زعيم «جيش الإنقاذ» السابق بالجزائر: أرفض وصفي بالتائب لأني لم أفعل ما أخجل منه

قادة العمل المسلح السابقون منقسمون بين عالم الأعمال ومحاولات العودة للسياسة

TT

يسعى بعض قادة العمل المسلح سابقا بالجزائر إلى إلغاء المتابعة القضائية التي تبقى لصيقة بهم، بينما انخرط آخرون في عالم الأعمال. ويخضع هؤلاء لمراقبة شديدة من طرف السلطات رغم مرور سنوات طويلة على تخليهم عن الإرهاب.

وأكثر ما تمقته قيادات الجماعات المسلحة سابقا، أن يوصف أحد منهم بـ «التائب». ويقول مدني مزراق زعيم «الجيش الإسلامي للإنقاذ» المحل لـ«الشرق الأوسط» تعليقا على ذلك:«إنني أتوب إلى الله فقط، وأرفض أن ينعتني أحد بالتائب عن الإرهاب لأني لم أفعل أي شيء أخجل منه».

ويقيم مزراق بالضاحية الشرقية للعاصمة، حيث يلتقي يوميا بأتباعه السابقين يستمع إلى شكاواهم ومشاكلهم ويطلبون منه التوسط لدى السلطات لحلها، من موقعه القائد الذي تفاوض مع جنرال كبير في المخابرات عام 1997، بغرض إقناع عناصر جماعته بالتخلي عن السلاح. وتتمثل مطالب «التائبين» في الحصول على منصب عمل أو سكن، أو إعانة مادية لإقامة تجارة أو للزواج. وبعضهم يريد جواز سفر يسعى للحصول عليه منذ أن غادر معاقل الإرهاب، لكن استمرار المتابعة القضائية ضده يحول دون تحقيق طلبه.

وتعرض مزراق الى هجوم عنيف من طرف أفراد من «جيشه» العام الماضي، اتهموه بـ «إخفاء كنز الحرب» واستثمار أمواله في مشاريع اقتصادية. وهي تهمة ينفيها مزراق، حيث قال للصحافة إن أتباعه السابقين «يكيلون لي التهم لأني لا أملك خاتم سليمان يحل مشاكلهم». ويتحدر مزراق من جيجل (300 كلم شرق العاصمة)، وفي جبالها حمل السلاح عام 1992.

وعكس مزراق، بقي احمد بن عائشة قائد «جيش الإنقاذ» سابقا بالغرب الجزائري، في بلدته بالشلف (200 كلم غرب العاصمة). ويشارك من حين لآخر في اللقاءات التي يعقدها مزراق بالعاصمة، رفقة زعيم التنظيم بالوسط مصطفى كرطالي، وزعيمه بالشرق سابقا مصطفى كبير، شقيق رابح كبير قيادي «جبهة الإنقاذ» المحظورة المقيم في ألمانيا.