العيص تسجل أقوى هزة ارضية بـ 4.81 درجة.. والسلطات ترفع درجة التأهب

استمرار النشاط الزلزالي في حرة الشافة وارتفاع في قوة الهزات الأرضية

صورة للبركان التاريخي الذي وقع جنوب المدينة المنورة قبل 800 عام («الشرق الأوسط»)
TT

تجددت الهزات التي شهدتها منطقة العيص، وسجلت أمس سلسلة جديدة من الهزات بلغ أعلاها 4.81 درجة على مقياس ريختر، ,بعمق 7.7 كم.

وكشفت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية أمس، أن الأحياء الشمالية للمدينة المنورة شعرت بالهزة الأرضية والتي يعود مصدرها إلى النشاط الزلزالي في حرة الشاقة والذي أكدت أنه ما زال مستمراً مع وجود ارتفاع ملحوظ في قوى الهزات الأرضية.

وقالت الهيئة في بيانها اليومي أمس إن عدد الهزات، والتي تراوحت قوتها بين 3 إلى 4.81 درجات على مقياس ريختر، بلغت 46 هزة أرضية إعتباراً من الساعة الثانية ظهر أول أمس الاثنين حتى الساعة الثانية ظهر أمس.

واشارت إلى أن هزة أرضية بقوة 4.81 درجة على مقياس ريختر وبعمق 7.7 كم وقعت صباح أمس، وشعر بها الأهالي في جميع القرى المجاورة لحرة الشاقة، في كل من العيص، القراصة، هجرة الهدمة، هجرة العميد، نويبعة، الرويضات، الفرع، السهله، المرامية، المشاش، وادي سنان، الصحفة، وأمتد الشعور بالهزة الأرضية إلى أملج، ينبع، والأحياء الشمالية من المدينة المنورة، وأضافت أن الهيئة استمرت برحلاتها الإستكشافية الجوية فوق حرة الشاقة، وقد ظهرت شقوق أرضية بمنطقة النشاط الزلزالي، كما قامت الهيئة بتركيب محطة رصد زلزالي إضافية غرب حرة الشاقة، أما فيما يخص المتغيرات المصاحبة لهذا النشاط من حيث الارتفاع في درجات الحرارة، وتركيز غاز الرادون، فما زال هناك ارتفاع ملحوظ في بعض المناطق الموجودة حول الحرة. وجددت الهيئة التحذير بعدم التواجد على مسافة 5 كيلومترات من حدود حرة الشاقة «مركز الهزات»، عقب رصد ارتفاع في قيم النشاط الحراري لبعض الآبار الموجودة في وادي (مرخ) وشمال نويبعة، كما تبين وجود ارتفاع ملحوظ في قيم غاز الرادون حول حرة الشاقة خصوصاً منطقتي وادي مرخ وهجرة الهدمة. ويأتي ذلك في وقت أوقف فيه استقبال النازحين من أهل العيص في ينبع بعد إشغال نحو 540 أسرة جميع الفنادق والشقق والمراكز الإيوائية في ينبع وضواحيها وتم إحالتهم بن إلى المدينة المنورة التي بلغ عدد الواصلين إليها حتى أمس 3319 فردا.

وأكد الأمير عبد العزيز بن ماجد، أمير منطقة المدينة المنورة المتابعة الدقيقة على مدار الساعة للهزات الأرضية التي توالت على مركز العيص والقرى والهجر التابعة لها وأن جميع الجهات الحكومية على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ.

وبين «أن الوضع يحظى باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي العهد والنائب الثاني». وطمأن الأهالي «أن جميع التدابير الاحترازية قد اتخذت لمواجهة كافة الاحتمالات، وأن جميع أهالي القرى والهجر الذين يتم إخلاؤهم حفاظا على سلامتهم سيجدون كل اهتمام ورعاية بما في ذلك تأمين السكن الملائم لهم سواء في المدينة المنورة أو في محافظة ينبع وضمان استمرار أبنائهم في جميع المراحل التعليمية وتوفير كافة الخدمات الصحية والاجتماعية لهم».

إلى ذلك زارت اللجنة التي وجه أمير منطقة المدينة المنورة بتشكيلها برئاسة وكيل الإمارة وعضويه جميع مديري الجهات الحكومية ذات العلاقة للوقوف ميدانيا على مركز العيص والقرى والهجر التابعة له والتأكد من توافر كافة الإمكانيات التي تضمن سلامة المواطنين واتخاذ جميع التدابير الاحترازية، كما خصص خط ساخن لاستقبال شكاوى وملاحظات جميع أهالي العيص والقرى والهجر التابعة له عند وجود أي نقص في الخدمات المقدمة لهم ولأبنائهم بمكتب أمير المنطقة على مدار الـ24 ساعة وذلك على الأرقام التالية الرقم المجاني 8004420013 أو على الرقم 8213333.

وأوضح مدير الدفاع المدني بالمدينة المنورة العقيد علي العتيبي لـ«الشرق الأوسط» أن «عدد الأسر التي وصلت إلى المدينة المنورة بلغ 3319 فرداً، تم إيواؤهم في عمائر سكنية وتوفير احتياجاتهم من التغذية بواسطة لجان متخصصة».

وتابع «أوقف الدفاع المدني في العيص إحالة الراغبين في الإيواء بمدينة ينبع بعد الإشغال التام لجميع الوحدات السكنية المخصصة للإيواء وتحويل الراغبين إلى المدينة المنورة، ويقدر عدد من تم إيواؤهم في مدينة ينبع بنحو 540 أسرة».

من جهة ثانية أعلن هيئة الهلال الأحمر حالة التأهب القصوى في منطقة عمليات العيص وإرسال أكثر من 30 فرقة إسعافية للتمركز في العيص وإرسال أول غرفة عمليات متنقلة ترتبط مباشرة بغرفة عمليات المدينة والرياض عبر الأقمار الصناعية. من جهته أكد الدكتور بهجت بن محمود جنيد مدير التربية والتعليم بمنطقة المدينة المنورة «أن الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة المدينة المنورة أبلغت جميع مديري المدارس بالقبول الفوري لجميع الطلاب القادمين من العيص وتم إيواؤهم مع أسرهم في المدينة المنورة في مختلف المراحل الدراسية».

إلى ذلك أكد الدكتور يوسف المزيني المدير التنفيذي لجهاز تنمية السياحة بمنطقة المدينة المنورة أنه تم العمل وبالتنسيق مع الجهات المعنية على حصر الفنادق والوحدات السكنية المفروشة والمنتجعات في ينبع والمدينة المنورة والطاقات الاستيعابية لها، وتشكيل فرقه تفتيش لمنشآت الإيواء وحصر استيعابها ومدى ملاءمتها وكذلك تشكيل فرقه في حالة الطوارئ تقوم باستقبال القادمين من محافظة العيص بالتنسيق والتعاون مع الجهات الأمنية وتوجيههم للوحدات السكنية لمواقع إقامتهم، إلى جانب العديد من المهام المساندة التي قد تحتاج إليها الجهات ذات العلاقة.

ويشير مدير مركز رصد الزلازل والبراكين المهندس هاني محمود زهران إلى أن نفس حرة الشاقة قد تعرضت لهزات متتاليه قبل أكثر من عام إلا أن ذلك النشاط الزلزالي لم يكن ذا أهمية لكون جل ما نتج من هزات كانت ضعيفة جدا ولم تتجاوز درجتين على مقياس ريختر حتى أن الغالب منها لم يشعر به أحد على عكس ما تشهده حاليا.