الجيش الباكستاني يؤكد أنه يحتاج لـ 10 أيام للسيطرة على كبرى مدن سوات

حركة طالبان تريد الانسحاب ومواصلة القتال في مكان آخر

سيدات يرتدين البرقع في مخيم سوابي، الذي خُصص لاستضافة النازحين من سوات، حيث وصل عدد النازحين المسجلين لدى السلطات المحلية نحو 4,2 مليون شخص فروا من وجه الهجوم الذي تشنُّه القوات الحكومية ضد مسلحي طالبان (أ. ف. ب)
TT

أمر قائد حركة طالبان في سوات، في شمال غربي باكستان، رجاله بالانسحاب من مينغورا، كبرى مدن المنطقة، التي يشن الجيش الباكستاني هجوما واسعا عليها منذ السبت، لكنه وعد بمواصلة الجهاد في مكان آخر، على ما اعلن الناطق باسمه أمس.

وأعلن الجيش الباكستاني في الوقت نفسه، انه يواصل بسط السيطرة على المدينة شارعا تلو الآخر، بعد أن خلت من سكانها كما قال، لكنه لقي «مقاومة ضارية» في بعض الأحياء.

وأعلن مسلم خان، الناطق باسم قائد طالبان، مولانا فضل الله، في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية من مكان مجهول، أن «مولانا فضل الله امر كل المجاهدين وقف المقاومة في مينغورا ومحيطها؛ للتخفيف من معاناة السكان وتجنب الخسائر في صفوف المدنيين».

وأكد، أن «أغلبية مجاهدينا غادرت مينغورا»، مضيفا، أننا«سنقاتل حتى آخر قطرة من دمائنا من اجل تطبيق الشريعة».

إلى ذلك أعلن الجيش الباكستاني، أمس انه يحتاج الى ما بين سبعة وعشرة أيام؛ ليستعيد السيطرة على مينغورا، كبرى مدن منطقة سوات من طالبان، حيث بدأ السبت هجوما بريا بعد اقل من شهر على انطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال غربي باكستان.

وسيطر مسلحون اسلاميون مرتبطون بالقاعدة على مينغورا، التي تضم عادة حوالى 300 الف نسمة، لكنها فرغت من اغلبية سكانها في الاسبوعين الاخيرين بحسب الجيش.

وتشكل سيطرة الجيش عليها مرحلة مهمة في استعادة سوات ومحيطها، بعد أن بدأ الجيش عملية عسكرية واسعة النطاق في 26 ابريل (نيسان)؛ لتنظيف الوادي، الذي كان سابقا من اهم المناطق السياحية في البلاد قبل سيطرة طالبان عليه قبل عامين. وقال الناطق باسم الجيش، الجنرال اطهر عباس، لوكالة الصحافة الفرنسية، «سيستغرق الأمر بين سبعة وعشرة ايام لتنظيف مينغورا من كل المقاتلين الاسلاميين والسيطرة على المدينة». وأضاف، أن «العملية بطيئة قليلا؛ لأننا نريد تجنب الخسائر المدنية وتدمير الممتلكات». وأوضح، أن طالبان «زرعوا العبوات في مينغورا، وعلينا رصد وتفكيك كل العبوات». إلى ذلك وصل عدد النازحين المسجلين لدى السلطات المحلية نحو 4،2 مليون شخص، فروا من وجه الهجوم، الذي تشنه القوات الحكومية ضد مسلحي طالبان هذا الشهر في شمال غربي باكستان، حسبما أفادت الأمم المتحدة ومسؤولون حكوميون أمس. وقال وزير الإعلام، قمر الزمان كايرا للصحافيين، إن الحكومة تفعل كل ما بوسعها لرعاية الاعداد الهائلة من النازحين.

وأضاف، أن «نحو 3،2 مليون شخص سجلوا أسماءهم حتى الآن كنازحين، إلا أن هذا الرقم ليس نهائيا»، مضيفا، أن نحو 200 الف شخص يعيشون في مخيمات، بينما يقيم الآخرون مع أقاربهم في منازل مكتظة. وينضم النازحون الجدد الى اكثر من 550 الف شخص فروا من معارك مماثلة العام الماضي، وتحذر الجماعات الحقوقية من ان هذه اكبر حركة نزوح في باكستان منذ انشقاقها عن الهند عام 1947.كما تشيع المخاوف كذلك بشأن ما بين 10 و20 الف مدني لا يزالون محاصرين في مينغورا بكميات شحيحة من الاغذية والإمدادات الطبية. ويبلغ عدد سكان المدينة في العادة 300 الف نسمة. وتقول قوات الأمن، إن 15 ألف جندي يواجهون الان ما بين 1500و200 من «المقاتلين الأشداء» في سوات. وقالت ارياني روميري، المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة، إن المفوضية حصلت على الرقم من سلطات الولاية الحدودية الشمالية الغربية، ويتوقع أن يتغير هذا الرقم بعد التأكد من الأرقام خلال الأيام المقبلة. وأضافت، انه «في التدفق الجديد للنازحين تم تسجيل 38،2 شخصا، في الفترة من 2 مايو ايار من سوات ولوير دير وبونر». وشنت القوات الحكومية الباكستانية هجوما ضد مسلحي طالبان خلال شهري ابريل (نيسان) ومايو (أيار)، مما دفع بالمدنيين الى الفرار من منازلهم. وأعلن الجيش الباكستاني أمس، أن قواته تمكنت من طرد مسلحي حركة طالبان من منتجع تزلج سابق شمال شرقي البلاد، حيث أجبر القتال العنيف ما يزيد على مليوني شخص على مغادرة ديارهم.

وذكر الجيش في بيان، أن قواته استولت على معقل مسلحي طالبان «مالام جابا» في الجزء الشمالي من وادي سوات «بعد مقاومة عنيفة». واستغل المسلحون «مالام جابا»، وهو ممر من سوات إلى منطقة مانسهرا المجاورة التي لا تعاني وطأة التمرد، «مركزا للتدريب وقاعدة لوجستية». ودمر منتجع التزلج الذي كان الوحيد المطابق للمعايير العالمية العام الماضي، على يد أنصار رجل الدين المتشدد، مولانا فضل الله، الذي بدأ حملة مسلحة منذ عامين؛ سعيا لفرض الشريعة الإسلامية في سوات. واندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن ومقاتلي طالبان في أنحاء المنطقة الجبلية، حتى مساء اول من أمس، والتي أسفرت عن مقتل أربعة من المسلحين خلال الساعات الـ 24 الماضية.