الهاشمي بعد تنحيه عن منصبه الحزبي: لم يكن أمامي خيار سوى الإعفاء

الحزب الإسلامي العراقي ينتخب التكريتي أميناً عاماً.. وعبد الحميد يحتفظ برئاسة الشورى

طارق الهاشمي متوسطا أسامة التكريتي الأمين العام الجديد للحزب الإسلامي العراقي (يمين) وإياد السامرائي رئيس البرلمان في مؤتمر صحافي ببغداد أمس («الشرق الأوسط»)
TT

فيما أعلن الحزب الإسلامي العراقي انتخاب أسامة التكريتي أمينا عاما جديدا مساء أول من أمس بدلا من نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي بعد ان طلب الأخير «الإعفاء» من هذا المنصب، أكدت مصادر من مكتب الهاشمي انه باق كعضو في الحزب الإسلامي وأنه انسحب فقط من منصبه القيادي.

وأكد بيان للحزب الإسلامي أن طلب الإعفاء الذي قدمه الهاشمي جاء «استجابة لمتطلبات العمل الحكومي والعمل من أجل العراق، واستجابة لنداء الكثيرين من أحرار العراق في أن يكون سيادته لكل العراقيين من الشمال إلى الجنوب وأن ينصرف للوظيفة العامة ويكرس لها جهده ووقته لتخفيف معاناة العراقيين». وقال الهاشمي في المؤتمر الصحافي الذي عقده صباح أمس مع التكريتي الأمين العام الجديد للحزب الإسلامي العراقي لقد «وجدت أن هناك حاجة ماسة لتكريس وقت وجهد إضافي لخدمة أهلي في مختلف المحافظات، لهذا لم يكن أمامي من خيار سوى أن أتقدم بطلب إعفائي من منصبي  القيادي الحزبي، وأكرس المزيد من الوقت والجهد خلال الفترة المتبقية في وظيفتي الحالية لتخفيف المزيد من معاناة العراقيين».

وتابع الهاشمي لقد «تقدمت بطلب الإعفاء من منصب الأمين العام لمرتين سابقتين، وهذه ليست المرة الأولى التي اطلب فيها ذلك استجابة للوائح التي علقت السنوات الماضية، نحن لدينا لائحة تقول بمنتهى الصراحة لا يجوز للأمين العام أن يجمع بين الوظيفة العامة ومنصبه القيادي في الحزب الإسلامي العراقي، وقد تزامنت الانتخابات الدورية وهذه الرغبة مع الانتخابات، لذلك تقدمت قبل الانتخابات بطلب الإعفاء وعدم ترشيحي، وأنا شكرت إخواني الذين استجابوا بالكاد لطلب الإعفاء».  وفي معرض إجابته عن سؤال لأحد الصحافيين أوضح الهاشمي انه لا يزال عضوا في الحزب الإسلامي العراقي، لكنه لم يعد قياديا فيه. وعلق التكريتي على ذلك بقوله «أود ان أوضح مفهوما ربما يكون قد اختلط على بعض الإخوة والأخوات وهو ان الأستاذ طارق الهاشمي لا يزال في الحزب، ولا يزال قياديا لكنه بتواضع يقول إنني لم اعد قياديا، لذلك نحن نرجو تصحيح هذا الفهم».

وحول مستقبله السياسي عقب هذه الخطوة وسعيه للدخول في تحالفات وتكتلات بشكل شخصي قال الهاشمي، «وجدت أن أهلي بأمس الحاجة إلى مزيد من الوقت ومزيد من الجهود لتخفيف معاناتهم، لكنني كسياسي، فجميع الآفاق وكل الأبواب مفتوحة للعمل السياسي في المستقبل، ومن السابق لأوانه القول بوجود أجندة سياسية محددة في هذه المسألة أو تلك».

كما أكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» ان الانتخابات القادمة التي ستشهد مشاركة الحزب الإسلامي فيها سيكون الهاشمي ضمن صفوف الحزب عند ذاك.

وكان بيان للمكتب السياسي للحزب الإسلامي قد أكد في وقت متأخر من مساء أول من أمس أن «مجلس شورى الحزب عقد اجتماعا وفقا للنظام الداخلي ليجري انتخابات المرحلة الأخيرة لقيادته ما أسفر عن فوز أسامة التكريتي بمنصب الأمين العام للحزب»، فيما فاز إياد السامرائي، القيادي في الحزب ورئيس البرلمان العراقي، بمنصب نائب الأمين العام.

وأضاف ان رئيس البرلمان إياد السامرائي «فاز بمنصب نائب الأمين العام، كما تم التجديد لمحسن عبد الحميد في منصب رئيس مجلس شورى الحزب».

الجدير بالذكر أن الحزب الإسلامي الذي يمثل العرب السنة في العراق كان مشاركا قويا في العملية السياسية، وقد حظي بالعديد من المناصب المخصصة للعرب السنة ضمن مبدأ المحاصصة الذي اعتمدته الحكومة في تشكيلها خصوصا منصب نائب الرئيس ورئيس البرلمان ورئيس ديوان الرئاسة.

وقال عمر عبد الستار، عضو المكتب السياسي للحزب الإسلامي، إن «ما جرى كان مسألة طبيعية لأن الانتخابات للحزب تأتي كل أربع سنوات، إما أن تؤجل أو أن تجري في وقتها وقد تم إجراؤها في الوقت المحدد لها».