الجزائر: اتفاق مع الأرجنتين لتطوير قدرات مفاعل «نور».. ومركز للهندسة النووية

وزير الخارجية الجزائري ينفي امتلاك بلاده برنامجا نوويا

المحامي الفرنسي فرنسوا لافورغ يجيب على اسئلة الصحافيين بعد ان رفضت المحكمة أول من أمس دعوى التعويض التي رفعها 12 جنديا فرنسيا قالوا انهم تعرضوا لتأثير الاشعاع اثر التجارب النووية الفرنسية في صحراء الجزائر بين عامي 1960 و1996 (أ ف ب)
TT

تعهدت الأرجنتين بتطوير قدرات إنتاج الطاقة النووية بالمفاعل النووي الجزائري «نور» الذي يقع بأعالي العاصمة، فيما صرح وزير الخارجية مراد مدلسي بأن «الحصول على النووي المدني يجب أن يترك لجميع الدول الراغبة في تطوير الطاقة النووية»، وأن الجزائر لا تملك في الوقت الحالي برنامجا نوويا. نقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن وزارة الطاقة والمناجم أمس، أن الزيارة التي قادت وزير الطاقة شكيب خليل إلى الأرجنتين الأسبوع الماضي انتهت بالاتفاق على عدة مشاريع تعاون وشراكة، خصوصا في ميدان الاستخدام السلمي للطاقة النووية والزراعة الصحراوية. ووقع الطرفان اتفاقا يتضمن تطوير قدرات المركز النووي «نور» بالعاصمة الجزائرية، وإنشاء «مركز للتكوين في الهندسة النووية» بالجزائر في المستقبل.

ووقع الجانبان اتفاقا آخر يتعلق بتصدير الغاز الطبيعي المميع إلى الأرجنتين، وبحث خليل مع مسؤولي قطاع النفط بالأرجنتين فرص استثمار مشترك بين شركة المحروقات العمومية الجزائرية «سوناطراك»، والشركة البترولية الأرجنتينية «إينارسا». وتوجت الزيارة بمحضر اتفاق يتناول إيفاد بعثة أرجنتينية إلى الجزائر قبل نهاية الشهر المقبل، لمواصلة مباحثات ثنائية بشأن تزويد الأرجنتين بنصف مليون طن من الفوسفات. أما بخصوص الزراعة الصحراوية فقد تم الاتفاق على تنظيم زيارة لفريق من خبراء «سوناطراك» إلى الأرجنتين، سيحدد موعدها لاحقا، بهدف وضع شراكة حول تطوير الزراعة الصحراوية بالجزائر. وستكون الانطلاقة من المزرعة النموذجية «قاسي طويل» بالصحراء الكبرى. وتعتبر مجموعة الاتفاقات التي تمت بين البلدين باكورة مشاورات معمقة بين البلدين حول تعزيز التعاون بينهما، انطلقت رسميا بمناسبة زيارة رئيسة الأرجنتين كرستينا فرنانديز دي كرشنر الجزائر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وطلبت الجزائر من الأرجنتين بمناسبة تلك الزيارة رعاية فنية في إطار مشروع تهيئة مفاعليها النوويين «نور» و«سلام» (جنوب العاصمة)، اللذين لا تتجاوز طاقتهما مجتمعين 5 ميغاوات. واستبعدت مصادر عليمة أن يكون التعاون النووي مع الأرجنتين يندرج ضمن مساعي الجزائر بناء مفاعل نووي ثالث، كان شكيب خليل كشف عنها عام 2007.

وفي سياق ذي صلة، ذكر وزير الخارجية مراد مدلسي للإذاعة الحكومية أن «الحصول على النووي المدني ينبغي أن يترك لجميع الدول التي ترغب في تطوير الطاقة النووية المدنية»، وقال إن بلده «لا تستسيغ منع بلد ما من التوجه نحو امتلاك الطاقة النووية المدنية، والجزائر ناضلت دائما لصالح تطوير هذا التوجه، وهو موقف مبدئي سنبقى ندافع عنه». وأوضح أن الجزائر «توجد في بداية الطريق» فيما يخص تطوير قدراتها النووية الموجهة إلى الأغراض السلمية، وتابع: «لقد باشرنا أعمالا في ميدان التعاون مع دول عديدة، ونتوقع أن نتمكن بفضلها من تشكيل القاعدة القانونية والحد الأدنى من الكفاءات الضرورية لتطوير هذا النوع من الطاقة».

وذكر وزير الخارجية أن الجزائر «لا تملك برنامجا نوويا مدنيا في الوقت الراهن، إنما نحن في مرحلة التحضير فقط. لكن ما هو واضح بالنسبة للجزائر أن النفاذ إلى النووي المدني ينبغي أن يكون متاحا للجميع».

وبشأن الملفين النوويين الإيراني والكوري الشمالي، قال مدلسي: «لا ينبغي بالضرورة ربط هاتين القضيتين بمسائل نزع أسلحة الدمار الشامل». وأضاف: «إن موقف إيران هو موقف بلد يرغب في الحصول على النووي المدني، أما ما تقوم به كوريا الشمالية من أنشطة فلا يوجد ما يثبت وجود علاقة بينها وبين تطوير السلاح النووي».