والملفات الاقليمية الاخرى. وتأتي جولة روس بينما يبحث الكونغرس الاميركي فرض عقوبات على الشركات الدولية التي تقوم بتصدير الغاز الى إيران، وذلك في إطار مساعي واشنطن الضغط على إيران من ناحية وفتح نافذة حوار معها من ناحية اخرى. وقال المسؤول الاميركي إن جولة روس لن تقتصر على بحث الملف النووي الإيراني الذي يتوقع ان تبدأ بشأنه مفاوضات مع دول «5 + 1» خلال الأسبوع الثاني أو الثالث من مايو (أيار) المقبل، مشيرا الى ان المباحثات ستتناول كذلك السلوك الإيراني في الخليج ودعمها المالي والسياسي لحزب الله وحماس، موضحا ان روس سيستمع من دول المنطقة وشركاء اميركا الى وجهات نظرهم في السياسات حول إيران، كما سيطرح عليهم النقاط العريضة للمراجعة التي اجرتها إدارة الرئيس الاميركي حيال طهران، ومصادر القلق من احتمال تقارب إيراني ـ أميركي. ويأتي ذلك فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في مقابلة صحافية أمس إن إيران تستخدم استراتيجية لاعبي الشطرنج في إدارة ملفها النووي. وأوضح الوزير لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن «الإيرانيين لا يلعبون لعبة النرد إنما يلعبون الشطرنج وفي الواقع هم الذين اخترعوا هذه اللعبة». واضاف الوزير وهو نفسه من المولعين بالشطرنج «إنهم (الإيرانيين) يلعبون بشكل معقد جدا وهم منهجيون جدا». ونصح الوزير الادارة الاميركية الراغبة في التوصل الى حل تفاوضي بشأن الملف النووي الايراني الى تحديد فترة المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران. وقال «لقد قلت لهم انه ينبغي تحديد فترة زمنية للمفاوضات وتحديد مهلة بموازاة تطبيق عقوبات خفيفة مثل الحد من تحويل الاموال مع التمهيد لعقوبات اشد». وتابع إيهود باراك «كل ذلك يجب أن يتم بتعاون تام مع الروس والصينيين ومع تأكيد أننا لا نستبعد أي خيار» في إشارة إلى هجوم عسكري محتمل. وتبنى الرئيس الأميركي باراك أوباما لهجة أكثر اعتدالا من سلفه جورج بوش تجاه إيران غير أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أكدت الأربعاء أن واشنطن مستعدة لاعتماد عقوبات اشد ضد إيران في حال فشل المفاوضات.