دعوة أممية لتقديم مساعدات عاجلة بـ 454 مليون دولار لنازحي باكستان

شهادات حية: طالبان باكستان يخوضون حرب استنزاف في وادي سوات

TT

ناشدت الامم المتحدة المجتمع الدولي امس توفير 454 مليون دولار معونات إضافية لمساعدة اللاجئين الفارين من أحدث هجوم عسكري ضد متشددين من حركة طالبان بشمال غرب باكستان.

ونزح نحو 5.1 مليون باكستاني عن ديارهم هذا الشهر بسبب القتال العنيف في وادي سوات ومنطقتي بونير ودير المجاورتين حيث كانت حركة طالبان تسيطر على مناطق واسعة. وكان نحو 500 ألف آخرين قد نزحوا عن ديارهم العام الماضي. وذكر مارتين موجوانجا منسق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة بالإنابة في إسلام آباد أن 88 مليون دولار تم تدبيرها من قبل جهات مانحة قدمتها أو تعهدت بتقديمها، لكن هناك حاجة ملحة لنحو 454 مليونا كتمويلات إضافية لتشغيل 165 مشروعا للاجئين. وأضاف موجوانجا «ندعو إلى دعم سخي من المجتمع الدولي». وتابع «هذا النزوح كبير للغاية من حيث الحجم والسرعة، وقد سبب معاناة من الصعب تصديقها».

وجرى توفير مأوى لنحو عشرة بالمائة من النازحين داخليا في مخيمات لاجئين، بينما يقيم الباقون مع أقرباء لهم أو يستأجرون مساكن خاصة. وكانت باكستان قد ذكرت أمس الخميس أن بلدانا غربية تعهدت بالفعل بتقديم 224 مليون دولار، من بينها 110 ملايين دولار من الولايات المتحدة لعمليات إغاثة وإعادة تأهيل اللاجئين الفارين من الحرب. وكان الجيش قد أعلن عن عملية واسعة في وادي سوات في الثامن من مايو (أيار) الجاري بعد انهيار اتفاق سلام وتقدم طالبان لنحو مائة كيلومتر من العاصمة إسلام آباد. وكانت اشتباكات دامية قد اندلعت في منطقتي بونير ودير في أواخر أبريل (نيسان). وفي روالبندي (باكستان) من على سرير في المستشفى، يذكر محمد آصف الجندي الباكستاني الشاب البالغ من العمر 18 عاما معركته الاخيرة في وادي سوات، مؤكدا انه كان يريد ان يصرخ في وجه طالبان «توقفوا عن القتال مثل الثعالب وقاتلوا كما يقاتل الرجال».

غير ان الوقت لم يسعفه للقيام بذلك فقد اصيب بالرصاص في ساقيه. وهو يؤكد مع ذلك انه رد على مهاجميه واجبر المقاتلين الاسلاميين على الفرار مقسما انه يرغب في الموت «شهيدا» دفاعا عن بلاده. وفي المستشفى العسكري بروالبندي في ضواحي اسلام اباد اجمع العديد من الجنود الجرحى في الهجوم الذي يشنه الجيش الباكستاني منذ نحو شهر في وادي سوات ونواحيه في شمال غرب باكستان، على انهم واجهوا مقاومة شرسة من عناصر طالبان الذين لا يتصدون للجيش بشكل مباشر. واكد الجنود ان عناصر طالبان يشكلون حركة تمرد تقليدية تعتمد الاستنزاف والمناوشات والكمائن والقنص والاعتداءات الانتحارية. وطالبان يخوضون القتال في معقلهم الطبيعي في هذه المناطق الجبلية المنيعة التي يتمتعون فيها احيانا بنوع من التعاطف من قبل قرويين من قبائل البشتون التي ينتمون اليها. وهذا ما يجعل بعض الخبراء يؤكدون ان كسب الجانب العسكري من الحملة لا يزال بعيدا، مشيرين خصوصا الى ما يجري في افغانستان المجاورة حيث تقوم حركة طالبان بحرب استنزاف تبدو بلا نهاية ضد الجيش الافغاني المدعوم من نحو سبعين الف جندي اجنبي. وقال اللفتنانت ضيغم من سريره في المستشفى «انهم يهاجموننا في الصباح الباكر او بعيد الغروب ودائما باعتماد الكمائن». واكد الجيش الباكستاني انه قتل 1100 من عناصر طالبان خلال نحو اربعة اسابيع من الحملة العسكرية واقر بفقدانه 58 جنديا. غير انه يستحيل التأكد من هذه المعلومات لان الجيش منع دخول منطقة المعارك.