فرنسا تنتظر كشف أوباما عن خطة سلام للشرق الأوسط في خطابه بالقاهرة

باريس تدين بقوة توسيع مستوطنة مسكيوت وتريد دورا سياسيا في عملية السلام

TT

توقع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن يعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما خطته للسلام في الشرق الأوسط بمناسبة الخطاب الذي سيلقيه في القاهرة في الرابع من الشهر المقبل كذلك توقع أن يلتزم بالوصول إلى قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. وأدانت الخارجية الفرنسية أمس وفي بيان رسمي إطلاق الحكومة الإسرائيلية طلب استدراج عروض لتوسيع مستوطنة مسكيوت ورأت مصادر فرنسية رسمية في الإعلان عن هذا القرار قبل ساعات من لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأميركي «رسالة إسرائيلية متشددة» للإدارة الأميركية ولأوباما شخصيا.

وتبدو باريس «متفائلة» إزاء جدية الرئيس الأميركي في السعي إلى حل وهو ما برز من خلال تصريحات كوشنير صباح أمس في حديث إذاعي. غير أن فرنسا تود «انتظار» ما سيقوله أوباما رسميا في خطابه في القاهرة قبل إعطاء رأي ما في السياسة الأميركية الجديدة علما أن جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط سيصل هذا الأسبوع إلى باريس لإجراء جولة محادثات مع المسؤولين الفرنسيين.

وفي حديثه إلى إذاعة «فرانس أنتير» أعلن كوشنير أنه «شخصيا» يعتقد أن أوباما سيلتزم قيام الجدولة الفلسطينية لكنه يجهل «الصيغة» والمهلة الزمنية لذلك. غير أن مصادر دبلوماسية فرنسية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن رئيس موظفي البيت الأبيض رام إيمانويل القريب من مجموعة الضغط الإسرائيلية أيباك أخبر مسؤولين فرنسيين زاروا واشنطن مؤخرا أن أوباما يريد أن ترى الدولة الفلسطينية النور قبل نهاية عهده الأول. وتتوقع هذه المصادر أن يعلن أوباما من القاهرة موعد مؤتمر السلام الدولي المنتظر أن ينعقد في موسكو في شهر يوليو (تموز) المقبل والمفترض أن يليه مؤتمر آخر في سبتمبر (أيلول) في باريس أو في عاصمة أوروبية أخرى.

وقال كوشنير إن باريس «تنتظر» ما ستسفر عنه مشاورات أوباما مع نتنياهو ثم مع رئيس السلطة الفلسطينية والرئيس مبارك وأنها «لا تريد استباق الأمور»، وذكر موشنير أن فرنسا تعتبر أنه «يجب أن ترى الدولة الفلسطينية النور» وهو الموقف الذي «أبلغه» الوزير الفرنسي لوزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الذي جاء إلى باريس قبل أقل من أسبوعين. وكان الرئيس ساركوزي الذي تربطه علاقات صداقة بنتنياهو قد أعلن في مؤتمر شرم الشيخ بداية العام الجاري أنه يريد رؤية الدولة الفلسطينية هذا العام.

ويرى كوشنير أن هناك «عملية خلط أوراق» في موضوع السلام بعد أن تبين أن «كل الأمور متوقفة وأن حرب غزة لم تؤد إلى أية نتيجة سوى سقوط القتلى ومزيد من المآسي». وفي رأي الوزير الفرنسي أن حظوظ الأخذ بالمبادرة العربية للسلام التي أقرت في مؤتمر قمة بيروت عام 2002 أصبحت أكبر. لكن تفسيره لعدم الأخذ بها حتى الآن كان غريبا إذ رده لـ«الانقسامات العربية» بين «فريق تؤثر عليه إيران مثل سورية وآخرين» وبين دول مثل السعودية ومصر. ورأى كوشنير أن «الأمور تسير اليوم بشكل أفضل» في إشارة إلى التقارب العربي ـ العربي.

وفي سياق مواز، شدد الوزير الفرنسي على أهمية أن تلعب فرنسا وأوروبا دورا سياسيا و«ليس الاكتفاء بما فعلته منذ أنابوليس» أي التعبير عن الدعم والإعراب عن الاستعداد للمساعدة وتقديم الأموال للفلسطينيين. وقال كوشنير: «نريد المشاركة في عملية السلام، وليس الاكتفاء بالنظر عن بعد»، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي سبق الولايات المتحدة الأميركية بإعادة العلاقات مع سورية.

أما الخارجية الفرنسية فقد نددت بقوة وبلهجة أقوى مما كانت تفعله في الأشهر الأخيرة بقرار إسرائيل استدراج عروض لتوسيع مستوطنة مسكيوت. وقال أريك شوفاليه، الناطق باسمها إن فرنسا تدين قرار توسيع مستوطنة «مسكيوت» الواقعة «شمال وادي الأردن في الضفة الغربية المحتلة». ورأت فرنسا في هذا القرار «انتهاكا» لالتزامات إسرائيل خصوصا بالنسبة لخريطة الطريق مضيفة أن الاستيطان «يشكل أكبر عقبة للسلام». وتبدو الإشارة لـ «خريطة الطريق» مهمة لأن حكومة نتنياهو لا تعترف إلا بها وترفض مسار أنابوليس والالتزامات التي قدمتها وقتها حكومة إيهود أولمرت. وجددت باريس طلبها من إسرائيل بتجميد كافة النشاطات الاستيطانية ولكل ما يؤثر على الوضع النهائي للأراضي الفلسطينية.