اللواء اللبناني جميل السيد يتهيأ لرفع دعوى ضد ميليس وفريقه

اتهم «فرقاء في السلطة» بما نشر في «دير شبيغل»

TT

استمعت قاضية التحقيق الفرنسية فابيان بوس، المولجة من قبل عميد قضاة التحقيق الفرنسيين، ملف الدعويين ضد مجهول اللتين قدمهما اللواء اللبناني جميل السيد عبر محاميه في باريس واللتين تستهدفان السفير اللبناني السابق جوني عبده ورئيس لجنة التحقيق الدولية الأسبق الألماني ديتليف ميليس، ما يزيد على الساعة في قصر العدل في باريس. وتقوم الدعويان على اتهام عبده وميليس بارتكاب جنحة «القدح والذم» أو التشهير بحق جميل السيد، وجنحة الضغط على شهود، في إشارة إلى شهادة السوري محمد زهير الصديق، الذي تردد أنه ألقي القبض عليه مؤخرا في الإمارات العربية المتحدة، والذي استندت على شهادته عملية توقيف الضباط اللبنانيين الأربعة عام 2005. وعلى الرغم من أن الدعويين هما ضد مجهول، إلا أن الأولى منهما، كما شرح مصدر قضائي، تتضمن «عناصر» تتناول جوني عبده والأخرى عناصر تتناول ديتليف ميليس. ولا تنحصر الدعويان بهما فقط، بل تطال كل ما يظهره التحقيق على صلة بهذا الموضوع. ومثل جميل السيد محاطا بمحاميه، أحدهما اللبناني أنطوان قرقماز، أمام قاضية التحقيق بعدما اعتبرت الشكوى التي تقدم بها مقبولة. وهي تعود إلى شهر أغسطس (آب) الماضي. غير أنها تغذت، وفق ما تقوله مصادر التحقيق، من عنصرين إضافيين، حصلا بعد خروج السيد من السجن: الأول، المقابلة التي أعطاها ديتليف ميليس إلى صحيفة وقناة تلفزيونية عربييتن يؤكد فيها تورط السيد في اغتيال الحريري، والثاني مقابلة للسفير عبده لمجلة «الصياد» اللبنانية الشهر الماضي. وقال المحامي قرقماز عقب جلسة الاستماع إن السيد نقل إلى قاضية التحقيق المعلومات التي بحوزته و«التوضيحات» التي طلبتها «بكل حرية». إلا أن التطور الجديد تمثل في إعلان السيد ومحاميه عن قرب تقديم دعوى إضافية ضد ميليس والفريق الأمني الذي عمل معه (المحقق غيرهارد ليرمان، يده اليمنى، أثناء توليه مسؤولية التحقيق أمام القضاء الألماني). ووصف السيد المحقق ليرمان بأنه «المزور الأساسي» الذي قال عنه إنه عرض عليه صفقة وحذره من أن رفضها سيؤدي به إلى السجن. وأعرب السيد عن «ثقته» بالقضاء الفرنسي. لكنه في المقابل، شدد على خيبته من القضاء اللبناني بسبب وجود قاضيين «سودا صفحة القضاء، وإن لم تتم محاسبتهما فالسواد سيطال كل القضاء في لبنان». وفي موضوع ما نشرته مجلة «دير شبيغل» الألمانية عن مسؤولية حزب الله في اغتيال رفيق الحريري، اتهم السيد «الفريق الأمني والإعلامي والسياسي نفسه» الذي سبق وأعطى معلومات لصحيفة كويتية حول ضلوع الضباط الأربعة في اغتيال الحريري. وقال السيد: «هذا الفريق هو من وضع خبرية جديدة تشبه رواية الصديق. أجزم أن هذه المعلومات ليست من المحكمة ولا من المدعي العام، وإنما من مصدر لبناني». واعتبر السيد أن الرواية «سقطت» بمجرد نشرها في المجلة الألمانية، وأشار إلى أن الجهة المسؤولة عن إشاعة وتوزيع أخبار المجلة الألمانية «تتسلى» بفريق بعد آخر، «فبعد الضباط الأربعة جاء دور حزب الله و هي عصا غليظة تتنقل من مكان إلى مكان آخر».