إنفلونزا الخنازير تصل إلى الشرق الأوسط.. ومنظمة الصحة العالمية تقول إن المرض صعب الاحتواء

إسرائيل تؤكد إصابة شخصين بالمرض.. ووزراء الصحة العرب يجتمعون في الرياض الأسبوع المقبل

عاملون في المركز الأوروبي لمراقبة الأمراض يراقبون تطور انفلونزا الخنازير في استوكهولم بالسويد (رويترز)
TT

وصلت إنفلونزا الخنازير إلى منطقة الشرق الأوسط مع تأكيد السلطات الإسرائيلية أمس إصابة شخصين بالمرض، مما رفع درجة التيقظ في البلدان العربية التي استنفرت تحسبا لوصول المرض إليها، في وقت يتابع المرض انتشاره في العالم بسرعة، مع تأكيد ظهور حالات في 16 بلدا حتى الآن على الأقل، ودفع ذلك بمنظمة الصحة العالمية إلى التحذير من أن الفيروس أصبح «منتشرا لدرجة يصعب فيها احتواؤه».

وسجلت في إسرائيل أمس أول إصابتين بالمرض لشاب في الـ26 من العمر، ورجل في الـ49 من العمر، كلاهما عادا من إجازة في المكسيك. وفي المكسيك، بؤرة المرض، والبلد الوحيد الذي سجلت فيه وفيات بإنفلونزا الخنازير حتى الآن، ارتفع عدد الوفيات إلى 152 شخصا، فيما يشتبه في أن أكثر من 1600 شخص يحملون الفيروس. وأكدت فحوص مخبرية أن 20 من الوفيات هي بسبب إنفلونزا الخنازير. وبعد إقفال المدارس والمتاحف ووقف التجمعات العامة، أعلنت بلدية مكسيكو صباح أمس أن كل مطاعم العاصمة المكسيكية سيتم إغلاقها.

وتضاعف عدد حالات الإصابة المؤكدة بالمرض حيث وصلت إلى 44 في الولايات المتحدة، بينما أعلنت كوريا الجنوبية تسجيل أول حالة لديها. وكانت بريطانيا وإسبانيا قد أعلنتا قبل يومين أنهما سجلتا حالات مرض بالفيروس لتكون تلك أولى الحالات التي يتم تسجيلها في أوروبا. وفيما شدد عدد من الدول الإجراءات على حدودها، قالت منظمة الصحة العالمية إنه منذ انتشار مرض الالتهاب التنفسي الحاد (سارز) في عام 2003 في آسيا، تبين أن الضوابط الحدودية لا تفيد كثيرا في وقف انتشار المرض. وذكر غريغوري هارتل المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية من جنيف أن «الإجراءات الحدودية لا تجدي، والفحص لا يجدي». وأضاف أنه «إذا تعرض شخص ما إلى المرض أو أصيب به.. فقد لا تظهر أعراض المرض على الشخص في المطار.. ونحن نتعلم مع التجربة. وكانت تجربة مرض سارز فرصة تعلم كبيرة لنا جميعا».

وقالت فوكودا إن خبراء منظمة الصحة العالمية قرروا في اجتماع للمنظمة الإثنين، أن الفيروس «انتشر إلى درجة تجعل من احتوائه استراتيجية غير ممكنة». وفي بريطانيا حيث اكتشفت أول حالتين أول من أمس، أمر رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون بعقد اجتماع للجنة الطوارئ لمناقشة أزمة إنفلونزا الخنازير. ورغم الدعوات إلى التنسيق فإن الدول الأوروبية تتحرك في شكل مستقل، فإيطاليا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا والنمسا وهولندا نصحت مواطنيها بعدم التوجه إلى المكسيك.

وفي البلدان العربية أعلن عدد من الدول اتخاذ تدابير وقائية تحسبا لفيروس إنفلونزا الخنازير، وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أنه تقرر عقد اجتماع طارئ لوزراء الصحة العرب بالرياض في التاسع من مايو (أيار) المقبل، لبحث تطورات موضوع إنفلونزا الخنازير والاستعدادات العربية اللازم اتخاذها لمكافحته.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن خبرة مصر في التعامل مع إنفلونزا الطيور تجعلها مؤهلة لمواجهة إنفلونزا الخنازير. وفي طرابلس، قال أبو بكر المنصوري وزير الزراعة والثروة الحيوانية والبحرية في ليبيا إن بلاده «شكلت لجنة لإصدار كتيب خاص بالإجراءات والاحتياطات الواجب اتخاذها لمنع دخول وانتشار المرض» في البلاد. بدورها اتخذت السلطات الأردنية إجراءات احترازية للوقاية من مرض إنفلونزا الخنازير، وقال عادل البلبيسي مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة إنه «تم فرض رقابة في المعابر الحدودية والمطارات تحديدا على القادمين من المناطق الموبوءة». وفي دبي أعلن وزير الصحة الإماراتي حميد القطامي أنه تم تشكيل لجنة تنفيذية وطنية منبثقة من اللجنة الوطنية لإنفلونزا الطيور بهدف مراقبة تطورات الوضع عن كثب بالتعاون مع منظمة الصحة الدولية، فضلا عن تشكيل لجنة صحية لنشر الوعي ومتابعة الوضع تقنيا.

من جانبه قال الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي وعضو اللجنة التنفيذية ماجد المنصوري في المؤتمر الصحافي: «نقوم بتحديد نقاط الدخول إلى البلاد، واعتبارا من الأسبوع المقبل سنطبق أنظمة المراقبة والرصد»، على أن يشكل اجتماع السبت في الدوحة «شرارة انطلاق». وفي المنامة قالت الوكيل المساعد لشؤون الرعاية الأولية والصحة العامة في وزارة الصحة البحرينية مريم الجلاهمة، إن «الإجراءات التي بدأ تنفيذها في البحرين تشمل تخصيص جناح للعزل في مجمع السلمانية الطبي، أكبر مستشفيات البحرين».

وفي سورية أعلنت وزارة الصحة اتخاذ تدابير وقائية عند المعابر الحدودية للحؤول دون انتشار هذا المرض. وشكلت الوزارة «لجنة مركزية تضم مختصين وفنيين لوضع الخطط الوقائية ومتابعة تنفيذها على المستوى المركزي بشكل يومي».