طفلة عمرها سنتان تنضم لنادي العباقرة في بريطانيا

تسمي 35 عاصمة وحاصل الذكاء لديها 156

TT

ركضت أليسا لتفتح الباب لمراسل إحدى الصحف البريطانية، وسألته مباشرة لدى دخوله البيت «ما هذا؟، وكانت تربط أصبعي يدها (السبابة والإبهام) في شكل هندسي. وقبل أن يتمكن من الإجابة عن سؤالها، أجابت هي بنفسها أنه مثلث متساوي الأضلاع. وأجابها مراسل الصحيفة مازحا «طبعا إنه واضح من تشكيلة أصابعك أن جميع أضلاعه متساوية، كان علي أن أعرف ذلك، لكنني لست طفلا عبقريا». أليسا عمرها سنتان وأربعة شهور.

انضمت أليسا البريطانية التي تعيش في شمال لندن إلى نادي العباقرة (منسا) لتكون بذلك أصغر عضو في النادي العالمي.

الطفلة تتمتع بذكاء حاد، إذ حاصل الذكاء لديها 156 نقطة وفي وسعها تعداد 35 عاصمة وتسميع الأبجدية وتهجئة اسمها، التي قالت عنها الصحف البريطانية بأنها أذكى من كارول فوردمان الرياضية التي تتمتع بذكاء خارق وسجلها في نقاط الذكاء من الأعلى في بريطانيا.

وأليسا تان روبرتس يمكنها قراءة كلمتي «ماما» و«بابا» وتسمية أنواع المثلثات الثلاثة، كما يمكنها العد حتى رقم 10 باللغة الأسبانية. وسمح لها ذكاؤها الاستثنائي في أن تصبح أصغر عضو في «منسا»، وهي منظمة دولية يشترط في من ينتسب إليها أن يحصل على نتيجة في اختبارات الذكاء تفوق نتيجة 98 في المائة من السكان. وقال المدير العام جون ستيفناج «إنها طفلة فذة». واعتمدت المعالجة النفسية البروفسورة جون فريمان المتخصصة في مجال ذكاء الأطفال اختبارا خاصا لتقيس ذكاء أليسا وكشفت أنها تصنف بين الأطفال الأكثر ذكاء في فئتها العمرية في بريطانيا. أخضعتها إلى اختبار قاس دام 45 دقيقة واستنتجت، كما كتبت في تقريها، قائلة «أليسا خارقة الذكاء، إنها موهوبة». وقال متحدث باسم النادي إن والدي «الطفلة المعجزة» تقدما بطلب لحصولها على عضوية النادي. ولا يسمح النادي، الذي يقول إنه أكبر وأقدم ناد للموهوبين في العالم، بقبول أعضاء دون العاشرة كما أنه يخضعهم لاختبارات للتأكد من مستوى ذكائهم. ويقبل النادي الأشخاص الذين يسجلون في امتحان الذكاء (IQ) 148 نقطة فما فوق. إلا أن أليسا سجلت 156 نقطة. وروت الأم لويس والدة أليسا لصحيفة «ديلي ميل» كيف أنها لاحظت أن ابنتها تتمتع بذكاء استثنائي منذ ولادتها. فكان عمرها خمسة أشهر حين لفظت أول كلمة ومشت حين بلغت ثمانية أشهر ونصف الشهر. وتضيف «تقول أشياء لا نعرف من أي تأتي بها وتعشق ببساطة اكتساب المعرفة... باستمرار».

وأضافت الأم في تصريحات للصحيفة: «كانت تنطق بأشياء كثيرة.. لم يكن لدي فكرة من أين أتت بها».

وخلال تواجدها في حضانة الأطفال أعطتها إحدى الأمهات لعبة وقالت لها خذي «هذا وحيد القرن». لكن أليسا، التي كانت تتفحص الأشياء من أجل استيعايها قبل أن تكمل السنة الأولى من عمرها، ردت قائلة هذا ليس بوحيد القرن إنه «الخرتيت».

وخلال الفحص الذي قامت به البروفسورة جون فريمان تمكنت من الإجابة عن جميع الأسئلة الصورية وبينت قدرتها على استثناء الأشياء غير المتناسقة مع بقية الصور. وقالت الخبيرة إن ذكاء أليسا يعتمد على الذاكرة الفذة وهذا ما تتمتع به وبشكل خارق. صورت العديد من البرامج في بريطانيا التي تظهر المشاكل التي يعاني منها الأطفال الأذكياء جدا، وبينت العديد من التقارير أن الكثير منهم يعانون كثيرا في صغرهم وكبرهم لأنهم يجدون صعوبة في الاختلاط بغيرهم وبمحيطهم.

إلا أن البروفسورة فريمان أكدت لوالد أليسا، روبرت، 34 عاما، الذي يعمل كمستشار في صناعة السيارات، بعد أن شوهدت ابنته وهي تلهو في أحد المتنزهات، إن ما يقوم به هو شيء جيد تجاه ابنته. وقال الأب «لا نريد أن نحرمها من ذكائها، إلا أننا في الوقت نفسه سنعمل من أجل أن تتمتع بطفولتها بالكامل».

ولدت أليسا في لندن، لكن والديها ينتميان إلى أعراق وثقافات مختلفة، وهي إنجليزية وماليزية وصينية ونيجيرية وسيراليونية. وقال والدها إن هناك العديد من أقربائها يحملون الشهادات الجامعية، أطباء ومحامون وغيرهم، ولكن لم يتمتع أي من أفراد عائلاتها بهذا الذكاء الخارق. كما تهتم أليسا بالموسيقى والرقص والتمثيل، ولهذا فقد سجلت لتلقي التدريبات في مؤسسات موسيقية وفنية. وتمنت كارول فوردمان السعادة وحسن الحظ لها وقالت: إذا استمرت في الذهاب إلى مدرستها المحلية فإن ذلك شيء جيد جدا وسيساعدها على المزيد من النجاح والاستمتاع بالطفولة».