في تطور تاريخي.. سريلانكا تعلن القضاء على قيادة نمور التاميل بالكامل

كولومبو تؤكد مقتل زعيم التاميل واثنين من مساعديه

سريلانكيون يحتفلون في شوارع العاصمة كولومبو بقضاء الجيش على آخر معاقل متمردي التاميل أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلن مسؤولان عسكريان كبيران أمس، أن زعيم نمور التاميل في سريلانكا، فيلوبيلالي براباكاران، قتل على أيدي الجيش، فيما كان يحاول الفرار من الجيب الصغير، حيث كان محاصرا في شمال شرقي الجزيرة. وأكد الجيش أن اثنين من مساعدي براباكاران، قتلا أيضا. وقال مسؤول عسكري في وزارة الدفاع، رافضا الكشف عن اسمه، أن براباكاران، كان يحاول الفرار في سيارة إسعاف برفقة اثنين من مساعديه، لكنه وقع في كمين نصبه العسكريون وقتل. وأوضح أنه قتل مع اثنين آخرين في الآلية التي كانت تقله.

وصرح مصدر آخر في الجيش، أنه «عندما فتح الجنود النار حاولت الحافلة الصغيرة الانطلاق، لكنها أصيبت واشتعلت فيها النيران». وقال الجيش السريلانكي أمس، إن الجزيرة بكاملها باتت تحت سيطرة الحكومة لأول مرة منذ عقود، مشيرا إلى اثنين من معاوني زعيم المتمردين التاميل. وأفادت شبكة التلفزيون العامة «ايه تي ان»، «بمقتل براباكاران، ومساعديه بوتو امان، وسوساي، فقد تم القضاء بالكامل على قيادة النمور الإرهابيين». وبذلك أكد التلفزيون مقتل القادة الثلاثة بأيدي الجيش في شمال شرقي البلاد، بعدما كان مسؤولان عسكريان كبيران أعلنا ذلك في وقت سابق لوكالة «الصحافة الفرنسية».

من جهة أخرى، أعلن أمس الليفتنانت جنرال ساراث فونسيكا، قائد الجيش في سريلانكا، انتهاء الحرب الأهلية في البلاد، التي استمرت 25 عاما، بعد القضاء على متمردي التاميل بأيدي قوات الجيش. جاء ذلك عقب إعلان وسائل الإعلام الرسمية مقتل زعيم متمردي التاميل، فيلوبيلالي براباكاران، الذي أشعل الحرب من أجل إقامة دولة مستقلة لأقلية التاميل في شمال وشرق سريلانكا. ومن المقرر أن يلتقي كافة قادة أفرع الجيش في وقت لاحق اليوم مع الرئيس راجاباكسا، الذي يتولى أيضا منصب وزير الدفاع، لإطلاعه على ملخص إنهاء العملية العسكرية. ولم يصدر بيان رسمي حول مقتل زعيم المتمردين، غير أنه يعتقد أن تعليقات رسمية ستصدر في هذا الشأن عقب الاجتماع مع الرئيس. وذكرت مصادر عسكرية متمركزة في المنطقة، أنه تردد أن زعيم المتمردين حاول الفرار في سيارة عندما واجهته القوات الخاصة، حيث اندلع اشتباك مسلح قتل خلاله براباكاران.

وأوضحت المصادر أن سيارة أخرى أيضا تحمل أعضاء بارزين من المتمردين، تعرضت للهجوم. وكانت وزارة الدفاع أعلنت في وقت سابق، أنه عثر على حوالي 250 جثة، يجري تحديد هويتها.

وفي كولومبو، وبعد وقت قصير من الإعلان عن مقتل زعيم المتمردين، شوهد المواطنون يشعلون الألعاب النارية فى التقاطعات، كما أوقفوا حركة المرور، فيما شوهد الشباب يصافحون الجنود خلال خدمتهم في نقاط الحراسة. ونظمت مظاهرة صاخبة أمام سفارة بريطانيا في كولومبو صباح اليوم، تطالب بريطانيا بالتراجع عن التدخل في الشؤون الداخلية لسريلانكا. ويقيم أكثر من 250 ألف مدني فروا من مناطق المتمردين حاليا في مخيمات بالإقليم الشمالي، مع وعد من الحكومة بنقلهم إلى قراهم، التي فروا منها بسبب القتال في أقرب وقت ممكن. ولم يحدد جدول زمني لذلك. وكان الصراع الطائفي أدى إلى مقتل أكثر من 80 ألف شخص، فضلا عن أضرار اقتصادية هائلة بينها تدمير قطاع السياحة.